همتك نعدل الكفة
1٬854   مشاهدة  

الشيخ أحمد التوني ..غلبه الشوق فمدح

الشيخ أحمد التوني ..غلبه الشوق فمدح ........................................


نائمًا أمام مقام السيدة زينب في القاهرة، فنهره أحدهم “إمشي يا ولد”،  فبكي!

الشيخ “التوني” يعود للبداية، ويحكى عن الموقف وسبب البكا، بعد حرقته من أنه لا يستطع المدح والإنشاد أمام مقام السيدة”مينفعش أنا أنشد زي اللي بينشد قدام شباك السيدة”، سلّم أمره لله ونام أمام المقام ، فرمى صديقه “رمضان” العباءة عليه وناداه “قوم دعوتك استجابت”، فأنشد قائلًا “كريمة يا اللي مقامك حلو ومنور، والقطب واقف قدام مقامك وبيشاور، وبايده شمع الدلال ع العاصي بينور”.

الغيب عن الوجدان

يرى الشيخ “التوني”، أنه من لا يغب عن الوجدان أثناء مديح “النبي” لا مديح له، فشرط المديح الغياب عن الوجود، وخلو القلب من الدنيا وحوائجها، فجوارح الشيخ تسبح، والعين تسبح، والقلب تسبح أثناء انشغاله في المديح.

يصفو الشيخ أحمد التوني بالمديح، إذا قل مزاجه يُنشد، فإذا قابله صاحب الليلة مقابلة بكل مودة ومحبة أو كما يقول” شالني على كتافه” لا ينشد بصفو “تكون ليلته مش أقد كده”، أما إذا لاقاه بأقل مما يريد الشيخ من كرم تكون الليلة “عال العال”.

لا يختار “التوني” اللحن أو الطريقة، بل تجبره روحه على الطريق، سواء كان فرحًا أم حزنًا، فعندما يخلو لنفسه، تجبره روحه على سماع كوكب الشرق أم كلثوم والشيخ مصطفى إسماعيل، فالست تفسر الكلمات، عندما تكون المفردات حزينة يكون لحنها حزين، والعكس. فلا يجد بُدٌ من تفسير لماذا يستمع لكوكب الشرق دون غيرها؟ أو يستمع لمطرب دون غيره، فهي الروح التي تُجبره على الطريق واللحن، فكلاهما مؤدٍ للآخر، اللحن هو الطريق، والطريقة هي اللحن.

أما الشعور، فواحدٌ، يرى في الحزن فرح، أو يرى الحزن فرح، فعندما تنتاب الإنسان دفقة من الفرح الشديد يبكي، تنساب دموعه، أو كما يقول الشيخ بلهجته الصعيدية ” دموعه تندلى”.

سافر الشيخ أحمد توني إلى البرتغال والبرازيل، وشارك في صناعة فيلم عن التصوف في البرتغال مع مجموعة من محبي التصوف. واشتهر هناك بالعزف على “الكاس” بمسبحته، وسُجلت له شرائط كاسيت يؤدي فيها الشيخ دور كل الآلات الموسيقية بفمه.

لا يمدح الشيخ أحمد التوني في حله على الجممور في الغرب، بل يأخذه الشوق “الواحد بياخده الشوق معاهم” فطالما أعطوه تحيته، والتحية هنا هي الشوق، فيبادلهم الشوق في الحال، ويخرج عن الوجود، ويندمج بمجهود أوفر مما يكون عليه في فرح آخر، فمديح النبي يراه الشيخ فرحًا، يسميها أشهر أفراح النبي، أي وقت احتفال المسلمين بمولد النبي محمد.

ليلة الانتقال

إقرأ أيضا
أسترازينيكا

الشيخ أحمد التوني انتقل لعالم آخر، ما يزال في غلبة الشوق والمدح، لم يغب عن عشاقه كما يقول حفيده، جدي حيٌ في قلوبنا، نسمّي ليلته رحيل الجسد لكنه الروح حاضرة.

الشيخ “التوني” جالسًا في غرفته، في الليلة الأخيرة، يمدح “أنا بمدح اللي يفوح المسك من قدمه، واللي ما يصلي عليه في القلب يا ندمه” كررها لأول مرة، وكأنه شابٌ، يمدح ويمدح، ويذكر أحبابه القُدامى والأولياء، إلى أن التف الجميع حوله، لكنهم لم يفهموا الإشارة، استعجبوا الحالة، غريبة، فلم يكن في تلك الأيام يدندن، أو يناديه الشوق، يستيقظ ويظل صامتًا، لا يغني إلا في أفراح النبي.

طلب الشيخ أحمد التوني، فاكهة، برتقال وفول سوداني، وبجواره صوت الشيخ مصطفى إسماعيل من صوت جهاز صغير لم يفارقه قبل ليلة الرحيل أبدًا، طلب من الجميع الانصراف، وظل بمفرده مع صوت الشيخ مصطفى إسماعيل، وانتقل.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان