الشيخ إبراهيم الفيومي.. عن آخر أئمة المالكية في الأزهر الشريف
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الشيخ إبراهيم الفيومي، الإمام السادس للأزهر الشريف، وأحد تلاميذ الشيخ ” الخراشي” الذي ذاع صيته مبكرًا بسبب تبحره في علم الحديث وعلم الصرف، وكان له إنتاج وافر في هذين العلمين، كما أن الشيخ خرّج من تحت يديه علماء المالكية الأفذاذ المشهود لهم بالعلم الواسِع والبحث الغزير .
مولده ونشأته .
وُلد الشيخ إبراهيم الفيومي في عام 1062 هـ الموافق 1652م بمدينة الفيوم، وإليها نُسب، حفظ القرآن الكريم في صغره، وفي مطلع شبابه التحق بالجامع الأزهر لينهل من علومه، فدرس الحديث والتفسير والفقه بالإضافة لعلوم اللغة العربية من صرف ونحو وبلاغة وأدب .
شيوخه
كان المعلم الأول للشيخ ” الفيومي” هو الشيخ” الخراشي ” الإمام الأول للأزهر، حيث تلقى جُلّ العلوم على يده، وممّا عُرف عن الشيخ ” الفيومي” أنه كان كثير القراءة حتى عُرف بعلمه الغزير، وممّا هو مُلاحظ أنّ الشيخ برع في علوم الحديث حيث تتلمذ على يد عظماء العلم ومن أبرزهم؛ ـ كما قُلت سالفًا ـ الشيخ” الخراشي، بالإضافة إلى الشيخ يحيى الشهاوي ، والشخ البرماوي والشيخ عبد الرحمن الأجهوري، والشيخ محمد الشرنبالي، وغيرهم من أعمدة الأزهر حينها مثل الشيخ الغرقاوي ، والشيخ الجزايرلي، والزرقاني والشبراملسي، وغيرهم من الشوامخ.
مؤلفات الفيومي ومكانته
برع الشيخ إبراهيم الفيومي في علم الحديث والصرف ، والذي ألّف فيه شرحًا لكتاب أبي الحسن علي بن محمد الشاذلي المالكي ت 939 هـ يسمى ” المقدمة العزية للجماعة الأزهرية في فن الصرف ” ، وهذه المقدمة قام بشرحها الكثير من العلماء قبل الشيخ الفيومي إلا أن شرحه الذي جاء في جزئين كبيرين كان مميزًا سهلًا ، واضحًا للدارسين.
الشيخ الفيومي وتلاميذه
ابتكر الشيخ “الفيومي” طريقة لنفسه في فن التدريس هذه الطريقة التي جعلته ذا بصمة على تلاميذه، وممّا فعله وأحبه طلابه كثيرًا أنه كان يُدوّن محاضرات شيخه الذي أعطاه علمًا غزيرًا الشيخ ” الخراشي” ثم يُعيد إلقائها على طلبته وطلبة أستاذه بصورة سهلة مُبسطة بعيدة عن التعقيد ممّا أعطاه خبرة واسعة ومدارك رحبة.
وقد تتلمذ على يد الشيخ ” الفيومي” الكثير من طلبة العلم الذين حملوا مشاعل العلوم وأناروا بها الأرض ، ومن بينهم الفقيه الشافعي الشيخ محمد بن عيسى يوسف الدمياطي ، حيث درس على يدي الشيخ” الفيومي” علوم المنطق والفلسفة ، وتأثر الدمياطي بأستاذه وبمنهجه فألف حاشية على الأخضري في المنطق ، وحاشية ثانية على السنوسية ، كما تلقى الدمياطي الفقه المالكي على الشيخ الفيومي.
ومن أبرز تلاميذ الشيخ” الفيومي” أيضًا الشيخ علي الفيومي المالكي شيخ رواق الأزهر، وكان ذا باع طويل في علم الكلام ، وكذلك إمام المحققين الشيخ علي بن أحمد بن مكرم الله الصعيدي العدوي المالكي، والذي ترك مؤلفات عديدة قيمة ، وانتهج أسلوب أستاذه وألف شرحًا للمقدمة العزية كما ألف حاشية على الأخضرى.
توليه الأزهر
وقد تولى الشيخ إبراهيم الفيومي مشيخة الأزهر بإجماع العلماء والشيوخ عام ١١٣٣هـ – ۱۷۲۰م ، بعد وفاة الإمام” شنن” ليكون بذلك الإمام السادس للأزهر .
وفاته
وقد توفي الإمام السادس للأزهر عام ١١٣٧ هـ /١٧٢٤ م عن عمر ناهز الـ 67 وكان آخر من ولى مشيخة الأزهر الشريف من المالكية بعد أن استمرت فيهم ما يقرب من نصف قرن.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال