همتك نعدل الكفة
806   مشاهدة  

الشيخ محمد شنن.. حكاية إمام ثري نُفي وعاد ليتولى مشيخة الأزهر

الشيخ محمد شنن
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



الشيخ محمد شنن الإمام الخامس للأزهر الشريف، وأحد الأقطاب الثلاثة للمذهب المالكي ، الذي كانت المشيخة لا تخرج إلا منهم ، وهنا تتسائل من هم الإقطاب الثلاثة؟، فالأقطاب الثلاثة عزيزي القارئ هم ”  الشيخ النفراوي والشيخ القليني والشيخ شنن ” .

وقبل أن أبدأ في سرد حياة الشيخ الخامس للأزهر الشريف، أقول أن حياته وسيرته مع الإمامة كانت أغرب ما ممر على من تولى هذا المنصب،  فبسبب  كرسي الإمامة نُفي الشيخ وبسببه عاد من منفاه إلى القاهرة  .

مولده ونشأته العلمية

وُلد الشيخ محمد شنن في قرية تقع على الشاطئ الغربي لفرع رشيد  تُسمي” الجدية” وهي قرية تابعة لمركز رشيد بمديرية البحيرة، وذلك عام، ١٠٥٦ هـ = 1656 م تقريبًا، نشأ الشيخ محمد شنن في قريته ، حفظ القرآن في سن صغيرة ، ثم قصد الجامع الأزهر ليتلقى علومه على أيدى علمائه ومشايخه، فجدّ في تحصيل علوم الأزهر من فقه وتفسير وعلوم البلاغة والأدب والفكر والفلسفة وغيرها من العلوم ، كما كان الشيخ” شنن”  يحفظ ويفهم ما يُمليه عليه مشايخه وأصبح مما ذاع صيته، كما كان ذا ذكر حسن .

النفي ثم العودة لإمامة الأزهر  

بعد وفاة الإمام الثالث للأزهر الشيخ محمد النشرتي، عام 1709م  كان الشُغل الشاغل بين طلاب الأزهر  اختيار من يتولى الإمامة بعده، فانقسم طلاب الأزهر إلى قسمين، قسم أيّد الشيخ” أحمد النفراوي” وكوّنوا طائفة سُميت بالنفراوية تؤيده، بعدما تطلع إلى هذا المنصب، الأمر الذي رفضه طلاب الشيخ النشرتي.

وانضم  طلاب الشيخ ” النشرتي” إلى طائفة القلينية التي تُنسب إلى الشيخ عبد الباقي القليني ، الذي تولى المدرسة الأقبغاوية بالأزهر، مطالبين بتولي ” القليني” إمامة الأزهر معللين ذلك بأنه كان من التلاميذ النُجباء للشيخ ” النشرتي” .

في هذا الوقت لم يكن  الشيخ ” القليني ”  في مصر، فستعجلوه للقدوم من أجل تولي المنصب، في هذا التوقيت لم ينتظر الشيخ” النفراوي” وقام بإلقاء الدروس في المدرسة الأقبغاوية ساعده في ذلك الشيخ  محمد شنن من أجل  توليه مشيخة الأزهر.

وفي نفس الوقت استجاب الشيخ ” القليني” وجاء إلى القاهرة ليتولى منصبة، وهنا حدثت الصدمة حيث سلّح الشيخ ” النفراوي” أتباعه بالسلاح وحدثت الاشتباكات بين الفئتين والتي راح ضحيتها 10 من أتباع النفراوي، وهنا حققت السلطة العثمانية والمملوكية في الواقعة، والتي أصدرت قرارًا بتولي ” القليني” الإمامة، ونفي  ” النفراوي ” خارج مصر ، ونفي الشيخ محمد شنن أيضًا خارج العاصمة.

رغم ثرائه عكف على العلم

كان الشيخ ثريا ذا ثروة طائلة على عكس ما كان عليه كبار مشايخ الأزهر ، وقد قال عنه الجبرتي : “كان مليئا متمولًا ، أغنى أهل زمانه بين أقرانه .. ترك لابنه القاصر موسى ثروة طائلة ، كان بها من صنوف الذهب البندقي أربعون ، خلاف الجنزولي ، والطولى ، وأنواع الفضة ، والأملاك والضياع والوظائف والأطيان ، وكان له مماليك وعبيد وجواري ومن مماليكه أحمد بك شئن الذي أصبح من كبار حكام المماليك، وصار من كبار ولاة الأقاليم، وقد أقام الشيخ شنن صديقه الشيخ محمد الجداوى وصيًا على ابنه موسى وذلك قبل أن يبلغ”.

إقرأ أيضا
نادية فكري

وبحسب ما قال ” الجبرتي” أن الشيخ الجداوى قام بحراسة هذه الثروة على خير وجه ، وسلمها إلى موسى ابن الشيخ شنن بعد بلوغه سن الرشد ، ولم يمض وقت طويل حتى بدد هذا الابن ثروة أبيه جميعها رغم ضخامتها ، ومات بعد كل هذا الثراء مدينًا فقيرًا محتاجًا.

وفاته

توفي الشيخ محمد شنن 1133هـ بعد أن شهد الأزهر في عهده عملية ترميم كانت مهمة آن ذاك ، كما أن الشيخ لم يترك مؤلفات أو لم نعثر على مؤلفاته نتيجة لعدم الاستقرار الإداري وقته.

الكاتب

  • الشيخ محمد شنن مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان