الشيديم وسايوريث وليليث.. كيف ظهرت الشياطين في الحضارات والديانات المختلفة؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كلمة الشيطان كلمة كريهة لها وقع مقبض للروح في نفس الشخص، نشعر بالخوف والاشمئزاز عند سماعها، حيث أنها مرتبطة في أذهاننا بالكيانات الشريرة، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون، أن مصطلح الشيطان في حد ذاته يعني الروح، وهو كلمة يونانية قديمة، وأن الشيطان تختلف قواها وطبيعتها باختلاف الحصارات والديانات، حيث ظهروا في كل مرة بصورة جديدة، ولكل حضارة شيطانها الخاص.
الشيديم شياطين بلاد الرافدين
في بلاد الرافدين، كانت كيانات الشيدو أو الشيديم عبارة عن كائنات غريبة بأجساد تشبه الثور أو الأسد، وأجنحة كأجنحة النسور، ورؤوس بشرية، وأرواحهم قوية للغاية، وكان الأهالي يقومون بوضع تماثيل هذه الكيانات على أبواب وأسوار المدن، بهدف الحراسة والحماية من الغزوات والتصدي للجيوش المعادية، والحفاظ على سلامة الشعب داخل أسوار المدينة، أما في البيوت كان يتم نقش صور الشيديم على ألواح طينية ويتم دفنها تحت عتبة المنزل، وذلك لطلب السعادة ولحفظ الأمن داخل البيت.
ولكن قام اليهود بتحويل تلك الأسطورة لأمر أسود تمامًا، حيث قاموا بتحويلها من كائنات طيبة هدفها جلب الأمان والسعادة للأهالي، إلى كيانات مظلمة شريرة مرتبطة بأسواء الطقوس البشرية، حيث قام اليهود بعبادة تلك الكيانات وقدموا القرابين البشرية للتقرب منها، ومنذ ذلك الوقت، تحولت الشيديم لشياطين تقوم بالتخريب والتدمير، وتبعث المرض والكآبة، وينتشر الموت في كل مكان بسببهم، وقد أخرج اليهود ثلاثة أساطير عن كائنات الشيديم:
الأولي هي أن كيانات الشيديم هي عمل من الله غير مكتمل لذا لا يوجد جسد لهم، ويبثون غضبهم على باقي مخلوقات الله.
الثانية هي أن كيانات الشيديم، هم سلالة من أحفاد الشيطان، وكانوا في الأصل على هيئة ثعبان، ولكنهم تحوروا بعد ذلك.
أما الأسطورة الأخيرة فتقول أن كيانات الشيديم هي من سلالة أقدم الشياطين على الأرض، الشيطانة ليليث.
ليليث.. أم الشياطين
ظهرت ليليث لأول مرة في الأساطير اليهودية، والتي تقول أنها كانت الزوجة الأولى لآدم بعد نزوله على الأرض، ويقال أنها خلقت من الطيب كحال زوجها، ولكنها كانت ترى نفسها أفضل منه، ورفضت الخضوع لسيطرته، وفي النهاية قررت هجره وتركه وحيدًا، وعاشت هي في البرية وحيدة، وبعد سنوات طويلة تعاونت مع الملاك سامايل الذي سقط من السماء، وأخذا سويًا يجمعان الشياطين والكائنات الشريرة لمهاجمة الرجال والنساء، وممارسة الجنس معهم بالإكراه، وتعذيبهم بشدة، وقتل الأجنة في بطون أمهاتهم، ومن هنا حصلت ليليث على لقب “أم الشياطين”، وكانت لا تظهر إلا في الأجواء الليلية العاصفة، وكلمة ليليث في اللغة السامية تعني الليل، كما أنها كانت معروفة عند الآشوريين، بأنها شيطانة العواصف والدمار.
الشيطانة سايوريث.. نذير الشؤم والموت
تعود قصة سايوريث إلى الأساطير الويلزية المشتقة من الأساطير الأيرلندية، ويعني اسم سايوريث الجثة المتحللة أو اللحم والعظم، وكانت سايوريث إحدى أكثر الكائنات المرعبة على الإطلاق، كانت تشبه الشبح وشاحبة بشكل مخيف، وكانت مهمتها تنحصر في التنبؤ بالموت، حيث يسمع الشخص الذي سيموت صوت أنين قوي ومخيف، يشبه صوت الشخص المحتضر، وإذا كان هناك أحد سيموت بوباء أو كارثة ما تصرخ سايوريث ثلاث صرخات مرعبة حتى ولو كانت على بعد أميال من منزل الشخص.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال