الشِلة هي الحل
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
يظن بعض الشباب “السُذَج الهُبَل” أن كونهم موهوبين أو مميزين في مجالهم هيضمن لهم تحقيق أحلامهم بالوصول لقمة الهرم في هذا المجال.. أو حتى الشعبطة لأخر ماتوصلهم مواهبهم، وأنا من موقعي هذا أحب أقولهم: انسى يا عمر.
لو فاكرين أن التميز أو الموهبة أو المهارة ممكن تشفع لكم تبقوا واهمين وناويين تفضوا بطرياتكم على الحرت في البحر، أه ممكن تكون الموهبة/المهارة مهمة.. بس صعب قوي الموهبة تكون سبب في النجاح من غير شِلة تسند وتصيت وتسوق.. تهلل لكل فسية وتبرر كل كارثة، على العكس.. عضو الشلة البار حتى لو مش موهوب أساسًا ينفع يبقى ع الأقل متحقق، ويمكن كمان يبقى ناجح ونجم في مجاله.
يكمن مجال كرة القدم أفضل مثال لسيادة الشلة وحتمية الاعتماد عليها، تاريخ اللعبة مليان بلعيبة كبار قوي عمرهم ما وصلوا للمونديال، نفس الوقت اللي فيه لعيبة تانية ماحدش يعرفها لعبت في البطولة.. والألعن إن بعض أنصاف الموهوبين حصلوا على البطولة نفسها تحت نظر نجوم كبار قاعدين بيتفرجوا ع البطولة في التليفزيون.
اقرأ أيضًا
من هي الدولة التي أهدت كأس العالم لدولة أخرى في أكبر فضيحة لكرة القدم؟
ريان جيجز “ويلز”، نيدفيد “التشيك”، عبيدي بيليه “غانا”، أسماء كبيرة في عالم كرة القدم، كل واحد منهم لعب في أندية كبيرة وحقق بطولات كبرى على مستوى الأندية، كوم بطولات وألقاب فردية.. لكنهم حرموا من المشاركة في البطولة الكروية الأكبر في الكوكب، كأس العالم. ومايفكروش للحظة يحطوا راسهم براس أسطورة الغربية وابن غزل المحلة البار، كابتن صابر عيد، اللي سجل اسمه ضمن المشاركين في مونديال 90 هو وكابتن أيمن طاهر وكابتن عادل عبد الرحمن.
الجوهرة السوداء جورج وايا قدر مع فريق “موناكو” إنه يكسب بطولة الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس 1992، وسنة 94 كسب الدوري مع PSJ، وحقق الدوري الإيطالي مرتين مع ميلان، كسب جايزة أحسن لاعب في أفريقيا 3 مرات، وأحسن لاعب في أوروبا مرة، وسنة 95 كسب جايزة أحسن لاعب في العالم، لكن كل الإنجازات دي ماسمحتلهوش بالمشاركة في المونديال، فمنتخب بلاده هو “ليبيريا”، وأقصى حاجة قدر عليها المنتخب ده إنه وصول لنهائيات الأمم الأفريقية 96، وخرجوا من الدور الأول.
هيمنة الشلة مش منطق قديم وانتهى، وماحدش يتصور أننا في زمن ثورات والهري ده، عندكم مثلًا ليفاندوفيسكي “بولندا”، ماكينة أهداف لا تتوقف حقق مع فريقه كل حاجة ينفع تتحقق.. أو ماتنفعش، بس على مستوى المنتخب صفر ألقاب.
لعيبة كتير أفزاز كسبوا ألقاب فردية وجماعية في أصعب دوريات الأوروبية، بس عمرهم ما يقدر يسجل اسمه جنب اسم كابتن مجدي عبد الغني كأحد محرزي الأهداف في المونديال، ممكن الواحد منهم يحقق ألقاب فردية ويحصل على إشادات.. بس عمره ماهيحصل على ميدالية زي اللي حصل عليها الحارس التالت لأي منتخب كسب المونديال، وماحدش في الكوكب يعرف اسمه.. أو إنه شارك في البطولة من الأساس. عندك الموسم ده مثلًا هاري كين عمل معجزة فردية بإنه حقق لقب هداف الدوري وأكتر لعيب عمل “أسيستات”.. بس ولإنه اختار الشلة الغلط لا خد دوري ولا كاس ولا حتى أتأهل لدوري الأبطال الموسم الجاي، ولو ناوي يلحق نفسه ويحقق بطولة في حياته.. لازم يلحق يسيب الشلة دي بسرعة.
ممكن حد يقول أن كرة القدم لعبة جماعية وطبيعي ماحدش ينجح فيها إلا عن طريق فريق، عشان كده اللاعبين الكبار دول لما بيلعبوا مع فرق قوية بيتألقوا لكن لما بيلعبوا مع منتتخباتهم التعبانة بيفشلوا، وهو رأي لا يخلوا من الوجاهة، بس أرجع أقول: برضك “المجد للشلة”.. الكورة كانت مجرد مثال. كل واحد يفكر بينه وبين نفسه كده.. مين اللي فرصه أفضل الموهوب ولا اللي عنده واسطة؟؟، مين اللي اللي بيظهر ع الشاشة أكتر أوائل دفعتهم في معهد التمثيل ولا أبناء الممثلين والمخرجين؟، وطبعًا ده بيتسحب على كافة المجالات.
الواسطة أو التوريث من أهم مظاهر تجلي الشللية، وأمثلة التوريث المهني أو الواسطة لا تعد ولا تحصى، وغالبًا هتوقعنا في محاذير النشر، لإنها هتدخلنا في عوالم السياسة والدين والعنف.. وحتى الجنس، فخدها مني نصيحة عزيزي الشاب “خصوصًا المصري”:
طبعًا مهم أن الفرد يحدد المجال اللي ناوي يشتغل فيه.. مهم كمان يبقى عنده فكرة عنه، بس أهم حاجة ع الإطلاق هي أنه يبقى فرد في شِلة ناجحة في المجال ده، فحتى لو مش بيعرف يكتب ينفع يبقى كاتب.. ومش بعيد بعد كام سنة يأسس شلته الخاصة ويتقال عليه “صاحب تجربة رائدة”، مش ضروري يكون بيفهم حاجة عشان يبقى شخصية عامة بيتصل بيها صحفيين نفس الشلة ياخدوا رأيه في كل حاجة.. فيتحول لنجم مجهول المصدر، ينفع حتى يبقى على رأس محاذير النشر… لو اختار الشلة الغلط.
في معترك الحياة “غير العادلة” ينفع جدًا تبقى محض شريف أكرامي، إنسان ماحدش يعرف كان نفسه يشتغل إيه قبل ما أبوه يغصبه على وِرث شغلانته، بس عادي جدًا ورث الشغلانة والمكانة وحتى الجماهيرية وبقى فيه ملايين الناس بتسبح بحمده وبيبرروا كل أخطاءه وبيطبله لأي حاجة عادية يعملها.. أه همه نفسهم دلوقتي صايدينه وبيجلدوه بآثر رجعي، بس ده لإنه غير الشلة.
ورغم أنه علميا ملقف.. بس حقق 7 دوري و2 شامبيون و2سوبر قاري.. وهلومة يعني، في حين واحد زي شيكابالا وبسبب اختياره الشلة الغلط ضيع موهبته الفريدة من نوعها.. وبحسبة البطولات والأرقام مايجيش حاجة جنب ابن إكرامي ولا حتى ابن شوبير اللي أرقامه قربت من شيكا قبل حتى مانعرف هو بيلبس كام؟
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال