همتك نعدل الكفة
290   مشاهدة  

 بيتك .. دعوة لتصحيح العلاقات

الصداقة


 

في كتاب “اندهش يا صديقي” كتب العظيم الرائع الراحل عبد الوهاب مطاوع مقالاً يتحدث فيه عن أيام شبابه في الجامعة، وكيف قام بتأجير مسكن في المدينة التي يدرس بها لينزل به لأنه كان من الأقاليم.

الصداقة
الصداقة

يحكي عن أصدقائه الذين كانوا يزورونه ويبيتون عنده لأنهم كانوا من الاقاليم هم أيضًا، ويقص كيف أنه لم ينم فوق أي سرير قط إلا في الإجازات عندما كان يزور أهله،  وذلك لأن سريره كان دائمًا مشغولاً بالأصدقاء الذين ينامون فوقه، ويروي كيف كان أصدقاؤه يستضيفون أصدقائهم وأصدقاء أصدقائهم ليقيمون في شقته الصغيرة وقد كان لا  يعلم من هم ولا يعرف أسماء معظمهم، يقول رحمة الله عليه : “لدرجة أن الشقة كاملةً كانت محتلة تمامًا، وكانوا ينامون صفوفًا صفوفًا على الأرض كالمساجين”.

 

وفي  كتاب “التعافي” كتب حسام مصطفى إبراهيم يقول :

“اتعود ترتب الناس – بصرامة – في دوايرهم اللي يستحقوها ، ده في دايرة الصداقة ، ده العيلة ، ده حبيب ، وده زميل ، وده علاقة مصلحة .. تداخل الدواير والعجز عن التصنيف والهلهلية في إسكان الناس في أي حتة ، بيفرقع في وشك في النهاية !!”

 

اليوم وقفت في z، وأنا أمسك في يدي رغيف عيش فينو أغمس به قطع المورتا وألتهمها، تذكرت مقولتي الدائمة : “الحساب بتاعي على الفيس ده عامل زي بيتي، مينفعش حد يبقى عندي ويكون بيكلمني وأحرجه ومردش عليه في الماسنجر أو الكومنتات”، ثم تذكرت  كلام عبد الوهاب مطاوع عن شقته وقارنته بذلك الحساب، وتذكرت حياتي وكل ما عبرت به من أزمات، وتذكرت كيف ندمت على دخول بعض الأشخاص في حياتي، وكيف تعلمت أن “البيت يعني حُرمة، وإن مش أي حد ينفع تدخله بيتك”.

اقرأ أيضا

هل سُرق مسلسل “فريندز” من مسلسل أخر؟

الصداقة

إقرأ أيضا
المطبخ

شخص ملثم مثلا وغامض، لا تعرف له شكل ولا معلومات، شخص آخر جايلك بمراته وعياله عشان مفكر إنه حايقضي معاكي سهرة لطشيفة بعد ما المدام تدخل تنام، شخص يستغلك باسم الصداقة أو الحب، وواحد آخر لطيف وظريف ولكنه ليس مريح في التعامل، أو مش مريح عمومًا، وبمناسبة أخينا الأخير هذا فقد قرأت جملة عظيمة جدًا تقول : ” حدسك لا يخطئ، الغرائز الداخلية ومشاعر عدم الارتياح ما وجدت عبثًا، هذه طريقة جسدك لإخبارك بأن هناك خطأ ما – لا تجازف في تجاهله.”.

 

تعلمت أن بعضهم لا يجب عليك غير أن تحدثهم من وراء الباب المغلق، والبعض من الممكن أن تفتح لهم شراعة الباب، أو تكلمهم وأنت تواربه، وناس تقعدهم في الصالون، وناس تأكلّهم معك على سفرتك، وناس دخلوا بالفعل البيت وصار من الضروري واللازم طردهم لأنهم بدأوا يبرطعوا ويعيثوا فيه فسادًا، وآخرون مهما وقفوا على بابك ودقوا الجرس بإلحاح ففرض عليك ألا تستجيب لطرقهم، وإن اقتحموه فسجون الشرطة بهم أولى !

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان