الطفل معاذ.. موهبة تبناها الشارع فمن يرعاها وكيف؟
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يحمل أدواته وألوانه في حقيبته المتهالكة، متجها لسُلم مترو جامعة القاهرة، ذلك المكان الذي شهد رحلة صعود الطفل معاذ، رحلة صعود لصغير امتلك موهبة كبيرة تبناها الشارع.
يجلس الطفل معاذ صاحب الـ14 عاما، يرسم لوحاته الخاصة بألوانه البدائية ليبيعها و يجني منها الأموال تكفله وتكفل عائلته ، غير مُبالي بضجيج المارة، ولا يشغلها وسط الزحام، إلا صوت أقلامه وألوانه.
الطفل معاذ منذ 4 أعوام كان حديث السوشيال ميديا ووسائل الإعلام المختلفة، وكان عمره حينها 10 سنوات، وكعادة أي شيء في مصر في الأونة الأخيرة، يرفعون صاحب« التريند » إلى قمم الجبال، وسرعان ما يهبط إلى الهاوية، بسبب وجود تريند آخر، فكان معاذ نجم لحلقات في البرامج، وحينها توقع الجميع أن العناية بهذا الطفل ستكون مكتملة الأركان ليخرج لنا فنان صغير بموهبة كبيرة، ولكن حدث عكس ذلك تماما.
معاذ منذ أربعة سنوات كان حلمه معرض يعرض فيه لوحاته، وأحد يعمل على تنمية موهبته الفذة، وبالفعل تمت وعود كثيرة بتنمية الموهبة، وعمل معرض للوحاته البدائية .
بعد الـ 4 سنوات رصد«الميزان» معاذ وهو يجلس في ظلام الليل، في مكانه القديم على سلالم مترو الجامعة، يرسم ويبيع لوحاته، ولا شيء في حياته تغير، بل زادت معاناة الطفل، وزادت المسؤوليات عليه.
يحكي الطفل معاذ عن بداياته، ويقول أن من اكتشف موهبته هي جدته، حينما وجدته يمسك ورقة كارتون و يخط بقلمه الجاف ليرسمها.
اطلعت جدته، بائعة المناديل على تلك الصورة، وأصرت أن تكشف الغطاء عن موهبة معاذ ليصبح نجم وسط طلاب جامعة القاهرة، ويبتعد خطوات قليلة عن ما كان مخطط له وهو بائع المناديل.
ويستكمل معاذ أنه يعيش في أسرة مكونة من 9 أشخاص 7 أخوة، وأمه وأبيه، وجدته، لكن كل منهم منعزل في بيت عن الاخر، وكل فرد من أخوته يعمل، فهذا يعمل «صنايعي» وذاك تعمل في المشغولات، وهو يرسم ويبيع لوحاته.
منذ سنة واحدة كان معاذ يجلس على سلالم مترو الجامعة، في تمام الرابعة عصرا، بعد أن ينتهي من مدرسته، يجلس ويرسم ويبيع لوحاته لطلاب الجامعة بـ50 جنيها، لكن الآن أراد أن يستكمل تعليمه منازل، فلا يستطيع أن يوفر الوقت ليمارس عمله ودراسته، هذا القرار قد تكون بداية لضياع معاذ، ويكون شأنه شأن الكثير من الأطفال الذين يعملون في الشارع .
وهنا يتبادر سؤلا، أين وزارة التضامن التي طلب منها معاذ مرارا وتكرارا أن تتكفل بمصاريف تعليمه، حتى يصل لما يطمح إليه وهي كلية الفنون الجميلة، أم فقط سيظل مكانه فوق سلالم المترو يرسم اللوحات دون رعاية بتلك الموهبة الفذة، هل من مجيب لطلبات بسيطة، لتوفير تعليم وعناية حقيقية بتلك الموهبة ورعايتها، لإضافة اسم جديد لعالم الفن!!
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال