“الطيور ليست حقيقية”..حركة ساخرة تجتاح الولايات المتحدة الأمريكية
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
هل هذا طائر أم طائرة؟ حسنًا في الواقع، لا يمكن أن يكون طائر لأن الطيور ليست حقيقية. إنها نسخ من الطائرات بدون طيار – درونز – يتم تشغيلها من قبل حكومة الولايات المتحدة للتجسس على المواطنين الأمريكيين.
هل كانت الطيور موجودة يومًا ما؟ نعم ولكن حركة “الطيور ليست حقيقية” – التي بدأت نشاتها منذ عام 1976 وفقًا لموقعها على الإنترنت – انتقلت من حملة وقائية إلى حملة توعية بعد أن قامت حكومة الولايات المتحدة “بإبادة جماعية بلا رحمة لأكثر من 12 مليار طائر” واستبدالهم بطائرات بدون طيار.
هل كل ما سبق مزحة؟ بالتأكيد. لكن لثانية نجح بيتر ماكيندو، البالغ من العمر 23 عامًا والذي يصف نفسه كالمتحدث الرسمي وليس صاحب الفكرة، في خداع البعض واقناعهم أن هذه الحركة حركة حقيقية. انتشرت الحركة بشكل كبير حتى أنه تم استخدامها من قبل لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأمريكية للتسويق لموقع لها.
Birds are real.
— US Consumer Product Safety Commission (@USCPSC) January 5, 2022
بدأ الأمر بالصدفة في عام 2017 عندما اعتقد بيتر، الذي كان مراهق في ذلك الوقت، أن يذهب لمظاهرة حاملًا لافته لا تمت لمطلبات المظاهرة اطلاقًا. بحثًا عن شيء استفزازي وسخيف، كتب “الطيور ليست حقيقية”. عندما سأله آخرون ماذا يعني ذلك قال أنه يقول الحقيقة حول الطيور. حافظ على ذلك لمدة خمس سنوات حيث يقوم بتمثيل شخصية كوميدية.
صديق بيتر، كونور جايدوس، كتب تاريخ مزيف للحركة وصنع الوثائق “المسربة”. كما ساعد في إنشاء أشرطة فيديو مع عملاء وكالة المخابرات المركزية المزورة يشاركون فيها أعمق أسرار الدولة. لديهم حتى لوحة الإعلانات.
دائمًا ما يظهر بيتر بصحبة شاحنته. على خارج الشاحنة هناك رسم بياني للجيل الأول من الطائرات بدون طيار وعبارات “استيقظ” و”الطيور تشحن على خطوط الطاقة” و”الحمام كاذب” وبالطبع “الطيور ليست حقيقية”. بينما اللافتات في مظاهرتهم غالبًا ما تقول “توقف عن الضحك” و “مشاهدة الطيور تذهب في كلا الاتجاهين”.
والآن يقوم “المتآمرون” بجولة في الولايات المتحدة مع تجمعات تجذب مئات الناس. في نوفمبر الماضي، احتج المئات من “المؤمنين” خارج مقر تويتر في سان فرانسيسكو مطالبين الشركة بتغيير شعارها المهين لاحتوائه على طائر.
على انستجرام يتابع الحركة قرابة 400 ألف شخص بينما على تويتر لديهم حوالي 80 ألف متابع. كل الأدلة تشير لكون “الطيور ليست حقيقية” مزحة لكن عندما سأل بيتر في عام 2019 إذا كانت مزحة، أجاب بشكل جدي للغاية قائلًا “هذا مهين”.
stopped by Channel 3 this week to discuss our beautiful billboard pic.twitter.com/h9l2R0IQB2
— Birds Aren’t Real (@birdsarentreal) July 23, 2019
خرج بيتر عن الشخصية أخيرًا في ديسمبر الماضي في مقابلة مع نيويورك تايمز وفي وقت لاحق في فيلم وثائقي مع “Vice” وأكد أنها مجرد مزحة. لكن متابعيه المخلصين لم يخرجوا عن الشخصيات التي يلعبوها حيث زعموا إن الفيديو “deep fake” أي أنه فيديو مزيف صنع ليبدو حقيقي بتركيب وجه وصوت بيتر على جسم شخص أخر. استخدم بيتر هذا الطريقة للدعاية للفيلم الوثائقي على انستجرام.
في يناير عاد بيتر إلى أداء الشخصية. حيث أخبر بيتر متابعيه أنه كان ضحية “عملية قتل مأجور” بعدما ظهر يختنق في مقابلة إخبارية فوضوية عندما سئل عن الحركة. على انستجرام قال بيتر: “أريد أن أعتذر لكم في كل مكان. أعطنا وسائل الإعلام منصة لنشر الحقيقة مع الجمهور لأول مرة وأنا أفسدت ذلك تمامًا.”
يبدو أن “الطيور ليست حقيقية” لن تتوقف في أي وقت قريب مما يعطينا فرصة الاستمتاع بالفوضى والابتكار الناتجين عنها.
التي تخبرنا جيدا كيف يمكن صناعة الكذبة وتوثيقها ليصدقها كل متابعي الانترنت السطحيين
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال