همتك نعدل الكفة
411   مشاهدة  

“العادات العتيقة في الأعياد” الكحك البيتي وترويقة العيد والزيارات العائلية

كحك الأعياد


الأعياد قديمًا كان لها عادات مقدسة، تحدث في جميع البيوت، تنشر البهجة وتشعرك بزهوة العيد، ولكن اختلف الأمر حاليًا، وبهت لون العيد وفرحته، اصبح قدوم العيد شبيه ببقية الأيام، لا تحضيرات ولا بهجة، على عكس السابق فقد كانت تحضيرات العيد لها بهجة تفوق فرحة العيد نفسه، فكيف كان يتم التحضير للأعياد قديمًا؟

تحضير الكحك والبسكويت في المنزل

الأعياد

الكحك والبسكويت والبيتي فور، حلويات العيد الشهيرة، التي اصبحت المحلات تتنافس على صنعها بأشهى المكونات، وأفضل الطرق، ولكن قديمًا لم يكن هناك من يشتري من تلك المحلات إلا قليلًا للغاية، فمن أهم طقوس عيد الفطر هو صنع تلك الحلويات في المنزل، حيث تتجمع نساء الحي أو العقار في منزل إحداهن، ويبدئن في صنع الكحك بالسمن البلدي الخالص، وكانت تلك أجمل الأوقات التي تشعرهن ببهجة العيد فعلًا، على الرغم من تعبهن الشديد، إلا أن الضحك والتسامر والسهر على أصوات أغاني العيد، كل ذلك كان يترك لديهن حالة خاصة من البهجة تجعلهن منتشيات من السعادة، وكانت مهمة الأطفال هي تحويل صاجات الكحك لأقرب فرن ليتم تسويته، أما الآن فاصبح الكحك المنزلي شيء نادر، يفضل الجميع الشراء من الخارج على الرغم من تكلفته العالية، ولكنه يوفر الوقت والمجهود، ومن تقوم بصنع الكحك في المنزل، تقوم بذلك وحدها، فلا تجتمع النساء معًا مثل السابق، ولم يعد هناك طعم للكحك، على الرغم من غلو سعره.

ترويقة العيد

الأعياد

التحضير للعيد كان يبدء قبلها بعدة أيام، حيث يقام حظر تجول في جميع أرجاء المنزل، وينقلب كل شيء رأسًا على عقب، في عملية تنظيف شاملة تسمى “ترويقة العيد”، وهي لم تكن مهمة نظافة عادية مثلها مثل باقي أيام العام، ولكنه تنظيف ذي طابع خاص، يشمل كل سنتيمتر في المنزل، فتنزل الستائر وتنقلب السرائر وتُجمع المفارش، وهناك دائمًا أطقم جديدة تفرش في العيد، ستائر مبهجة ونظيفة، ملايات سرير جديدة، وحتى السجاجيد يكون منها البعض الخاص بالعيد فقط، ولم تكن الأمهات قديمًا تتنازل أبدًا عن تلك الطقوس، مهما حدث لا يوجد أي شيء يمكنه أن يمنع ترويقة العيد وظهور الأطقم الجديدة، ولكن هذه العادة أيضًا اندثرت مع الأجيال الجديدة، فلم تعد هناك أطقم للاستهلاك اليومي وأطقم للعيد، بل يكتفين بوضع أطقم نظيفة فقط، وترويقة العيد اصبح لها عاملات مخصصات يتم دفع أجرة لهن، هذا إذا حدثت من الأساس، فمعظم نساء هذا الجيل يعتقدن أنه لا داعي لكل هذه الفوضى للتحضير للعيد.

الزيارات العائلية

الأعياد

إقرأ أيضا
روبي

من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد، هو الذهاب للزيارات العائلية، فبعد صلاة العيد يرتدي الجميع الثياب الجديدة، ويبدأون في زيارة الأقارب وكبار العائلة، يأخذ الأطفال العيدية ويأكلون الكحك والبسكويت، يلعبون مع بعضهم البعض، ويجلس الكبار معًا جلسات ودية دافئة، تشعرك بالراحة والفرحة وبالعيد، أما حاليًا فقد أصبح العيد عبارة عن إجازة، ينتظرنا الجميع بفارغ الصبر ليرتاحوا في المنزل، وشيئًا فشيئًا، اندثرت الزيارات العائلية اللطيفة، وحل محلها رسائل عبر الواتساب أو مكالمات هاتفية قصيرة، حتى الخروجات في العيد تغير شكلها، فقديمًا كانت الأسر تذهب للحدائق العامة والمتنزهات، يركب الأطفال العجل، ويلعبون بالمراجيح، ويحلس الكبار في الهواء الطلق، أما حاليًا اصبحت المولات والسينمات هي الوجهة الرسمية للخروجات.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان