همتك نعدل الكفة
36   مشاهدة  

العرائس ليست مجرد دمى فقط

الدمى والأطفال


 يشعور بأنها الأم البديلة والصديقة التي تكتم أسرارهم، مكانتها في قلوبهم احتلت مساحة كبيرة، فصدقاتهم معها خاصة فهم يكونون معها عالمهم الخاص. فالعرائس عند الأطفال ليست مجرد دمى للعب فقط بل أصبحت مقياس للعديد من الأشياء في حياتهم خاصة الفتيات.

لتصبح رمزاً ثقافياً يجسد تصورات المجتمع عن الجمال، وشكل القوام، وطبيعة الأدوار الاجتماعية، وغالبًا ما نجد أن النموذج الأكثر شيوعاً للعروسة هو فتاة بيضاء البشرة ذات شعر طويل وعيون ملونة، ترتدي أحدث صيحات الموضة من الملابس التي تناسب البالغين.

ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل تنتشر أيضاً دمى أخرى تُجسّد مفاهيم مختلفة، مثل دمى الأطفال الرضع التي تمارس معها الفتيات أمومة مبكرة. ومع ذلك، فإن النمط السائد للعروسة على مدار عقود هو أنها في هيئة شابة عصرية رشيقة، تمثل نمطاً معيناً من الجمال قد لا يتوافق مع الواقع أو يعكس تنوع المجتمعات.

وهو ما أثبتته دراسة تم إجراؤها في العام 2021 في جامعة “دورهام” البريطانية عن تأثير شكل جسم الدمى الرفيعة على رؤية الفتيات للصورة المثالية للقوام، وقد تم إجراء الدراسة على عينة من الأطفال والتي تتراوح أعمارهن بين 5 و9 سنوات، والتي كانت نتائجها أن التعرض المكثف للنماذج ذات القوام النحيف المثالي في الدمى والأفلام ووسائل التواصل الاجتماعي من الممكن أن يؤدي إلى عدم الرضا الجسدي لدى الفتيات الصغيرات وقد يتطور الأمر ويؤدي إلى مشكلات متعلقة باضطرابات الأكل، لرغبة الفتيات في الحصول على هذا القوام.

الدمى والأطفال
الدمى والأطفال

ورغم التطورات الكبيرة في العرائس والتي تنوعت أشكالها وألوانها، حيث أنه منذ إطلاق شركة “ماتيل” الأميركية أول دمية “باربي” عام 1959، وتوالت إصداراتها بشكل سنوي بأشكال وأزياء مختلفة إلى أن وصلت عامها الـ21 في عام 1980 وأطلقت الشركة عروسة باسمblack barbie ببشرة سمراء.

ومنذ ذلك الوقت وحدث تحولاً جديداً على الشكل التقليدي للعروسة الشهيرة ففي العام 1985 أطلقت “باربي” تحت اسمday to night barbie ببدلة رسمية لامرأة عاملة، وهو ما يُعد تعبيراً عن تزايد أدوار المرأة في المجتمع.

وخلال التسعينيات، خرجت باربي من قالبها التقليدي كرمز للجمال والموضة، وارتدت أزياء تُمثّل مهنًا متنوعة لم تكن شائعة للنساء آنذاك، مثل زي الشرطية والطيارة ورجلة الإطفاء. وتوجت هذه المساعي عام 2004 بإطلاق “باربي المرشحة الرئاسية” ضمن سلسلة “أنا أستطيع أن أكون”، لتُرسّل رسالة قوية للفتيات حول إمكانياتهنّ غير المحدودة.

ومع كل تلك التطورات يأتي سؤال أهم وهو لكن ما هو تأثيره تلك الدمى على الأطفال وعلاقته بنموهم العقلي والنفسي والمعرفي؟

العرائس
العرائس

تؤكد منة الله إبراهيم الاستشاري النفسي والتربوي، أن الأطفال الذين يلعبون بالدمى يفهمون العالم أكثر من غيرهم لأنه يحولون العالم إلى عالم أصغر يستطيعون التحكم فيه.

وتوضح أن لعب الأطفال تؤدي إلى تطوير مهاراتهم ويخفف من حدة التوتر لديهم وزيادة الشعور بالسعادة نظرًا إلى أن الجهاز العصبي يكون مستريخًا عند اللعب وينمو بشكل سليم، إضافة إلى تنمية الحواس بشكل جيد.

إقرأ أيضا
الرئيس الإيراني

وتتابع:”يلعب الطفل مع الدمى والعرائس أكثر من مجرد لعبة، بل هي بوابته لبناء عالمه الخاص. من خلالها، يختلق الطفل مواقف وسيناريوهات لا حصر لها، يمارس فيها أدوارًا مختلفة ويجرب سلوكيات جديدة”

تُمثّل الدمى والعرائس أدوات تعليمية قيمة تساعد الطفل على تنمية مهاراته الاجتماعية وتطويرها فمن خلال التفاعل معها، يتعلم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره، وكيفية التواصل مع الآخرين، وكيفية حل المشكلات.

إقرأ أيضًا.. كيف نجيب على أسئلة الأطفال الحرجة بشأن السماء والغيوب؟

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان