315 مشاهدة
الغرفة 211 .. المثقف الليبي محدثًا نفسه والمجتمع
“لقد جسّد الأديب الراحل خليفة الفاخري هذا التنافر مطلع السبعينات في نصّ يُعَدّ من كلاسيكيات الأدب الليبي، “موسم الحكايات”. يصوّر الفاخري كاتبًا منعزلًا في غرفة تحمل الرقم 211، في فندق عتيق يطل على مدينة ضيقة الصدر. ينهمك الكاتب الذي يشعر بوحدة عميقة، ورغبة في الحديث إلى الآخرين في سرد الحكايات الشائقة التي التي تملأ ذاكرته وقلبه. وما إن يمضي في النقر على الآلة الكاتبة حتى يشرع نزلاء الغرف المجاورة في الشكوى من صوت حروفه المزعجة. ينتهي الحال بالكاتب مطرودًا من غرفة إلى غرفة، وهو ما يزال يعتقد أنه يكتب للآخرين”
هكذا لخَّص كتاب دوري يعني بالثقافة والفنون الليبية بعوان “الغرفة 211” حجمه 251 صفحة، صادر عن مؤسسة أريتي للثقافة والفنون، وهي منظمة ليبية غير هادفة للربح تسعى لدعم وتوجيه وتسهيل الإبداع الفني والتبادل الثقافي بداخل ليبيا، ومع الدول المجاورة لها. المؤسسة مسجلة لدى وزارة الثقافة والمجتمع المدني وتم إشهارها في مارس 2012 .. ساهم في صياغة حكاياته وقصائده وترجماته 18 أديب وكاتب من دولة ليبيا وهم بالترتيب المكتوب على ضهر الكتاب : صالح قادربوه، ومحمد النعّاس، وفيروز العوكلي، وسعاد سالم، وكوثر الجهمي، وشكري الميدي آجي، وهشام مطر، وأحمد شافعي، وأندريه نفيس ساحلي، وسالم العوكلي، وعاشور الطويي، وإدريس القايد، وعلي الريشي، وفريدة المهدي الحجاجي، وليسا أندرسن، وعفيفة لطيفي، ونافع الطشاني، وتسنيم قطيط.
يعرض الكتاب وهو العدد (أ) من المجلة الأدبية، رؤية شاملة للمثقف الليبي حول علاقته بمجتمعه في واقع ثقافي مأزوم وصِفَ في مقدمة الكتاب بـ “تشتت وفردية ممارسات الحركة النقدية غير قادرة على بعث روح التجديد في الإبداع الليبي” ، و “ومطبوعة 211 نفسها، كما صورها الفاخري، فضاء تنبعث منه الأحلام وتتواصل الروح منه مع الآخر متمسكة بقناعتها بأن حرية التعبير حق أساسي وأن ممارسة الفنون التزام وجودي، ليوقف حلقة التقاتل والدمار، وليفيقنا من خماد التيه والاندثار”
وتعتبر النصوص في “الغرفة 211 ” مدخل للواقع الليبي بحسب رؤية الأقلام المشاركة في الكتاب، حيث ربط النص الأخير بقلم رئيس تحرير المطبوعة الشاعر والناقد خالد المطاوع، ربط بين الغرفة التي نحن بداخلها وعالم آخر، بعنوان “غرفة الفاخري، وغرفة فرجينيا وولف: نحو إدراك أدبي بديل”، وفيه كتب:
“قبل أن يكتب الفاخري نصه بحوالي خمسين عاما تأملت الروائية الإنجليزية فرجينيا وولف ثيمة الغرفة في كتابها “غرفة تخص الفرد وحده”. كتاب وولف يعد من أيقونات النقد النسوي وسيكون مفيدا لنا عندما نتحدث عن مجتمعات تحارب مثقفيها أو أي فئة منهم. فمن خلال قراءة عميقة وموجزة للأدب الإنجليزي منذ بدايته في القرن الخامس عشر إلى بدايات القرن العشرين تجزم وولف أن الذكورية منعت المرأة من اكتساب المعرفة الكافية لتكتب . وعرقلتها عندما أرادت أن تتعلم، وسخرت منها عندما كتبت. كما منع النظام الذكوري المرأة من الحصول على ما يكفيها من الدخل والثروة لكي تتحرر وتختار ما تشار أن تعمل بحياتها.
الندوة الأولى للكتاب كانت قبل ثلاثة أيام وبالتحديد يوم 28 فبراير باستضافة مؤسسة براح للثقافة والفنون، عند الساعة الخامسة مساء بمقر دار الفنون (طريق السكة – طرابلس) بمشاركة د. أمينة المغيربي،والشاعر حسام الثني،و د. خالد المطاوع، والروائي شكري الميدي اجي، والأستاذ نافع الطشانيـ والشاعرة فيروز العولكي .
وأما عن الندوة الثانية فتقام غدًا باستضافة دار الفنون “آرت هوس”، الخميس 2 مارس، بمقر دار الفنون (طريق السكة – طرابلس)، بمشاركة : الشاعر صالح قادربوه، والروائية كوثر الجهمي، والباحثة فاطمة غندور، والدكتور خالد مطاوع.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
