الـ search خيرٌ من الألش
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
انتشر من شوية صورة لبوست كتباه فتاة سودانية فمنستية النزعة، ربطت فيه بين العلاقات العاطفية وبين أهمية اختيار الأنثى للذكر على أساس إلمامه بالتاريخ والثقافة النسوية، وذكرت نماذج لما يهم أن يعرفه الذكر المناسب.
لحد هنا والموضوع عادي.. حسابها وتكتب ما يعن عليها.
القرنية المقلوبة
بطبيعة الحال القارئ المصري حدانا مش هيعرف النماذج اللي بتتكلم عنها الفتاة السودانية، مبدأيا لأن دول ثقافتين غير بعض.. ثم لأن إحنا بشكل عام بنعاني من مرض القرنية المقلوبة، فنادرًا ما بنهتم بالإطلاع على ثقافة الأخر، ما بالك لما يبقى جنوبي إفريقي إسود.
المهم، فجأة قرر أحدهم أن ياخد شوت اسكرين (Shot screenshot) للبوست ويجعل الموضوع نمرة للتندر، غير مدرك إنه بكده مش بيسخر من الفتاة كاتبة البوست أو الأسماء المذكورة وإنها غريبة عليه، إنما كده هو بيسخر من نفسه ومن كل شخص استسهل التحفيل عن استخدام مستر google.com كرم الله سيرفراته.
بناء على أزمة القرنية المقلوبة قادر أبقى متفهم إن الناس ماتعرفش الاسماء الوارد ذكرها في البوست، زي اسم أمنة عطية والاسم صاحب الكم الأكبر من السخرية بخيتة كوشي. فمافيش مانع أني أساعد في التعريف بيهم. وهبدء بالمرحومة بخيتة كوشي.
في البدء كان كمبوني
دانيل كمبوني (1831-1881)، مبشر كاثوليكي نشيط للغاية، ولد في إيطاليا ومات في السودان، الحاج كمبوني هو مؤسس (راهبات كمبونى للتبشير) سنة 1872، وضمت الإرسالية ضمن صفوفها أول راهبة سودانية.
عنصرية التدوين
بخيتة كوشي (1841 – 1899)، هي أنثى مسيحية تنتمي للهامش الأفريقاني (دارفور)، تركيبة تحُض الأنظمة المتعاقبة على حكم الخرطوم على إسقاط سيرتها من التاريخ، فهي تمثل كل نقيض لهذه الأنظمة. أنثى مسيحية تنويرية أفريقانية.. وهم أنظمة رجعية دينية عسكرية عروبية.
عشان كده التواريخ والروايات وارد جدًا يكون فيها مشاكل تخص الدقة.
من الرق إلى الرهبنة
ولدت بخيتة في أحد قرى شرق الدلنج، أحد مدن أقليم جنوب كردفان حاليًا، تم خطفها واسترقاقها خلال فترة الحكم العثماني، تم تهريبها إلى مصر وبيعت لأسرة إيطالية، وفي إيطاليا حصلت على حريتها بالإضافة لفرصة للتعليم الكنسي. ومع افتتاح دانيال كمبوني لمدارس كمبوني رجعت السودان، وساهمت في نشر التعليم هناك.
أمنة عطية
هي أول أنثى سودانية تطلع رخصة عربية، سنة 1945، كمان أول واحدة ترخص سلاح، ده غير إنها (وده الأهم) تعتبر مناضلة تعليمية من الطراز الأول، كانت مدرسة من سن 17 سنة وخاضت معارك نضالية كبيرة لإجبار الدولة على التوسع في الاهتمام بتعليم الفتيات.
أمنة من مواليد منطقة كركوج، شمال سنار، تخرجت في كلية المعلمات سنة 1950م، واشتغلت بالتدريس في أكتر من ولاية من ولايات السودان الكبير، وهي مؤسسة واحدة من أوائل (إن لم تكن أول) مدرسة خاصة للبنات في السودان.
ضحية الشريعة وبلطجة النظام العام
عوضية عجبنا، ابنة منطقة الديم الشرقي بالعاصمة الخرطوم، هي واحدة من ضحايا نظام الإنقاذ بقيادة عمر البشير. كان وقتها وتحت شعار “حكم الشريعة الإسلامية” تم تأسيس جهاز أمني خاص باسم “النظام العام”.
جهاز أمني مهمته يراقب تصرفات الناس وخصوصًا هدوم الستات وطريقة مشيهم (بجد مش مبالغة)، عشان يتطمن إنها ماشية على مازورة التصورات الدينية للنخبة الحاكمة، من أجل ضمان تقدم ورفعة الوطن، واللي طبعا كلنا عارفين مصيره على أيد الأشكال دي بيبقى إيه.
في واحدة من غارات/كبسات رجال النظام العام على منطقة سكن المرحومة عوضية، اشتباك الأهالي مع العساكر اللي عايزين يقتحموا بيوتهم بحجة التفتيش والتأكد أن مافيش حد بيعمل حاجة مخالفة للشريعة جوه البيت (مخدرات، دعارة، خمور محلية)، دي كانت الحِجْة الدائمة لاقتحام البيوت بدون إجراءات قانونية.
خلال الاشتباك استخدم الأمن الرصاص الحي، فسقطت عوضية قتيلة بأكتر من رصاصة، وفضلت قضيتها مستمرة لسنين طويلة، وطالب أهلها بإعادة فتحها مرة تانية بعد سقوط البشير، خاصة وأن الجاني أخد حكم مخفف (سنتين حبس) بعد تكييف القضية “قتل خطأ”.
معلومات عامة
بعيد عن الاسماء الشخصية باقي التفاصيل تعد معلومات عامة، زي مخطوطات نساء ألمانيا فمين مثلا مايعرفش الانتهاكات اللي تعرضت ليها نساء ألمانيا بعد اجتياح الحلفاء؟، أو مين مايعرفش أن ألمانيا بالذات وغالبية دول أوروبا في العموم تم إعادة بناءها بأيد الستات؟؟.
أو مين مايعرفش سكة جوجل يعرفه هي إيه النسوية الاشتراكية، اللي أظن باينة من اسمها.
مين ماعندهوش فكرة أن السودان دولة شرق أوسطية ناطقة بالعربية، يعني عندها أزمة واضحة في التفرقة بين المواطنين على أساس النوع (الجندر)، وبالتأكيد عندهم نفس أزماتنا مع قوانين الأحوال الشخصية؟؟
ولا مصيبة يكون فيه حد مايعرفش إن فيه أزمة سياسية بين الدولتين (مصر-السودان) بخصوص السيادة على منطقة حلايب وشلاتين؟؟، صارحوني.. هاحكيلكوا الحكاية عادي لو مش عارفينها.
ما لم يسأل عنه
زغرودة بدء المواكب.. عمال المحلية، تقريبا دول التفصيلتين اللي ماحدش سأل عنهم، رغم أن تقريبا همه دول اللي صعبين شوية أو محتاجين الإنسان يكون عنده خلفية بالثقافة واللسان السوداني عشان يعرفهم أو حتى يعرف يبحث عنهم.
عمال المحلية، همه عمال البلدية باللسان المصري، يعني العمال المسؤولين عن تنضيف الشوارع والطرقات اللي إحنا بنوسخها. وحقوق العمال دول كان محل نقاش كبير في السودان بعد إسقاط نظام الإنقاذ وحتى الآن.
أما زغرودة بدء المواكب فهي تقليد ثوري سوداني، مرتكز على أهمية الزغاريد في الثقافة السودانية بشكل عام، وأي متابع للمظاهرات في السودان هيلاحظ أن البداية الرسمية لتحرك أي موكب/مظاهرة بتكون زغرودة عالية.
وطوال الحراك الشعبي كانت ومازالت الزغرودة هي “النفير” لبداية التحرك وهي الصوت الغالب عند تشيع الضحايا وهي علامة النصر، حتى إنها وصلت إلى أروقة الأمم المتحدة احتفالا بإلقاء رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك، كلمته خلال الاجتماع العام للجمعية الأممية.
في النهاية أحب أقول أني شخص محب جدا للهلس والهليسة، وأعشق الألش زي عيني، بس دربت نفسي أكون زي باقي الهوموسيبيان واهتم بالمعرفة قبل الألش، عشان ماديش لحد فرصة يألش عليا أو يتهمني بالجهل.. ويكون عنده حق، خصوصًا بعد ما بقت المعلومة قريبة.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال