الفرق بين الفيلم القصير والفيلم الطويل
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بالسنوات الماضية أصبح هناك مخرجون يهتمون بصناعة الفيلم القصير على الرغم من صعوبة إيجاد تمويل لهذه الأفلام، إلا أن البعض يحاول قدر الإمكان الاعتماد على سينما الموبايلات وتقليل التكاليف أو الاعتماد على قصة لا تحتاج لتصوير خارجي وفي النهاية يخرج الفيلم إلى النور ويكون فيلما جيدا.
ولكن كثيرين لا يعلمون الفرق بين سمات الفيلم القصير والفيلم الروائي الطويل، وقبل أن نسرد الفرق بينهما فعلينا الحديث عن المشترك بينهما أولا.
فالفيلم الروائي القصير يعتمد على الصوت والصورة والألوان وله مخرج مثل الفيلم الطويل وقصة وصراع وذروة ثم حل العقدة، ولكن تكون القصة مكثفة ويكون وقت الفيلم قصير والشخصيات عددها قليل وبحبكة رئيسة واحدة دون تنوع الحبكات الفرعية.
كما أن الفيلم القصير يعبر عن حالة مزاجية أو عاطفية ما مثلما دور القصيدة، أو يعبر عن لحظة تأملية عميقة، مثلما تفعل القصة القصيرة.
سمات الفيلم القصير
الفيلم الروائي القصير عادة لا يوجد به مقدمات الفيلم الطويل كما لا يوجد به بناء الثلاثة فصول التي يتميز بها الفيلم الطويل، وتكون قصة الفيلم مركزة وواضحة.
ويمتاز الفيلم الروائي القصير بالبساطة، فغالبا تكون أفكار هذه الأفلام بسيطة.
وتختلف سمات الفيلم القصير عن الطويل في مستوى بناء الحبكة، فد يبدأ فيلم قصير بحدث محفز من أول دقائق عكس الفيلم الطويل الذي يمكن أن يبدأ بمعلومات كثيرة عن الشخصيات الرئيسة بالعمل.
ونلاحظ أيضا أن الفيلم الروائي القصير له الحرية في استخدام المجاز وأدوات أدبية أخرى لرواية القصة، فهو دائما يبحث عن بديل لايصال الفكرة بوقت قصير، وأن يقول الكثير بأقل القليل.
ولو تحدثنا عن جانب الشخصية في الفيلم القصير، فهي يجب أن تكون جذابة كي تشد المتلقي لكي يتابع الفيلم منذ بدايته لنهايته وتثير في المشاهد مشاعر التعاطف معها.
وتكون الشخصية بهذا النوع من الأفلام لها أهمية عن الحبكة نفسها، ولكن بلا تفاصيل كثرة عن أحلامها ودوافعها وأهدافها لأن لا وقت ولا مجال لهذا بالأفلام القصيرة.
اقرأ أيضا…فيلم شفت مسائي الحلقة التي لا تنتهي لجيل كامل
ومعظم شخصيات الفيلم الروائي القصير تتغير بعد الأحداث أو تؤثر في غيرها أو يصبح لها هدفا جديدا مع انتهاء الفيلم، ولكن هذا لا يلغي فكرة وجود أبطال وشخصيات سلبية في هذه النوعية من الأفلام.
وهناك فكرة البطل الضد أيضا في الأفلام القصيرة، ويظهر منذ بداية الفيلم بإعاقة البطل عن تحقيق هدفه.
ومن سمات الفيلم القصير أنه يمكن أن يكون بدون صراع، فقط يعبر عن حالة. وعلى ذكر الصراع، فيمكن أن يكون الصراع في الفيلم الروائي القصير خفي أو صريح؛ خفي نعرفه من الأحداث والدلالات أو صريح وواضح في الفيلم.
ويمكن في هذه النوعية من الأفلام أن يكون الصراع نفسي أو عاطفي أو جسدي، كالمشاجرات مثلا أو استخدام العنف.
وبوجه عام فالصراع في الفيلم الروائي القصير الجيد يجب أن يكون قويا وبين ندين متعارضين.
وفي إطار الزمن المحدود للفيلم القصير، فإن استخدام العوائق التي تعيق البطل عن الوصول لهدفه يكون واضحا حيث يناسب قصر زمن الفيلم عكس استخدام التعقيدات في الفيلم الطويل والتي تعتمد على ظروف خارجية تحتاج إلى زمن أطول.
في الفيلم الروائي القصير يجب على السيناريست أن يعتمد على الصورة أكثر، وفي الحقيقة هي نصيحة جيدة لأي فيلم روائي أن لا يقدم معلومات مجانية وحوار بلا داعي فيسبب الملل والإطالة.
والحوار في السيناريو السينمائي يكمن دوره في عدة نقاط: دفع الحبكة إلى الأمام، يساعد الجمهور على فهم الشخصيات، يوفر للجمهور معلومات لا يمكن عرضها بالصورة، يحدد نوع الفيلم، يتلاعب بدرجة التوتر في المشهد ويستخدم أحيانا كأداة انتقال بين المشاهد.
وينتهي الفيلم الروائي القصير بأشكال مختلفة أشهرها العودة إلى نقطة البداية. ويمكن الوصول إلى النهاية بوضع حادث ما قبل النهاية يساعد في وضع هذه النهاية للفيلم، أو بالاجابات عن الاسئلة التي أثارها الفيلم في ذه المشاهد بالفصل الأول من الفيلم.
المصدر :أسئلة البناء في سيناريو الفيلم الروائي القصير ، دراسة لدكتورة فدوى ياقوت موسى
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال