همتك نعدل الكفة
178   مشاهدة  

الفصل الأخير من الانتخابات التركية.. معركة أردوغان والمعارضة غير المحسومة

الانتخابات التركية
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



عدة أيام تفصلنا عن الفصل الأخير من الانتخابات التركية، معركة لا تزال مؤشراتها غير محسومة حتى الآن. وسط تباين استطلاعات الرأي وتغير الموازين بين ليلة وضحاها يبقى السباق الرئاسي محصورًا بين مرشحين من أصل أربعة؛ هما الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وزعيم تحالف المعارضة كمال قيليتشدار أوغلو.

قبل بضعة أشهر من الانتخابات التركية عاشت البلاد مطلع العام الجاري زلزالين عنيفين ضربا جنوب غرب البلاد، أسفرا عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين من السكان؛ الأمر الذي جعله أردوغان نقطة البداية في برنامجه الانتخابي. أمام السخط الشعبي تجاه فشل الحكومة وإدارة الكوارث مع الأزمة، حاول الرئيس المهيمن على مقدرات البلاد لعقدين تقديم الحلول السريعة.

الزلازل على خريطة الانتخابات.. البنك الدولي يشيد بجهود الحكومة بعد الكارثة 

الانتخابات التركية
المرحلة الأولى من المنازل الجديدة لمتضرري الزلازل

بالفعل بدأت حملة إعادة الإعمار بقوة وتنظيم أسفر عن عودة جزء من السكان إلى المدن المنكوبة، وذلك بعد الانتهاء من المرحلة الأولى في بعض الولايات وفقًا لخطة مداها عام واحد. لتساعد الجهود المبذولة في تناسى الشعب أن حزب العدالة والتنمية الحاكم كان سببًا من أسباب تضخم الكارثة؛ بناء على تقارير سابقة كشفت عن فساد المحليات وقطاع المقاولات بقيادة أعضاء بارزين في الحزب.

اقرأ أيضًا 

اعتقال رئيس بلدية” في تركيا يثير التساؤلات حول فساد السلطة والحزب الحاكم

لا يخفى على الجميع أن تركيا تعاني من أزمة تضخم كبيرة، زادت الكارثة الأخيرة من أثرها؛ فوفقًا لتقرير البنك الدولي الخسائر التي يواجهها الاقتصاد بعد الزلازل على المدى البعيد قد تكون ضعف المبلغ الفعلي المقدر بـ34.2 مليار دولار. لكن البنك أشاد بمساندة الحكومة للأسر المنكوبة، والتحرك السريع لتوظيف الاستثمارات في عملية إعادة الإعمار؛ متوقعًا معدل نمو يصل لـ4.2% خلال العامين القادمين. 

بذكاء سياسي اعتدناه من أردوغان- الإخواني الذي كسر قاعدة غباء الجماعة-، ربما ينجح في تخطي الأزمة الأكبر التي أثرت على شعبيته، ويفوت فرصة استغلالها على تكتل المعارضة؛ إلا أن هذا لا يعني أن الانتخابات التركية قد حسمت بعد.

“العلاقات الخارجية والمسكنات الاقتصادية” ملخص حملة أردوغان

الانتخابات التركية
مباحثات سابقة بين أردوغان وبوتين حول الحرب في أوكرانيا

بعد وعكة صحية تحدثت اليورو نيوز عن تطورها لأزمة قلبية، عاد أردوغان الباحث عن فترة رئاسة ثالثة بقوة إلى حملته الانتخابية، في فترة هي الأكثر نشاطًا في حملات طرفي السباق الرئاسي ومرشحي البرلمان. حيث يتضح من نشاط الحملة؛ تركيزه على محورين أساسيين لاستعادة شعبيته- التي تحدثت مجلة ذا إيكونوميست البريطانية عن هبوطها بشكل كبير-، أحدهما يستهدف التحالفات الخارجية والثاني يلعب على مسكنات يدفع بها للشعب أمام موجة التضخم. 

اقرأ أيضًا 

مع اقتراب الانتخابات التركية سلسلة تحركات دبلوماسية تمر بـ”مصر”

على الصعيد الخارجي دشن أردوغان ووزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو سلسلة زيارات خارجية، بعضها سمح لرؤساء عدة دول بالتدخل في الشأن الداخلي بفجاجة أبعد ما تكون عن مبادئ الدبلوماسية. بعد تقارب ناجح مع البلدان التركية اهتم بعقد تحالفات أوسع بغض النظر عن الانتماءات؛ حيث بحث عن ورقة ضغط تقربه من الغرب، أهمها التلويح بانضمام فنلندا- صاحبة الحدود الغربية مع روسيا- إلى حلف الناتو. 

إقرأ أيضا
أندريا بيرلو بقميص ميلان

ومن ناحية أخرى شهدت العلاقات الروسية التركية تطورات عديدة، آخرها لقاء عن بُعد بين رئيسي البلدين على خلفية افتتاح أول محطة طاقة نووية في تركيا نتاج تعاون مشترك، ناهيك عن وساطة أنقرة بين موسكو وكييف في حرب أوكرانيا. تأتي التطورات الأخيرة بعد أقل من شهرين على أزمة زيارة السفير الأمريكي في أنقرة لمرشح المعارضة قيليتشدار أوغلو، قوبل بتصريحات غاضبة أعلن أردوغان خلالها غلق أبوابه أمام السفير الذي اتهمه بجهل قواعد عمله.

كما تحدث تقرير ذا إيكونوميست عن خطوات داخلية من شأنها أن ترجح كفة أردوغان في الانتخابات التركية القادمة التي اعتبرتها مصيرية؛ متمثلةً في عدة قرارات اقتصادية لإنعاش المواطنين أمام موجة تضخم كبيرة. على رأسها رفع الحد الأدنى للأجور والمعاشات وإلغاء سن التقاعد، إضافةً إلى تخفيض الضرائب وإلغاء بعض الغرامات والسماح بقروض منخفضة الفائدة. كما لم ينسى اللعب على روح القومية التركية بافتتاح مصنع ينتج أول سيارة محلية الصنع (توج)، وتوظيف حملة دعائية ضخمة للمشروع.

أيام قليلة وينتهي اقتراع المواطنين الأتراك خارج بلادهم، ليبدأ الفصل الأخير من الانتخابات التركية في الرابع عشر من مايو/ أيَّار القادم. وحتى إعلان الفائز في المعركة القادمة تبقى أنظار العالم معلقة بالأناضول، إما تستمر إمبراطورية أردوغان في السيطرة غير الصحية على مفاصل الدولة، أو تنقلب الموازين وتبزغ شمس اليسار في أنقرة بعد عقود من هيمنة الإسلام السياسي.

الكاتب

  • الانتخابات التركية إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان