الفنان محمد منير .. من المنافسة إلى الفليسوف العجوز
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد
شكل الفنان محمد منير جزء كبير من وجدان جيلنا وكان جزء من تعبيرنا عن أنفسنا وأفكارنا وخيالنا وأحلامنا، نحن نفكر بصوت محمد منير، فمنير جزء من صوتنا الداخلي، شيء أشبه بصوت الضمير.
اقرأ أيضًا
شريط شبابيك : صك الغفران الذي محى كل خطايا محمد منير
لم يكن منير مطربًا عاديًا لا على المستوى القومي والعربي والإفريقي، بل كان مشروع فني حالم وطموح، كان تجسيد لمرحلة انتهت من حياتنا، منير أخلص لفنه فترة طويلة ولكنه لم يعد كما كان.
لا أستطيع أن أطلب أغاني محمد منير مثل السابق حيث أن المرحلة انتهت و كل شيء تغير، لم يعد الذوق العالم يقبل الفنان محمد منير ولا أفكاره، فلم يعد يهتم بالتراث ولا عبد الرحيم منصور و لا صلاح جاهين، فالجمهور حاليًا يبحث عن الأغاني في تيك توك، لم يعد منير فنيًا موجودًا بحكم السن وتغير الذوق العام وتغير أفكار منير، فلم يعد منير نفسه يبحث عن الكلمة الجيدة ولا اللحن المؤثر.
منير أصبح عاديًا و يتعامل معنا على أنه الفليسوف العجوز، مع أنه منذ سنوات قليلة رفض المشاركة في تحكيم أحد برامج الأغاني قال عبارته الشهيرة «كيف أحكم و أنا ما زالت أنافس» وكان موقف محترم ورائع.
إن تحدثنا عن منير كممثل ، فقد قدم منير العديد من السينمائية و لكنه لم يكن يمثل كمطرب أكثر منه كممثل، وأعتقد أن يوسف شاهين خلد العديد من أعمال منير و يكفي دوره في فيلم المصير وحدوتة مصرية و اليوم السادس وكان منير وجهًا سينمائيًا ينتمى إلى عالم يوسف شاهين بامتياز، وقدم منير العديد من المسلسلات و العديد من الأغاني وقد يكون أهمها من وجه نظري جمهورية زفتي مع ممدوح عبد العليم والفيلم التلفزيوني حكايات الغريب مع إنعام محمد علي
من أهم أعمال مسرحيات محمد منير كنموذج مسرحية الملك هو الملك بطولة صلاح السعدني و محمد منير و قد أعاد تقديمها أكثر من مرة و كانت المسرحية تشبه أفكاره التي قدمها من قبل في التلفزيون مسلسل جمهورية زفتى أو أعمال يوسف شاهين السينمائية.
قدم الفنان محمد منير تجربة فنية صادقة، وحقق نجاحات مناسبة وقد نتذكر حفلات الأوبرا في حفلات رأس السنة التي كانت من عادات منير السنوية، كان منير جزء من نجاح العديد من الأعمال، منير حاليًا فقد شغفه لم يعد يهتم بشيء، منير حاليًا يقدم أغاني من أجل التواجد فقط، وعليه أن يدرك أهمية تاريخه و مشروعه المميز.
في النهاية أذكر أن محمد منير صاحب أول غلاف في حياتي، لي مع منير قصة خاصة في عالم الكتابة، كنت في بداياتي و كنت فى الكلية وكتبت موضوع مقارنة بين محمد منير وعمرو دياب و الصدفة تأتي أن يصدر موضوع على الغلاف مع صورة منير، فكان أول موضوع يصدر لي كغلاف.
الكاتب
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد