الفيلم كوميدي والكواليس تراجيدي .. صراع أسرة صدام حسين مع “القرموطي”
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تعتبر شخصية “القرموطي” درة التاج وكل رأس مال الفنان أحمد آدم، سواء في برنامج “سر الأرض” أو مسلسل “القرموطي في مهمة سرية” أو فيلم “معلش احنا بنتبهدل” أو فيلم “القرموطي في أرض النار” أو فيلم “قرمط بيتمرمط” .. ومن ضمن تلك السلسلة كان فيلم “معلش احنا بنتبهدل” هي القطعة الفنية الأشهر في سلسلة تلك الشخصية التي حازت على إعجاب الأغلبية العظمى من جمهور السينما .. والفيلم يحكي عن شخصية القرموطي التي تشتبك مع قضية احتلال العراق بما فيها شخصية الرئيس العراقي صدام حسين .. ولم يمر عرض “برومو” الفيلم مرور الكرام، حيث إن ابنتا صدام حسين دخلا على الخط وكان الهجوم مضاعفًا على الكاتب يوسف معاطي كاتب الفيلم حيث كانت الصحافة الإسرائيلية تهاجم فيلمه “السفارة في العمارة” في نفس توقيت هجوم ابنتا صدام حسين بسبب فيلمه “معلش احنا بنتبهدل” حيث إن تاريخ إنتاج الفيلمين في نفس العام 2005. ونقلت “المصري اليوم” وقتها أخبارًا عن الهجوم على الفيلمين.
فيلما السفارة في العمارة، و”معلش احنا بنتبهدل” لكاتبهما يوسف معاطي، أحدثا جدلًا واسعًا في الوسطين السياسي والفني خلال الفترة الحالية، حيث شنَّت بعض المصادر الخارجية عليهما هجومًا حادًا لنقدهما الشديد السياسيتين الإسرائيلية والأمريكية. وقامت الصحف الإسرائيلية وقبل عرض فيلم “السفارة في العمارة” لعادل إمام بهجوم حاد على عادل إمام ووصفته بـ “الضفدع” وهاجمت أيضًا يوسف معاطي الذي كانت له سابقة من خلال مسلسل “شارونيات” الذي هاجم السياسة الإسرائيلية وما تفعله من مجازر في فلسطين، وعلّقت على ذلك بقولها “كل ده عشان سكتناله بعد “شارونيات”.
وكذلك نشرت وكالات الأنباء استعداد “رغد ورنا” ابنتي صدام حسين المقيمتين في الأردن لرفع دعوى قضائية ضد فيلم “معلش احنا بنتبهدل” لأحمد آدم لتشويه صورة والدهما، وذلك بعد أن قامت الفضائيات بعرض تنويهات عن الفيلم الذي سيعرض في دور العرض ابتداءً من شهر أغسطس.
مشهد القرموطي وصدام حسين من فيلم “معلش احنا بنتبهدل”
رد يوسف معاطي على ابنتا صدام حسين
علق الكاتب الساخر “يوسف معاطي” لعلى ذلك بقوله : لا يفرق معي هجوم على أفلامي لأنني لا أستخدم الفن كوسيلة رزق، ولكن أكتب ما أشعر به، وهذه ليست أول سابق لي في الهجوم على أمريكا أو إسرائيل، فقد قدمت كتابًا بعنوان “تحب تكره أمريكا” ينتقد السياسة الأمريكية، وكذلك مسلسل “شارونيات” الذي انتقد السياسة الإسرائيلية .. ويستطرد “معاطي” : هل ابنتا صدام حسين لا تشعران بالحرج بأن ترفعا قضية على الفيلم وتتركا وكالات الأنباء التي نشرت صورًا لوالدهما وهو يغسل ملابسه الداخليه؟ .. وكذلك لماذا لا تدين الصحف الإسرائيلية المجازر التي ترتكبها قواتهم في غزة .. بينما تفرّغت لإدانة الفيلم؟
يوسف معاطي يدافع عن استقلالية الأعمال الفنية
استمر “معاطي” في الرد على ابنتا صدام حسين : العمل الفني “مستقل” عن السياسة وأي فيلم أقدمه يدين أي سياسة فهو مجرد رأي وشعور داخلي، لأنني لس عضوًا في أي حزب أو جماعة ولا أحد يستطيع وقف عرض فيلم “معلش احنا بنتبهدل” لأن الفن لا يجب محاصرته لأنه يعرض الواقع .. وتساءل معاطي : كيف عرفت ابنتا صدام حسين أننا نهاجم والدهما قبل عرض الفيلم؟ رغم أن تنويهات الفيلم تعرض أعوان صدام وهم يهتفون له، ولكن أعتقد أنهما توقعتا هجومًا على والدهما بناءً على المثل الشعبي “اللي على راسه بطحة” !
يوسف معاطي يتهم الجميع بالمبالغة بسبب الهجوم الكبير عليه
والفيلم أقل بكثير مما تضخّمه الصحف ويعرض في التليفزيون وعن والدهما، أؤكد لك أن الفيلم “قوي” و”عروبي” وينتقد السياسة الأمريكية ولا يتجنَّى على صدام، ولكن نقول موقفنا منه بكل موضوعية خلال أحداث الفيلم. مؤخرًا تقدّم السفير الإسرائيلي بطلب إلى وزير الثقافة فاروق حسني لوقف عرض فيلم “السفارة في العمارة” لانتقاده السفارة الإسرائيلية، وذلك في اجتماعه به قبل عرض الفيلم بيوم واحد، ولكن معاطي نفى ذلك، وأكد أن زيارة السفير لوزير الثقافة لم تستهدف الفيلم. على حد علمه. بينما كان هدفها التطبيع الثقافي مع إسرائيل.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال