القتل ع الطريقة المملوكية
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
دولة المماليك، واحدة من دول كتير ظهرت جوه جسم الدولة العباسية، حكم المماليك مصر والشام والحجاز -من الباطن- حوالي قرنين ونُص، من 1250 لـ 1517م.
تاريخ دولة المماليك مقسوم جزئين، الأولاني دولة المماليك البحرية، ويعتبر قطز هو مؤسسها، بس مالحقش يا كبدي يقص شريط الافتتاح، حيث خلص عليه حليفه وصديقه الظاهر بيبرس وهمه راجعين من موقعة عين جالوت.
الجزء التاني هو دولة المماليك البرجية، ودي أسسها السلطان برقوق، المدفون في شارع المعز. وفضلت الدولة دي تحكم لغاية العثمانيين ما قتلوا طومان باي، أخر حكام دولة المماليك، وعلقوه على باب زويلة.
كيف بدء حكم المماليك
بداية تأثير المماليك في المشهد الدولة الإسلامية كان في عصر الدولة العباسية، لما العباسيين أعتمدوا على غير العرب في حربهم ضد الأمويين، ثم توسع أكتر مع عصر هارون الرشيد لما أشترى كتلة كبيرة منهم، ثم في عصر إبنه المأمون انتشروا في الجيش بشكل ملحوظ ومؤثر.
أول وصول للمماليك لمصر، بشكل واسع، كان على أيد الصالح نجم الدين أيوب، اللي أشترى أعداد كبيرة منهم وعملهم معسكرات في منطقة منيل الروضة، ومن هنا أتعرفوا باسم المماليك البحرية، وزاد نفوذهم جدًا طوال الدولة الأيوبية، اللي أسقطوها بعد فترة وأسسوا دولتهم الرسمية لأول مرة.
وهنلاقي تفاصيل أكتر دقة وعمق في كتب زي، السيرة الملكية (مماليك الدولة المصرية) تأليف إسماعيل مرسي، وكتاب العصر المماليكي في مصر والشام تأليف د. سعيد عبد الفتاح عاشور.
نصرة الإسلام
معظم الباحثين والمؤرخين أصحاب الميول الإسلامية بيحتفوا بالمماليك أيما احتفاء، لأن تاريخيًا دولتهم ينسب ليها الفضل في الإبقاء على أستمرار الأمبراطورية الإسلامية رغم حملات الفرنجة من الغرب واجتياح المغول من الشرق.
مع العِلم إن فقهيًا حكمهم ماكنش شرعي لإنهم مُستَرَقْين، يعني المفترض كل واحد منهم له ولي أمر مش همه اللي يبقوا ولاة أمر المسلمين. حاجة كده زي احتفاء السلفيين بالدولة الأموية والعباسية كجزء من تاريخ دولة الخلافة، رغم إن أدبيتهم بتقول إن عصر الخلافة انتهى بمقتل علي بن أبي طالب.. وإن من أول معاوية ده “ملك عضوض” مالهوش أي علاقة بالخلافة.
بس عادي.. ماشي حالهم تحت بند “فقه الضرورة“.
نرجع للمماليك
عصر المماليك أمتاز بشوية حاجات، من أبرزها المؤامرات الداخلية اللي لا تنتهي، فخلال أكتر من قرنين.. عدد سلاطين المماليك اللي ماتوا عادي يتعدوا على صوابع الأيد، والباقي كلهم أتقتلوا على أيد زملاتهم المماليك برضك.. في صراع أبدي على السلطة.
والشهادة لله كانوا مبدعين في الخيانة والعنف والخيال المريض، وهنستعرض في الموضوع ده عدد من أبرز الاغتيالات وجرايم القتل اللي تمت في العصر ده، بس خدوا بالكم إن الجرايم دي شديدة البشاعة والعنف.. فالناس اللي قلبهم خفيف بلاش يكملوا… بجد بلاش.
ملحوظة:
هعتمد خلال الموضوع على الروايات الواردة عند إسماعيل مرسي في كتابه مماليك الدولة المصرية.
أنحاذ الكاتب بوضوح لدولة المماليك ووصفهم إنهم قدموا خدمات واسعة للدفاع عن بلاد المسلمين، وعدد محاسن الدولة المملوكية في 3 نقط هامة:
- صد حملات الفرنجة.
- وقف الزحف الماغولي.
- غزو بلاد النوبة المسيحية.
في البدء مات نجم الدين أيوب
الحكاية بتقول إن السلطان نجم الدين أيوب، أخر السلاطين الأيوبين، أتجوز الجارية شجرة الدر، وفجأة خلال قيادته لاستعدادات الجيش عشان يواجهوا حملة عسكرية بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا.. مات السلطان.
فما كان من شجرة الدر إلا إنها كتمت ع الخبر لغاية ما أبنه، توران شاه، ما وصل من الشام واستلم القيادة مكان أبوه، وقدر جيش المماليك ينتصر على جيش الفرنجة أنتصار كبير جدًا.. لدرجة أسر ملك الفرنسيين.
قُتِل نتيجة غبائه
بعد الانتصار ظاط الشاب توران شاه ظياطًا شديدًا، وبروز نفسه جامد وكإنه هزم الفرنجة وحده، بالتالي خسر مماليك أبوه “المماليك البحرية”، ثم دخل في خناقة مع شجرة الدر واتهمها بالسرقة وحاول يقلل نفوذها.
فبسرعة أتفق الأتنين عليه وخلصوا منه قبل ما يستتب له الأمر ويلحق يجيب رجالته يملوا القلعة، قتل توران شاه كان مبدع جدًا لدرجة إنه مات بالثُلُث، حرفيًا مات 3 موتات على بوء واحد.
ثم قُتل أيبك
بعد موت تروان شاه حكمت شجرة الدر البلاد منفرد لفترة وجيزة. بس طبعًا الكلام ده ماخلصشي لا الخليفة العباسي “الصوري” ولا الأمراء اللي بيحكموا من الباطن باسمه، قتل أه.. غدر ماشي.. تعذيب مافيش مانع.. الخليفة يبقى شرابة خُرج ومماليك تحكم باسمه مايضُرش.. لكن واحدة ست تحكم!!! ليه الخلافة مافهاش رجالة؟!؟!.
تم الضغط على شجرة الدر إنها تتنازل عن السلطة أو تتجوز، فاختارت الاختيار التاني. وفعلًا تم إنقاذ سمعة الخلافة وهيبتها واتجوزت شجرة الدر من القائد المملوكي أيبك، وبقى هو سلطان مصر.
شهر العسل بسرعة وأيبك وشجرة الدر وقعوا فبعض، هو عايز ينفرد بالسلطة وهي مصرة توقفه عند مربع إنها متجوزاه بس عشان تسكت الخلافة وإن لولا اختيارها كان هيفضل مملوك عادي.
أيبك قرر يتجوز بنت حاكم الموصل، بدر الدين لؤلؤ، عشان يكسر شوكة شجرة الدر.. وتبقى واحدة من حريمه، وكمان يضمن حاكم الموصل كحليف. شجرة الدر لما عرفت الخبر وَزِّت خمس -ولامؤاخذة- غلمان م اللي بيخشوا الحمام مع السلطان.. فقتلوه بأشنع طريقة لقتل ذكر ما.
مقتل قطز
بعد سلسلة الاغتيالات سالفة الذكر استفرد المماليك بالسلطة تمامًا، وفي لحظة فارقة من تاريخ العالم تولى قطز السلطانة وقيادة الجيش، لحظة كان المغول/التتار ع الأبواب، بعد ما سحقوا الخلافة العباسية في عقر دارها.
شاءت الصدف إن هولاكو يموت أثناء التحضير للهجوم على مصر، وتكون فيه عركة كبيرة ع السلطة في بلاط الخاقنية الماغولية، فينسحب غالبية الجيش ويتحرك شرقًا لحسم أمر السلطة.
في الظروف دي دارت معركة عين جالوت واللي انتهت بأول هزيمة عسكرية للتتار وقتها، وطار الخبر للقاهرة اللي تزينت في انتظار استقبال السلطان المظفر قطز، بس في الطريق وخلال تقسيم الغنايم بيبرس ماخدش حكم حلب زي ما كان موعود من قطز… فغدر بيه وقتله.
ثم بعد كده بسنين الظاهر كده إن الظاهر بيبرس، اللي متسمي على اسمه حي الضاهر، مات مسموم عن طريق الخطأ أو الإهمال.
الأشرف بن قلاوون ونائبه
في يوم من ذات الأيام السلطان الأشرف بن قلاوون قفش على نائبه، الأمير بدر الدين بيدرا، (بعد المصادر بتقول إنه أكتشف سرقت لريع الأسكندرية)، لكن النائب بيدرا عرف يهندل الوضع ويطلع من الاجتماع ده سليم.
وأول ما خرج بالسلامة دبر لقتل السلطان، مع عدد من القيادات المملوكية، وفعلًا نفذ خطته.. وتم اغتيال السلطان الأشرف خلال رحلة صيد بطريقة بعد الشناعة بمحطتين، وتم تنصيبه سلطان مكانه.
بس يا كبدي لما رجع القاهرة ماعرفيش يسيطر ع الوضع، ورجالة السلطان المقتول انتقموا لسلطانهم وقتلوا النايب الخاين وعملوا فيه ما لا يخطر على بال تارانتينو ذات نفسه.
كل ما سبق جزء من كل أكبر وأكتر وحشية وخسة، بسكل عام فترة المماليك ثرية جدًا تاريخيًا، وآثارها كتيرة جدًا وعايشة بينا لحد النهارده، أما على مستوى الحياة في العصر ده فهنلاقي تفاصيل تاني ملفتة جنب جنونهم بالسلطة وغدرهم ببعض وقسوتهم الشديدة وخيالهم المريض، تفاصيل هتحتاج يتفرد لكل تفصيلة منهم مساحة خاصة بيها، لو حسيت إنكم اهتميتوا بالموضوع ده هاكتبهم تباعًا.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال