القدس ستعود إلى العرب قريبًا .. وثيقة سرية على مكتب شارون

في عام 2002 ، نشرت جريدة صوت الأمة بقلم الصحفي الحسين محمد، وثيقة سرية شديدة الخطورة، وفيها يحذّر الخبراء، رئيس الوزراء الصهيوني -وقتها- أرئيل شارون، عن مستقبل الكتلة السكنية للفلسطينيين مقابل اليهود وتأثيرها على مستقبل دولة الكيان الصهيوني، وما كُتب هو : نحن الآن في عام 2020، صباح أحد الأيام الصافية على مدينة القدس الإسلامية المقدسة، وفي الشوارع والطرقات تتعالى الصيحات باللغة العربية، وجميع المحلات والفترينات تبيع بضائع عربية، وهذا اليوم خسر الفريق الإسرائيلي “بيتاري بروشاليم” أمام الأهلي الفلسطيني وعاد أنصار ومشجعو “بيتاري بروشاليم” إلى بيوتهم التي تقع في الأحياء اليهودية البعيدة عن القدس.

قد يكون هذا السيناريو خياليًا الآن، لكن بعد عشرين عامًا أو أكثر سوف تتحقّق جميع هذه التوقعات حول مدينة القدس، والتي لن تصبح عاصمة إسرائيل ولن يكون بها أغلبية يهودية وستتنقّل الأغلبية إلى العرب وسوف يرتفع الرسم البياني كلما مر الوقت.

ولكن ما مصدر هذه المعلومات؟ .. مصدرها إحدى الوثائق السرية التي تم وضعها في الأسبوع الماضي على مكتب رئيس الوزراء شارون، والتي تحذر من خطر انتشار السكان العرب داخل القدس وما حولها، وهذا الانتشار أو الزحف يحدث عن طريق الكتل الاستيطانية الكبرى، والتي تهدد بخنق عاصمة إسرائيل وهذه الوثيقة موقعة باسم وزير الإسكان الإسرائيلي “ناتان شرنسكي
والذي يحدد أن القدس تفقد تدريجيًا خصائصها وطبائعها والتي حفرتها طوال سنوات عديدة وعلى ذلك فالصراع الديموجرافي في القدس يجب أن يستند إلى أغلبية يهودية وغير ذلك إسرائيل نفسها بلا قدس يهودية .

وهناك تقرير سري آخر عن القدس يفسر بالتفصيل أسباب هذه الظاهرة أنه في العشر سنوات الأخيرة لم تتم الموافقة على إقامة وحدات سكنية في القدس ما عدا 2500 منزل في جبل الشيخ غنيم وعلى جانب آخر وفي القدس الشرقية تمت الموافقة والتصديق على 51 مشروعًا للقيام بأعمال بناء للعرب بلغت 30000 وحدة سكنية .. ومن الممكن رؤية كثرة أعمال البناء العربية من خلال السير على طريق رقم 1 من القدس إلى “معاليه أدويم” (مستوطنة إسرائيلية) لرؤية كيف وصلت أعمال البناء العربية إلى ذروتها وتم بناء العديد من الأبراج السكنية والتي حجبت الطبيعة الجميلة عن المنطقة، وكما هو معروف، فإن القدس هي أكبر مدينة في إسرائيل من حيث المساحة والسكان، ففي نهاية عام 2000 امتدت المدينة لنحو 126.400 ، وكان يبلغ عدد سكانها 657.500 نسمة ، بنسبة مئوية حوالي 68 % منهم من اليهود، و 32 % منهم من غير اليهود .. والزيادة الديموغرافية في المتوسط عي 2 % في السنة ، ولكن من الممكن أن يكون هناك خداع بصري فلم تحدث ولم تسجل أي زيادة لليهود في القدس.

وفي السنوات الثلاث الأخيرة ترك المدينة نحو 45000 يهودي، وأضف إلى ذلك 44%  من السكان هم أطفال وصبية وشباب حتى سنة 19 عامًا، والعديد منهم ينتمون إلى السكان المتعصبين والعرب الذين تعتمد عليهم الإحصائيات .. إلا أن الحدود المحلية للقدس قد تغيرت كثيرًا في الخمسين سنة الأخيرة، فقد حددت حكومة جولدا مائير نسبة 70  % من السكان اليهود، وفي عام 1972 شكّل اليهود حوالي 73.4 % من سكان المدينة، وفي عام 1995 وصلت جملة اليهود في القدس إلى 69.8 %، وفي عام 1998 إلى 68.4 % ، وفي عام 2020 ستتقلص نسبة الحيازة اليهودية على مدينة القدس لتصل 50 % فقط، وهذا طبقًا لتقارير وتحليلات الخبراء.

إقرأ أيضا

هل تعقد جنوب إفريقيا حبال الدبلوماسية حول عنق إسرائيل؟

ويؤدي معدل النمو المتزايد للسكان من غير اليهود، والذي يبلغ 3 % في العام الواحد إلى زيادة واضحة في الجزء الخاص بهم من خلال إجمالي سكان المدينة وخاصة في المناطق ذات الأغلبية الإسلامية الكبيرة فمنذ توحيد المدينة عام 1968 لا توجد لمدينة القدس أي خطة رئيسية مستحدثة وهذه هي المشكلة الرئيسية فالخطة الهيكلية الأخيرة والتي تم وضعها للقدس كانت عام 1959 ولم تدخل خيز التنفيذ وقتها، وإذا نظرنا إلى برنامج الإسكان في القدس كلها سنجد أن هناك نقصًا في الأراضي والذي يتطلب بناء 35000 وحدة سكنية في السنوات العشر المقبلة.