“القمح الليلة ليلة عيده”.. شوف إزاي يا أخي!
-
محمد الموجي
محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.
كاتب نجم جديد
-
محب سمير
كاتب نجم جديد
تقول أمي في “برمهات روح الغيط وهات”.. لا تفوقت أمي مناسبة لذكر الأمثال المصرية المرتبطة بالزراعة، وشهورها القبطية.. وفي برمهات تنضج المحاصيل تماما.. لتنتظر الحصاد في “برمودة” (من 9 أبريل إلى 8 مايو).. و” في برمودة ندق العامودة” وهي عيدان القمح، التي جاء موسم حصادها، بعد ما استمتعنا بها “فريك” في “شم النسيم”.. يقول “عم اسحق” عند ذكر الفريك ” دوقنا حلاوته ناخد علقته”.. “عم اسحق” فلاح من قرية البرشا بمحافظة المنيا، 63 عاما، مستأجر بسيط طوال عمره.. يعافر مع الحياة ويحبها، رغم ضنها عليه أغلب الوقت.. ويمكنك مناداته مداعبا “أبو أشرف”.
أحب منظر القمح في “أبريل”.. سلاسل من الذهب بطول عينيك واتساعها.. ملتصقة بالنيل.. أو الجبل.. وهو المنظر الذي ينتشر بطول المنيا وعرضها.. فهي تنتج ثلث إنتاج الجمهورية من القمح الجيد.. فقد (كشفت الإحصائيات الصادرة عن مديرية الزراعة بالمحافظة عن استزراع وحصاد 249 ألفا و400 فدان بزيادة 31 ألف فدان عن العام الماضي، وبمتوسط إنتاجية عالية تتراوح ما بين 22 و24 إردبا للفدان خصص لها 47 موقعا ما بين شون وصوامع وهناجر لاستلام المحصول).
في مقابل حبي للمنظر البديع وما نعرفه من ” القمح الليلة .. الليلة.. ليلة عيده” .. وكمية الإنتاج، يشقى عم اسحق وملايين غيره من الفلاحين في مصر، شمالا وجنوبا، طوال ستة أشهر وأكثر ، من بداية زراعة القمح في “طوبة” أو نوفمبر، وحتى الحصاد في إبريل.. يشرح “عم إسحق” القصة في كلمتين: “الفدان بيكلف 6 آلاف جنيه لو أنت مالك الأرض.. لكن لو مستأجر ها يكلفك الضعفين.. والقمح مش بيكسب الفلاح.. لكن شوية التبن اللي بيبيعهم من بعد الدريس بينفعوا”.
لكن علقة “الحصيد والدريس يا بوي في عز شمس برمودة تخلي الواحد جسمه يقشعر”.. فلا زال “عم إسحق” وأغلب الفلاحين في مصر، يحصدون القمح بنفس الطريقة الموجودة على جداريات أجدادنا قدماء المصريين.. بالمنجل.. أو “المحش”.. من الصباح الباكر وحتى الظهر.. فهو الوقت الأنسب للحصاد.. يحصل العامل باليومية على أجر يومي 120 جنيها، مقابل 6 ساعات عمل.. يراها العامل قليلة جدا على مجهوده و قطمة وسطه.
لا يفضل الفلاحون هنا، ومن ضمنهم “أبو أشرف” الحصاد بالماكينة المخصصة للحصاد، التي تستعملها الدولة في الأراضي التي تستزرعها، فهي في رأيهم غير نافعة و “عايزة أنفار برضه وراها تلم القمح وتفصله عن العيدان.. ده غير إنها مش بتجيب العود من جدره في الأرض، وبيبقى زي عيدان الشوك ومتعبة في الحرث بعد الحصاد لزرعها مرة تانية”.
لا يحب الفلاحون شقى الحصاد، لكنهم ينسون ذلك و “الدراسة” تعمل لاستخراج حبات القمح الذهبية.. والحبات تنساب من بين يديه ويمسك ب “ثمرة شقاه”.
حكاية القصب المنياوي .. “من أيام الإرهاب إلى سد النهضة”
تصوير: لؤي زيدان
الكاتب
-
محمد الموجي
محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.
كاتب نجم جديد
-
محب سمير
كاتب نجم جديد