همتك نعدل الكفة
1٬501   مشاهدة  

القهوة عالم وسامية الإتربي عالم بحاله..عن حكاوي القهاوي التي نقلتها لنا مذيعة الشارع

سامية الإتربي
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



سامية الإتربي أو مذيعة الشارع لم تكن بالنسبة لي مجرد مذيعة. كنت طفلة صغيرة بالتسعينات عندما كانت تتابع أسرتي برنامجها “حكاوي القهاوي”  

أرقص على تتر البرنامج  بشكل عشوائي يناسب طفلة لا يهمها شكلها العشوائي في الرقص، بينما يهمها اختلاس لحظات سعيدة مع تتر البرنامج. لم أكن أعرف حينها أن هذا التتر الرائع من تلحين الفنان وعازف الدرامز “يحي خليل” الذي أضاف للبرنامج روحه.

القهوة عالم وسامية الإتربي عالم لوحده

القهوة عالم بحاله قايم

فيه الي قاعد جمب اللي هايم

وفيه تلاهي وفيه عبر

وفيه تلاقي كل البشر

بعين طفلة صغيرة كنت أستمتع برؤية هذه السيدة تردد بكل حلقة نفس الكلمات بسجع بسيط  منغم. السيدة التي ترتدي إكسسوارات مميزة، وعبائات منها الفخم ومنها البسيط، ولكن يليق بها كل شيء.

تجلس على الأرصفة لتحاور الباعة الجائلين وتسمع مشكلاتهم وتحاول تقديم حلول، تقابل الترزي بمحله وبائع البطاطا والسمكري، وتفتح معهم نقاشات لتؤثر فيهم، فيما يؤثرون هم بحكايتهم فيها.

رشا رزق جنية بعالم الأطفال خرجت منه لتغني للجميع

تبهرك عندما تتحاور بحلقات أخرى مع أول طبيبة  نساء مصرية “هيلانة سيدارس” ومسيو فانتي  المهندس ومصمم الديكور الإيطالي الذي كان يصمم ملابس الباشوات. تختلف حوارتها ونقاشتها بما .يناسب كل شخصية تقابله اببرنامج حكاوي القهاوي، أو ببرنامج “ضيفنا الليلة” الذي حاورت فيه كبار الفنانين 

حكاوي القهاوي نداهة الشغف

تحكي  المذيعة “رشا الجمال” ابنة المذيعة “سامية الإتربي” ببرنامج معكم منى الشاذلي، كيف اهتمت والدتها بطاقم عمل البرنامج، وكيف كانت تحرص على نقلهم لعربيات خاصة “تاكسي” عندما يعانون من ازدحام المواصلات العامة والشوارع.

حكت   أن والدتها كانت تدفع من جيبها الخاص لبعض مستلزمات البرنامج، فكانت تتعامل معه أن ليس مجرد عملها، بل شغفها الذي تهتم به كي يستمر.

كيف يرى الناس مذيعة البرامج الدينية

كانت تشتري سامية الملابس التي ظهرت بها ببرنامج حكاوي القهاوي، وحرصت على الظهور بالملابس المرتبطة بترثانا المصري الأصيل من ملابس فلاحي مثل الجلاليب، أو الملابس البدوية التي كانت تشتريها من بائع سيوي.

حافظت سامية الإتربي على أسلوبها الخاص في اللبس بالبرنامج وخارجه رغم أي تعليقات على ملابسها. كانت راقية ومتواضعة في نفس الآن وتؤمن أن الإنسان بشخصيته وثقته بنفسه وليس بما يرتدي، وحرصت على اقتناء الملابس والاكسسوارات الفضية العربية من مصر وتونس وبلاد أخرى.

“الناس بتورث لأولادها شقق وأراضى لكن أنا هورث لأولادى شوية جلاليب وشوية كرادين بس أنا مبسوطة”

إقرأ أيضا
فوازير عروستي

هذه المقولة من أشهر مقولاتها والتي عبرت عن كيف ترى الحياة بعين راضية، كما تمنت أن تعرض مقتنياتها بشقة صغيرة، كمتحف صغير، ويعرف الناس من أين اشترت كل قطعة، وكيف تتبنى .مصر الكثير من الفنانين بالأعمال اليدوية

 حسني مبارك وسامية الإتربي

هناك قصة شهيرة  متداولة عن بدايات “حكاوي القهاوي” أن سهير الإتربي أخت سامية الإتربي كانت بأوائل التسعينيات ترأس الإذاعة والتلفزيون، ولم تتحمس للبرنامج بعد أربع حلقات منه، وقررت إيقافه.

ولكن تفاجىء المعد يحيى تادرس بتدخل الرئيس حسني مبارك بشكل مباشر لاستمرار البرنامج!..وحقق نجاحًا كبيرًا واستمر لسنوات،  ونجاح البرناج كان بداية بداية من التتر ليحي خليل والذي كان يذاع بالإذاعة بشكل منفصل، وحتى البرنامج نفسه الذي كان يجمع الأسرة المصرية حول التلفزيون لسماع حكايات جديدة من  قلب الشارع البسيط.

أنا وسامية والحكاوي

تأثرت منذ الطفولة بهذه السيدة بحبي للحواديت والكتابة عنها، وحبي للأشياء والملابس التراثية الأصلية، واعتبر برنامجها من أهم نوستالجيا التسعينات التي تجعلنا نسترجع لحظات سعيدة بمجرد سماع تتر البرنامج وسماع مقدمتها.

 تمنيت لو كنت قابلت هذه السيدة التي اعتبرها سامية وفقط، وكأنني صادقتها بالفعل، وهذا الشعور صدرته لنا جميعًا. كانت تحب الحواديت، وبصوت هادىء رتيب غير ممل استطاعت جذب المشاهدين عن طريق شغفها بما تفعله، وصدقها للتعرف على حكايات القهاوي والأزقة؛ لذلك استحقت لقب “مذيعة الشارع”

حاربت سامية مرض السرطان 18 عامًا وكانت تتحدى المرض بالمحاولة والبهجة وأخذ الأمور بشكل ساخر، حتى أن الأطباء عجزوا عن تفسير مقاومتها للمرض كل هذه السنوات والتعايش معه، حتى توفت عام 2007 تاركة لنا هذا الأثر الكبير في نفوسنا بحكاوي القهاوي وحكايتها شخصيًا في المحاربة من أجل الحياة والنجاح.

الكاتب

  • سامية الإتربي إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان