همتك نعدل الكفة
1٬058   مشاهدة  

الكاتبة اللبنانية مريم جنجلو: أطلب من العالم أن يدعني على سجيّتي.. وسركون بولص هو شاعري المفضل

مريم جنجلو
  • محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.

    كاتب نجم جديد



“قدماي لا تخذلانني في عالم الكتابة.. الكتابة حياة كاملة.. والحرب هي أسوأ وجه للغضب”.. مريم جنجلو

لم تستهوِها ألعاب الأطفال المعتادة، بل كانت الأحرف وفك شفرات الكتابة هي لعبتها المفضلة.

اعتادت أن تكتب عن كل شيء يلمسها وتشعر به منذ الصغر.. فأصبحت القراءة صديقًا تسمع له، والكتابة رفيقًا تفصح له عن الكثير، كون هذا العالم أرضًا لا تخذل قدمَيها أبدًا.

أرض بناؤها ليس من حجارة بل من أحرف وكلمات، تصف الوحدة تارة، وتعبر عن الحب في أخرى.

وتنادي دائمًا بـ “الانعتاق” والحرية والخلود في زُرقة وصفاء السماء.

الكاتبة والشاعرة اللبنانية مريم جنجلو تتحدث لموقع الميزان عن دخولها عالم الأدب.

تجيب عن سؤال أين هو ديوانك الأول؟ وتختار الشاعر الكبير سركون بولص “كيميائي القصيدة الحديثة” شاعرًا مفضلًا لديها.. وتتحدث عن الحب والحرب والحرية في هذا الحوار:

1-متى بدأت رحلة مريم جنجلو مع الكتابة وعالم الأدب؟ 

– هي ليست رحلة بقدر ما هي أسلوب حياة كاملة، منذ الصغر دأبت على القراءة بشكل مكثف، لم تكن تستهويني ألعاب الأطفال الاعتيادية بقدر ما كان يفرحني الجلوس والكتابة، كنت أحب أن أكتب عن أي شيء يلمس إحساسي أو يلفتني، وبطبيعة الحال ساعدتني القراءة على تكوين خيال أكثر سعةً وشفافية ما عزّز لديّ ملكة الكتابة كعادة ثابتة لا أستغربها بل أبتعد وأعود إليها باستمرار وبأريحية.

2-لماذا اخترتِ الكتابة أو بشكل آخر لماذا تكتب مريم؟

– هي منطقة أستطيع أن أتجول داخلها باحتمالاتي الشعورية الكثيرة، أتخفف عن طريق الكتابة من كمٍّ لا يستهان به من الإفصاحات، وأكثر من ذلك، أستطيع التجوّل بمخيلتي حافيةً على أرضية شعورية لا ثابتة وأنا واثقة تمامًا من أنّ قدماي لن تخذلانني لأنّي لا أستخدمهما من الأساس، بل تكون لي بالفعل أجنحة.

3-لو لم تكوني كاتبة ماذا كنت تتمنّين أن تصبحي؟

– رغم انشغالي أغلب الأحيان بالكتابة والترجمة، إلا أنّني استطعت نوعًا ما الحفاظ على هويتي الموسيقية في الغناء حتى وإن لم أعمد حتى الآن إلى إظهارها، بل جنحت نحو الكتابة. في الحالتين مسرورة بهاتين الموهبتين اللتين أملكهما، كلاهما تشكلان عالمي الذي أحب وأحيا داخله.

4-هل في وسع الكتابة أن تغير شيئًا في هذا العالم؟

– أعتقد أن فضاء الكاتب يختلف عن المفهوم المتعارف عليه للعالم المادي الذي نعيشه. هذا العالم الذي يزداد قسوة وتفلّتًا من إنسانيته قد لا تغيّره الكتابة ولكن بالتأكيد تستطيع الكلمة الحقيقية التوليف بين مستمعين لندائها رغم الاختلافات او المسافة او الظروف.

5-كم عدد النصوص التي قدمتيها حتى الآن؟ وما أقربها إليكِ؟

– في الواقع لا أحصي نصوصي عدديًا، ولكن أستطيع الجزم أنّ كل ما ينشر لي يحمل بصمة خاصة داخلي.

– فيما يخص ما لم ينشر فهو يحمل المجهود والطابع ذاته الذي التقي عنده بصوتي الكتابي سواء كان شعريًا أم نثريًا.

6-أين ديوانك الشعري الأول؟

– الهدف العام من طباعة كتابٍ ما هو التوثيق والنشر، بالنسبة لي متمهلة في موضوع تجميع نصوصي بين دفّتَيْ كتاب طالما أنها تجد طريقهاضمن قنوات ثانية كالصحف والمواقع والمدونات. أحب فكرة أن يكون كتابي إنجازًا شخصيًا أحققه حين أكون مستعدة ولديّ كامل الوقت للإشراف عليه شخصيًّا من الغلاف إلى الغلاف.

7 -من هو شاعرك المفضل على مستوى الوطن العربي وعالميًا؟ ولماذا؟

– عربيًا أجد سركون بولص الأفضل، أسميه كيميائي القصيدة الحديثة، كأنّ التراكيب والشعور في نصوصه تتحد بفعل لغة خاصة به وحده، يستطيع القارىء المتمرس أن يلتقطها وينسبها له فورًا.

– سركون بولص شاعر بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وتدعم شعريته لغة متينة.

– إضافة إلى ثقافة تاريخية وجغرافية واضحة، حتى ليبدو لي أحيانًا عند قراءة دواوينه وترجماته أنني أقرأ في أدب الرحلات، ولكنها ليست رحلات عادية، بل تدخل فيها المخيلة والاختزال اللغوي .

– على المستوى العالمي، أحب نصوص جاك بريفير، ألتمس لديه بساطة لغوية لافتة بخفة مصطلحاتها وبعدها العاطفي المركّب في الوقت ذاته.

-هو يمسك بالشعور وإن كان مؤلمًا ويلبسُهُ لغة مهادنة وهادئة تشبه بعذوبتها الأغاني الحميمة، وهذا التفصيل يأسرني حين أمرّ على نصوصه.

8- كيف تصف مريم جنجلو “الحب، الحرب، الحياة، الموت، الحرية، الوحدة، الوطن” في جملة قصيرة ؟

– الحب: رحلة في مخاوف الآخر وتجلياته

– الحرب: أسوأ وجه للغضب

– الحياة:تحمّل الشعور المكثّف عند التجارب

– الموت: إجابة صامتة ونهائية عن كل ما لم نفلح بفهمه

– الحرية: أن تكون أنت

– الوحدة: أفضل مكان للرؤية من بعيد

– الوطن: ألفة غير اختيارية مع الأشخاص والأماكن

الحب في حياة الشاعر رياض الصالح الحسين “بسيط كالماء”

9- في الفترة الأخيرة قرأنا أخبار كثيرة عن الانتحار وقرات لكِ نصًا صغيرًا يقول:

“الانتحار يعني أن تبتُرَ بِحبلِ نجاةٍ، أصابعَ خفيّة تُطبِقُ على رقبةِ وقتِكَ على هذه الأرض.. ربما أصابعُ الخوف، أو أصابعُ إلهٍ مُفتَعَل، أو لعلّك تغتالُ الخوف الإله.. طوبى لِمَن يضحي بجسَدِه ليقابلَ الحقيقة روحًا بِروح”.

هل ترين الانتحار حلًا لأي مشكلة أم مجرد هروب من واقع؟

– الانتحار يتطلب قدرة كبيرة على التخلي عن الحلم وترفعًا عن فكرة السعادة التي يقضي الانسان أكثر من نصف حياته وهو يحاول الإمساك بذيلها لا بها كاملةً. بالنسبة لي هو ليس حلًا تحت أي ظرف كان، أن تحب ذاتك يعني ألّا تفلت يدها بهذه الطريقة القاسية، ففي هذا خيانةٌ للحلم وللحقيقة معًا.

10-من يقرأ نصوصك يلاحظ أن ثمة صبغة حزينة تسيطر على معظمها. فنجد ألفاظ مثل “الموت..الوحدة..المساء.. الشتاء الكئيب. الزنزانة” مكررة. فلماذا؟

– حين أكتب نصًّا ما لا أنظر إلى توجهاته الشعورية على أنها تمثلني شخصيًا، أذهب حيثما تأخذني الحالة التي أكون رازحةً تحت ثقلها كشخص يسمع ويرى ويتأثر بما حوله أكثر مما يبحث في داخله. بالنسبة لصبغة الحزن التي تعتلي نصوصي فهي ليست أكثر من لونٍ أستطيع التعامل مع تدرجاته في ذهني من دون خوف، لا أتجنّب السوداوية ولا أخافها، هي بالنسبة لي مثل الفرح، حالة أستطيع الحديث عن تفاصيلها بلغتي وصوتي الخاص والتعامل معها كشخص بثبات.

11-أتوه في تفسير البيوت التالية من نص “انعتاق”.. هل الشاعرة هنا تشكو أم تسعى نحو الحرية وتفكر فيها؟

“إنني مندفعةٌ دومًا مثلَ لَكمة،

مستعجلةٌ لِأَموتَ قبلَ الجميع،

فالشمسُ تنتظرُني بفستانٍ أسود

إقرأ أيضا
احتفالات القاهرة

باعَت ضفائرَها في الحربِ

لِتشتريَه وَتُحرِّرَني”.

– يمكن اعتبار نص “انعتاق” بالتحديد بيانًا فردانيًّا خاصًّا الذي أقدم به نفسي للعالم.

لا أرمي من خلاله لوصف شعوري بل هو موقف أسجله كإنسان وكامرأة على وجه التخصيص.

-أطلب من العالم عبرَه أن يدور على سجيّته ويدعني على سجيّتي، نتقاطع ونلتقي دون أن يزعج أحدنا الآخر أو يقولبه.

12-تتحول صفحتك على فيسبوك إلى منارة ثقافية؛ عليها نشاهد لوحات لفنانين عظماء ونسمع مختارات موسيقية مميزة، بالطبع إلى جانب النصوص المميزة أو مختارات لشعراء آخرين.. إلى أي مدى أثرت ودعمت السوشيال ميديا انتشارك وانتشار نصوصك؟

– وسائل التواصل الاجتماعي هي جزء عادي من تحديثات الحياة اليومية، مثلها مثل التلفزيون أو السينما في فترات مضت. فيما يخص صفحتي على الفايسبوك، أتعامل معها على أساس أنها تمثل الجانب الفردي مني كفنانة بالدرجة الأولى، ما أقوم بنشره عليها هو اهتماماتي الفعلية التي أحرص على توثيقها لسبب شخصي أكثر من كونه عامًا، وهو العودة إليها فيما بعد كقراءات ومشاهدات تنشط ذائقتي. جميل أنها تستقطب الكثير من المتابعين الذين يتحولون تدريجيا إلى أصدقاء أتشارك وإياهم الآراء في مواضيع ثقافية مختلفة، وهذا أجمل ما في الموضوع بالنسبة لي.

13-هل أصبح الكاتب أو الأديب ملزمًا بتسويق نفسه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بنفسه وخلق علاقة مباشرة مع القراء؟

– مواكبة تقنيات العصر الذي يعيش فيه الفنان شرط أساسي ليس لانتشاره في حال كان مهتمًا بذلك، بل لوقوفه أمام إنجازه باتزان وثبات أيّما كان نوع الفن الذي يمارسه، ما يميز عصر الطفرة في وسائل التواصل الاجتماعي أنه وسّع زاوية التواصل بين الفنان والمتلقّين بشكلٍ أكثر يسرًا ومرونة، ما يعني أن الفنان المتمكّن أصبح قادرًا على إيصال صوته في وقت قليل وأكبر قدر من التنوع والمشاهدة وبالتالي يخضع تقييم عمله لأكثر من عين واحدة أو رأي واحد، إن التفاعل الثقافي للعقل الجمعي برأيي أحد أهم عوامل نجاح الفنان كونه يحتمل رؤًى وردود أفعال متباينة من ناحية المتلقين ما يمكّن الفنان من تحسين نتاجه والعمل على بلورته بالاستناد إلى أكثر من وجهة نظر واحدة.

14-ما هو أفضل تعليق جاء إليك على قصائدك؟

أقدّر كل التعليقات والرسائل التي تصلني من جميع القراء، كون أغلبها تجتمع عند متانة اللغة والنفس الشعري العالي المطعّم بالمشهدية اللافتة مع الحفاظ على الأنا الإنسانية بمعزل عن تحديد ما إذا كان المتكلم ذكرًا أم أنثى، هذا بالذات يجعلني أكثر استماعًا إلى صوتي الإنسانيّ الخاص الذي يحتمل داخله عالمًا حرًّا من قوالب التصنيف، يخاطب الإنسان عمومًا داخل كل من يقرأ نصوصي.

15-أخيرًا.. كيف ترَين الأحداث الأخيرة في لبنان والوطن العربي عامة؟

أتابع بهدوء ما يجري في عالمنا، لا أخفي فرحتي بالقفزة النوعية فوق الخوف التي تعيشها شعوبنا بغالبيتها في الفترة الحالية وسعيدة بالوعي الذي يقودها نحو التحرر من التبعية، ولكن وأسوة بغيري من الشباب، لديّ تخوّف حيال سيطرة الرأسمالية الحديثة على حياتنا كَجيلٍ نشأ على فكرة الخراب كتحصيل حاصل موجود في كافة جوانب حياته اليومية، كذلك يشكّل التطرف الفكري والديني تحديدًا بالنسبة لهذا الجيل حاجزًا منيعًا يحول بينه وبين ممارسة إنسانيته بشكل عفوي، ما يفضي بالضرورة إلى إحساسه بالقمع والخوف. هذه برأيي أكبر معضلة قد تواجهني كإنسانٍ مختلف على درجة من الوعي الذاتي والفكري في عالم ذي مقاييس قاسية مادية أصولية بحتة.

مريم جنجلو في سطور:

شاعرة وكاتبة لبنانية، متخصصة في الترجمة والتحرير باللغة العربية.

حاصلة على بكالوريوس في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية ببيروت، ودارسة للطرب والموسيقى الشرقية في المعهد الوطني العالي اللبناني للموسيقى.

شكّل شغفها بالمطالعة والكتابة أساساً لمسيرتها المهنية التي بدأتها عام 2006 كصحافية في القسم الثقافي في جريدة السفيراللبنانية.

2008 انتقلت للكويت وعملت مع صحف ومجلات كويتية: مجلة الهدف الشهرية، صحف القبس، أوان والنهار، دورية ماري كلير بنسختها العربية.

باشرت مريم جنجلو العمل اللغوي بشكل مستقل مع مؤسسة بارجيل للفنون في الإمارات، وعملت على تحرير كتابين يتناول كل منهما سيرة وإنجازات اثنين  من أشهر أعلام الفنون البصرية العرب، وهما الكويتي سامي محمد والعراقي ضياء العزاوي، بالإضافة إلى عملها الحاليّ ككاتبة إبداعية مع دار دنقلة للإصدارات الفنية المحدودة وصياغتها كتبًا لفنانين كبار في العالم العربي مثل حسين ماضي، علي شرّي ومحمد عمر خليل.

الكاتب

  • مريم جنجلو محمد الموجي

    محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
2
أعجبني
4
أغضبني
1
هاهاها
2
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان