لماذا قرر أحمد عز سرقة تاريخ مصنع حديد الدخيلة؟

قال أجدادنا في الحكم والمواعظ : ” إن طلع العيب من أهل العيب ميبقاش عيب” لكن ما فعله السيدأحمد عز في إعلانه عن مصانع الحديد والذي أذيع مع بداية شهر رمضان يزيد عن العيب بكثير، شاهد عزيزي القاريء الإعلان ودعني أخبرك عن من لم يكتفي بالمصنع بل سرق في هذا الإعلان مجهود صانعه الحقيقي.

يدعي أحمد عز في هذا الإعلان أن ريادة صناعة الحديد في الثمانينات والتسعينيات كانت لمصانعه، مع العلم أن أسرة عز أو والده تحديدا لم يكن يعمل في تصنيع الحديد في الثمانينيات كان هو شخصيا عازفا للدرامز في فرقة طيبة التي أسسها حسين الإمام عام ٨٤ ووالده يدير محلا للحديد الخردة في السبتية، قبل صفقة حديد استوردها والده عام ٩٠ من رومانيا بعد سقوط شاوشيسكو أسسوا بمكاسبها مصانع الجوهرة للسيراميك.

فمن هو مؤسس مصانع حديد الدخيلة التي يدعي عز تأسيسها وريادتها في الثمانينيات؟

أنشئت شركة حديد الدخيلة على يد المهندس إبراهيم سالم مؤسس مصنع حديد عام ١٩٨٢  – قبل تأسيس فرقة طيبة – ثم بدأت الانتاج عام ١٩٨٦ كشركة مساهمة مصرية بين مجموعة بنوك مصرية وقطاع البترول ومجموعة من الشركات اليابانية، ولم يظهر أحمد عز إلا في نهاية التسعينيات حسب تصريح المهندس إبراهيم سالم وزير الصناعة الأسبق والذي يقول فيه في تصريح لجريدة المصري اليوم : الصلب المسطح كنا نرغب فى تصنيعه، وكنا نعمل على الأطوال المستخدمة فى حديد التسليح، وعرضنا على المساهمين، زيادة رأس المال، حتى جاءت الخصخصة أيام عاطف عبيد، وأن شركات القطاع العام كانت نسبتها فى الشركة ٨٧%، وبدأت الاتفاق على قرض كويتى لعمل الصلب المسطح، بقيمة ٥٥ مليون دولار، لكن مجلس الشعب رفض، مما اعتبرته تضييقاً على الشركة عام ١٩٩٨، وذهبت للجنزورى رئيس الوزراء فى هذا الوقت، وقلت له نحن فى حالة ليست جيدة، وأحمد عز أبدى رغبته فى المساهمة فى الشركة فما رأيك، فقرر تشكيل لجنة ضمت ظافر البشرى وزير التخطيط وقتها وهو شقيق طارق البشرى الفقيه الدستورى، ووزير الإنتاج الحربى، ودعونى لحضور اجتماع اللجنة وقلت لهم الموقف.

حذرونى من دخول أحمد عز فى الشركة، حيث كان يمتلك شركة حديد التسليح بمدينة السادات، ولم يكن قد دخل الحقل السياسى بعد، لأنه سيساعده على الاحتكار وأنا لم أكن مرتاحا لهذه الصفقة، وبالتالى قررت اللجنة أن يتولى بنك الاستثمار القومى زيادة مساهمته فى الشركة بمقدار ١٠%، وقلنا خير، وفرحت وما صدقنا فى هذه الليلة.

– فوجئنا صباح اليوم التالى وبعد انقضاء الليلة بأن وزارة الجنزورى قد أقيلت وجاءت وزارة عاطف عبيد، وتبنت سياسة الخصخصة، وهى مملاة من أمريكا، وراحت وعود بنك الاستثمار، والحقيقة كنت مضطراً لأن أقبل مساهمة أحمد عز عام ١٩٩٨/١٩٩٩، ودخل مساهماً بـ٤٥٦ مليون جنيه دفع منها قسطين: الأول ١٨٦ مليوناً والثانى٧٠ مليون جنيه، ولم يسدد الباقى، وبعد ذلك امتنع، ومشيت بعدها، ٩ مارس ٢٠٠٠ وقدمت استقالتى وكان عضو مجلس إدارة لأنه كان مساهما، ولكن لاحظت أن هناك تعاطفا مع عز من مجلس الإدارة، وعلى رأسهم ممثل البنك الأهلى وكانت هناك جمعية عمومية.

استقال الرجل عام ٢٠٠١ وانزوى ليرحل في صمت منذ أشهر قليلة في الوقت الذي حصل فيه أحمد عز على حكم بالتصالح حول صفقة حديد الدخيلة في ٢٠١٧ وهي الصفقة التي أكد المهندس إبراهيم سالم في تصريح لموقع فيتو أن حكومة كمال الجنزوري رحلت بأكملها في عام ٢٠٠٠ لأنها رفضتها لكن تدخل جمال مبارك لصديقه المقرب كان بداية لتدخلات أخرى كثيرا انتهت برحيل مبارك وجمال وشلته التي أسسها أحمد عز عام ٢٠١١.

ان ما نتوق اليه ونعجز عن الحصول عليه أحب الى قلوبنا مما قد حصلنا عليه

يعود أحمد عز مرة أخرى بعد كل هذه السنين ليستولي على مصنع حديد الدخيلة عبر توزير تاريخه، يعيد كتابة التاريخ كما يرتائى له كما حاول كتابته وصناعته قبل يناير ٢٠١١، فهل ينجح؟

إقرأ أيضا

أيها الحب العربي ..أنا لا أشبه الفتيات

أعتقد الإجابة لا

مصدر الصور : حفيد المهندس إبراهيم سليمان  وهو الدكتور إبراهيم مجدي صاحب فكرة هذا المقال الذي رفضت عدة مواقع فكرته