الكحل بين الأساطير الشعبية والأديان
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
رغم تطور وسائل التزيين بالنسبة للمرأة، إلا أن الكحل الأسود حافظ على مكانته في عالم التجميل، وتعتبره المرأة سر جاذبيتها وأنوثتها، لذلك ورغم مرور آلاف السنين على استخدام حجر الكحل فإنه ما زال منتشرًا في الأسواق حول العالم بأشكال عدة منها، الكحل الجاف، الكحل المسحوق، أو المسكارا، وتحرص النساء على التفنن في التزين به.
ولعل استخدام حجر الكحل في الحضارات القديمة لم يكن هدفه التزين فقط، بل اُستخدم كعادة دينية، وأحيانا حماية الإنسان من قوى الطبيعة الشريرة، أو كدواء لعلاج العين.
الكحل في الحضارة المصرية القديمة
ويعتبر المصري القديم أول من استخدم حجر الكحل لتلوين العين والرموش، إذ أكدت دراسات وبحوث في المصريات أنه الكحل ابتكره المصري في الفترة من 3000ـ 4000 قبل الميلاد، و استخدموه بشكل مذهل كما في ظهر في عين المعبود رع.
كما ظهر الكحل الأخضر إلى جانب الكحل الأسود في الحضارة المصرية القديمة، واعتقد النساء أن هذا اللون من الكحل أعطته لهن الآلهة حتحور” آلهة الحب” عند المصريين القدماء، وكان استخدام الكحل عند المصريين لم يكن لتتزين فقط، بل كد الباحثون أنهم استخدموه أثناء طقوسهم الدينية المعتادة لتحمل معنى رمزي.
كما استخدموا الكحل حسب اعتقادهم لحمايتهم من الشمس الحارقة، واعتقدوا أن الكحل يحمي العين من بعض الأمراض لذلك وضعوه في عين الأطفال حديثي الولادة، وما زالت تلك العادة تستخدم في قرى مصر إلى الآن ونجوعها رغم تطور الطب الحاصل الآن.
الكحل طقس ديني
استخدم حجر الكحل في الاعتقاد المسيحي، و أصبح من العادات التي لا غنى عنها في احتفالاتهم لا سيما في احتفال سبت النور، إذ يقوم هذا اليوم الديني على وضع الكحل الأسود في العيون، تأثرًا بما كان يقوم به القديسين في أورشليم من تكحيل عيونهم لحمايتهم من نور قبر السيد المسيح .
وجدر بالذكر أن سبت النور يُعرف في الاعتقاد المسيحي بالسبت المقدس أو السبت الأسود، أو سبت الفرح وهو اليوم الذي يأتي بعد الجمعة العظيمة وقبل أحد قيامة المسيح أو عيد الفصح.
الكحل في العراق
أجرى الباحث ” سعدي جيار” دراسة بعنوان ” الكحل في الشعر الشعبي العراقي”، وقال فيها إن العراقيون استخدموا الكحل لحمايتهم للتزين ومن أشعة الشمس الحارقة، وقد استخدمه الرجال والنساء على حد سواء، وقد استخرجوا الكحل ـ حسب قوله ـ من حرق نواة البلح بعد أكله.
الكحل وثقافات البلدان
وعند النساء الساميات والأمازيغ كان للكحل أغراض أخرى، إذ يرسمن على وجوههم خطا عموديًا من الشفه السفلى إلى الذقن وعلى طول الأنف وبهذه الطريقة يعرفن إذا كانت المرأة متزوجة أم لا.
ومن الثقافة الأمازيغية إلى الثقافة البنجابية، إذ استخدم الكحل كمظهر من مظاهر الاحتفال ولكن لا تضعه النساء، بل يضعه الرجال بمساعدة زوجاتهم وأمهاتهم، للاحتفال بمناسبة دينية أو حفل اجتماعي كزواج وغيره.
حجر الكحل في كل حضارات الأرض القديمة تقريبًا، وما زال يُستخدم بيننا إلى اليوم، وتتفنن شركات التجميل في ابتكار أشكال وأنواع جديدة من الكحل الذي هو أفضل وسيلة للجاذبية في الأرض.
اقرأ أيضًا : كسوة الشتاء حسبة المصريين منذ عقود
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال