همتك نعدل الكفة
331   مشاهدة  

الكراهية والتدليس.. عن صفات الصغار العابثون بقدسية القرآن كما وصفهم شيخ الأزهر

شيخ الأزهر أحمد الطيب
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



من بديهيات الحقول المعرفية الاستدلال المنهجي، وهذه الحقول المعرفية لا تتأقلم مع من لا ينطبق عليه الوعي والذكاء والأمانة في الطرح  العلمي، وليست كل تجربة بحثية بالضروري علمية فالباحث الحاذق فقط هو من يمتلك مهارة تركيب العلاقات بين عناصر قضيته المطروحة وأن يكشف العلاقات فيما بينها، ويبين دورها الوظيفي الفاعل من أجل تحسين مستوى طرحه العلمي وجدواه.

ومن أهم الاشتراطات التي يتبعها الباحث خاصة الباحث في العلوم الإنسانية و العقائد والفكر، أن يكون مُلمًّا بكل ما يتعلق بموضوعه المطروح ومعرفة تطوراته، بالإضافة إلى الاعتماد على المصادر الأصيلة والمراجع الوسيطة، وعدم الزج بالمعلومات والأفكار المشكوك بصحتها والاعتماد الكامل على التفنيد والتطرق العميق والدقيق لتناول أفكار الموضوع مع كسر القيود الكلاسيكية في الطرح.

ومن هنا ننطلق حول الأطروحات التي يتناولها بعضًا ممّن يُطلق عليهم لفظ الباحث ومنهم ” إسلام البحيري” الذي ينخرط في الحديث عن المسائل الفقهية والعقائدية دون استدلال، هي مجرد أطروحات تفتقد ما ذكرناه سالفًا من الإلمام بكافة المصادر وتفنيد الطرح تفنيد دقيق، غير أنه لا يملك أمانة علمية وهي من أهم الصفات التي يتصف بها الباحث .

ولست هنا بصدد تفنيد كلام” البحيري” الذي لا يعتمد على قواعد البحث ، فإذا تطرقت للرد عليه أفتقد أنا كذلك الموضوعية، ـ لا طرح لا رد ـ، لكن هو دائمًا يهاجم التراث الإسلامي ، يشكك في السنة النبوية ، بل وصل الأمر إلى التجرء على الذات الإلهية، وهذا من قبيل العبث والتطاول والبذاءة .

هذا من جهة ومن جهة أخرى الكاتب والمفكر “إبراهيم عيسى” وأعني هنا كلمة مفكر على لفظها اللغوي الدقيق الذي يحمل الغوص في عمق الأفكار، وتوليد أفكار جديدة بناءة منها، وأيضًا لست بصدد الحديث عن الجدل الواسع الذي يقوم به وكأننا في تسعينيات القرن الماضي مازالت تشغلنا قضايا الجسد والجنس وهو ما يحاول دائمًا طرحه ويُلصقة بالإسلام وبالتراث الإسلامي.

وفي برنامجه ” مختلف عليه” نلاحظ حالة الكراهية التي يسعى جاهدًا لإلصاقها بكل ما هو إسلامي، وأنا ابنة العشرين التي تسعى جاهدة للبحث عن أصول الفكر الإسلامي وعن أصول معتقدي وفهمه فهم دقيق تشككت من رحلة الأسراء والمعراج الذي حاول بكل تدليس طرحها في أكثر من مناسبة مؤخرًا ، وإن كنت باحثة مبتدأة أحبو نحو التراث الإسلامي استطعت أن أكشف كذبه وتدليسه في هذا السياق فما حال المتبحر في التراث من الأئمة والعلماء .

ومؤخرًا في مسلسله “فاتن أمل حربي” أثار الجدل كما العادة فلم يكتفي بكسر هيبة الرسول الكريم وصحابته والتشكيك في أركان الإسلام، بل عبث بأكثر شيء مقدس لدينا هو القرآن، فكيف إذًا أن نعتبر العقلين مستنيرين مصلحين!.

ومن نقطة انطلاقي حول فكرة الاستدلال المنهجي في الطرح العلمي ضرب فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب المثل في كلمته التي ألقاها في احتفالية ليلة القدر، ومن باب التأدب مع العلماء فلست بصدد تحليل كلمة فضيلة الإمام ولكن سأقف معكم حول كيفية الطرح في كلمة لا تتجاز 20 دقيقة ، ليست أطروحه ولا قضية وإنما كلمة !

الكلمة التي ألقاها شيخ الأزهر كانت للرد على كل مشكك في القرآن والسنة النبوية ومقدرات الأمة الإسلامية، اختصر الإمام الرد في قوله” لا ينال من قدسية القرآن الكريم عبث الصغار وأمثالهم ” .. هنا ترفع شيخ الأزهر عن ذكر هؤلاء ولم يتطرق إلى غوغائية الكلام كالصغار في البحث العلمي والفكر دون الاستناد على ما يمكن الرد عليه .

كلمة شيخ الأزهر حملت في ثناياه رد الأستاذ والمفكر الحقيقي الدارس لعلوم الفلسفة الإسلامية على مثل هذه التُرهات ووجههم إلى  التأدب بأدب القرآن والتخلق بأخلاقه لإدراك الهُوة السحيقة بين حرية التعبير وحرية البذاء والتطاول  وبين ثقافة  الحضارة والغار، وبين حرية الإنسان المهذب المتحضر وفوضى الإنسان الوحشي المنفلت من كل القيود.

إقرأ أيضا
المدن الجديدة

وللدليل العقلي نصيب من كلمة الإمام الأكبر حيث تطرق إلى أدب الفاتحين المسلمين الذين فتحوا بقاع الأرض بقوة القرآن لا السيف، ردًا على كل من تطاول على صحابة نبيه الكريم الذين ساروا على نهج القرآن الكريم النور الإلهي الذي أضاء العالم كله في فترة زمنية  مدهشة قضي فيها على الفوضى والاضطراب، ورسخ نظام أخلاقي رفيع المستوى عبر فتوحات إسلامية غيرت مجرى التاريخ الإسلامي.

والسنة النبوية كما هو معلوم هي مكملة لفهم نصوص القرآن الكريم، وهو ما أكده الإمام ردًا على  المشككين في السنة النبوية فقال : إن السنة النبوية الشريفة ذرورة لفهم القرآن فهم صحيح وإن آيات القرآن إذا اتخذت بعيدًا عن الأحاديث النبويّة فإنها تفقد أثرها، وإن هذا القرآن قد اتبع بمجموعة من الأحاديث المسندة الضرورية لفهم القرآن الكريم ، والتهوين من السنة هو باب ليسهل بعد ذلك من التهويل والتقليل من شأن القرآن الكريم نفسه والعبث بتشريعاته وأحكامة .

وأخيرًا   أمثال هؤلاء الصغار  بحسب تعبير شيخ الأزهر سيظلون مادام  هناك كافر ومؤمن وما دام هناك جند للرحمن وعصابة للشيطان والذي لا يرتاب فيه المسلمون هو أن المصحف الشريف سيبقى في عليائه كتابًا هاديًا للإنسانية كلها وأنه لن ينطفئ له نور ولو كره الكافرون ولو كره المجرمون .

الكاتب

  • شيخ الأزهر مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان