الكروتة حرام شرعًا

المرة دي هتكلم عن 3 حلقات من مسلسل النمر على بؤ واحد، بس اسمحولي أتكلم الأول عن العمل ككل في ضوء أحداث التَلَت حلقات دول. فكرة المسلسل وكتابته هايلة ومتستفة حلو أوي، والتشويق والإثار مبنيين بروقان والعلاقات بين الشخصيات مبنية مظبوط والوضع الحالي متأسس له تاريخ بيظهر تدريجيًا بميزان حساس من التشويق والإثارة، بس يهدها الكروتة.. عندها قدرة على تخريب أي حاجة حلوة، تخلي الواحد يعدي جُمل مش راضي عنها أو يطير مشاهد هو مقتنع بأهميتها.. إلخ.

عندنا مثلًا جملة زي دي “عقود فسخ الشراكة يا عنتر لو عايز تبص عليها؟”.. دي جُملة خيالية ماينفعش تتقال، لأن الناس دي متقابلة مخصوص لتتميم إجراءات فض الشراكة ومافيش أي مفاجأة في الموضوع.

كمان مشاهد تطور نوح في شغلانة السيلز مش كافية، كانت محتاجة تكون ضمن تفاصيل تانية متنطورة في وسط الدراما. مش نشوفه مرة بيجيب زبونة من قدام الفترينة ومرة بيقنع عريس إنه يدفع ألف جنيه زيادة فيبقى خلاص بقى ملك السيلز.. ده إحنا أصلًا مش شايفين بياع غيره في المحل، ودي كلها تفاصيل بيفرضها الإنتاج مش الكاتب أو المخرج.

أما بقى لوب الحلقة التاسعة.. سرقة شمس، العملية اتنفذت حلو أوي على مستوى التخطيط وتنفيذ المشاهد  متهندس عال.. ييجي في المرتبة التانية مستوى الأكشن، واللي ينزله للمرتبة التانية اللقطة دي.

نفس أزمة الهروب من عصابة البدرشين أن وقت ضرب النمر لشخص بيفضل زميله المسلح يتفرج لغاية ما ييجي عليه الدور، تفصيلة إنه يشتبك مع أتنين في نفس الوقت مش هتضيف حاجة إنما تنفيذها بالشكل ده يخلي العركة كلها شكلها وحش. والحل برضه شوية وقت يتدرب فيهم الممثل زيادة على حركات مُعقدة أكتر أو زمن المعركة يزيد كام ثانية ونخليه يقابل كل واحد على حدا.

أما بقى أهم تطور درامي فبلا منازع هو دخلة الحاوي ع الثلاثي الرهيب والكلام من مركز قوة، وإنهم يسربوا عيالهم ويستمعوا ويسكتوا.. وتظهر لأول مرة سيرة “المرحوم”، وغالبًا هيكون الرابع المجهول في الصورة اللي نوح سرقها من خزنة شمس.

أما أعلى مساحة للتمثيل فكانت من نصيب الجميلة حنان سليمان، في مشهد كشف صفية لإبنها عن مشاعرها الحقيقية من جواز أبوه عليها.

وكالعادة الحلقة تقفل بحدث يخلينا مستنيين الحلقة الجديدة على نار.

الحلقة العاشرة لولبية جدًا.. بتفتح بتخليص النمر من ورطة كشف العيون وتقفل باقتحام العقاد مخبأه، بين الحدثين تطوير في الأحداث على مستوى المستقبل مع كشف شوية من تاريخ الشخصيات، من ناحية حسن بيوصل لسمسار أعضاء يوفر متبرعة.. بس بالمقابل علاقة عنتر وسالي ماشي ناحية نهايتها.

أما على مستوى التاريخ فبنعرف شوية معلومات مؤثرة جدًا، زي أن علي مش ابن رزق الحاوي بس متسجل باسمه لسبب لسه خفي.. ومن مشهد فتح الحاوي لجرابه عرفنا أنه اتجوز شمس سنة 1987، وعجبني جدا انضباط تاريخ قسيمة الجواز.. فعلًا فبراير 1987م كان موافق جماد الأخر 1407هـ، لكن قسيمة الطلاق ماعجبتنيش.. عشان مافيش مبرر أن مكتب توثيق الجمالية يفتح يوم عيد ثورة يوليو.

كل موضوع تقريبًا باتلكك عشان أحط صورة من محل شمس.. حلو أوي يا جماعة، هي صحيح بتتكلم بحس عالي مش مناسب لمحلات الدهب خالص، بس اللي اختار اللوكيشن ده فنان، واختيار استايل لبس شمس ماشي جدًا معاه.

المشهد ده بيطور الأحداث بطريقة جميلة، ففي الوقت اللي بتنهار فيه علاقة عنتر الحلق بمراته الجديدة سالي يكون علي ابن اخته بيتعلق بأخت سالي.. حاجة لطيفة فعلًا. تكمل تقاطعات علاقات الشخصيات.. فيكون خالد الشيمي بيحب فريدة الحاوي، فيبقى عايز يرتبط بالبنت اللي بوظت جوازة أخته.. وتبقى أخته اللي متفوقة عليه في الشغل هي برضه سبب إنه مش عارف يرتبط بفتاة أحلامه، وزي ما شوفنا أن عط حسن الحلق مع فريدة تحول لمعركة بينه وبين علي بوصفه أخوها.. فبقى ابن عنتر الحلق وابن شمس الحلق بيضربوا بعض.

أما أكبر توضيح لخفايا تاريخ الشخصيات فكان عن طريق النمر، وهو سرحان في الصورة اللي خدها من بيت شمس وبيرسم الثلاثي المعروف لينا منهم عشان يعمل صورهم شواخص نشان.

المشهد ده مع اعترافه الصريح لسكلانس في بداية الحلقة إنه مش فاقد الذاكرة.. بالعكس ده عايش عليها، يخلونا نقرا أن الشخص المجهول ده يبقى المرحوم اللي الحاوي قال عليه وإنه أبو النمر وهو بينتقم له من الرباعي المسؤول عن سرقته ويجوز موته كمان.

إقرأ أيضًا…الحلقة السابعة من مسلسل النمر .. حلاوة الحبكة في مواجهة سخافة الطلسأة

وقفلة الحلقة وكالعادة إثارة ليفيل حبس الأنفاس.

الحلقة حداشر بتبدء بتحول مهم جدًا في الأحداث، وبعد دراع عامر العقاد ما كان على النمر بقى معاه، بس مش ده بس المهم في المشهد.. إنما كمان توضيح مدى معرفة النمر بتاريخ الشخصيات اللي بيلعب معاهم، وده يخلينا نستبعد خالص مسألة صدفة تقاطع عالمه مع عالم الصاغة.

إقرأ أيضا

بعد دور يحيى الفخراني في “عتبات البهجة” .. تعرف على أكبر صنّاع المحتوى سنًا حول العالم

كده السيناريو الأقرب أنه مدور القصة كلها من الأول، هو اللي بعت الرسالة على تليفون ملك ليلة الفرح.. وكان متوقع خطوتها القادمة بزيارة الملجأ، فحدد يقابلها فين ويرمي نفسه قدامها ويقوم يدعي حوار فقدان الذاكرة.

وأهم ما في الحلقة دي إننا بنعرف اسم الشخص الرابع في الصورة، واللي يبدو أن النمر بينتقم له، ماهر رضوان، وبنوصل للمعلومة كاملة بتجميعها من حوارات مشاهد مختلفة.. وهنا جمال الكتابة وحلاوتها.

في مشهد كابوس عنتر الحلق.. بنعرف أنه بيحلم بشخص اسمه ماهر، فطبيعي نربطه بالمرحوم اللي الحاوي اتكلم عنه وعن فلوسه (في الاجتماع الرباعي أو قعدة العواجيز زي ما وصفها عنتر)، ثم في مشهد المناقرة بين خالد الشيمي وحسن الحلق نعرف أن الشيمي رضوان له أخ أكبر اسمه ماهر.. ميت، ولما نرجع لمشهد النمر وهو عامل صور الثلاثي هدف للنشان نلاقيه ضرب صورة الشيمي خنجرين مش واحد زي الأتنين التانيين.

فأكيد يعني اللي خلق علاقات متشابكة بالمستوى ده ورسم العالم ده كله ماكنش هيغلب يظبط الغلطات اللي بنشوفها… ومافيش مبرر غير إنه مجبر على الكروتة.

الحلقة نفسها بقى وصلت بينا بدءت تربط العوالم المختلفة ببعض في حزمة واحدة، درويش الهواري دخل ملعب الصاغة وبقت مهمته يطارد النمر لحساب الشيمي، والمضحك إنه مش بس قابل “كرم” اللي هربان منه.. لأ ده لقاه بنفس الجاكيت اللي كان لابسه يومها، والأنكت إنه يضمه لفريقه في مطاردة النمر.

كمان دخل على الخط الجماعة الإرهابية ووصلوا الصاغة وقابلوا الحمبولي، بس في وسط كل القلق ده مافيش خطر على النمر قد سكلانس اللي ماعدش بيقول له غير “يا نمر” والأخطر.. شمس.

وكالعادة القفلة تشويقية جدا.