الكريسماس .. كابوس الأدباء
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت ليلة رأس السنة دائمًا وما تزال شرارة إشعال لقريحة المبدعين، وتعتبر مركز كبير اجتمع فيه كتاب السيناريو والروائيون الشعراء، حيث كانت الليلة وروحها التي يجتمع عليها سكان الكرة الأرضية جمعاء، هي مضمون لآلاف الأفلام والقصائد والكتب .. وحملت آلاف غيرها من الإنتاجات الإبداعية عناوين “رأس السنة” وما وازاها من كلمات ومصطلحات .. لكن لم يسأل كثيرين عن حال المبدع نفسه في تلك اللية، إلا من بعض المحاولات، التي من ضمنها محاولة للصحفي محمد المعتصم، التي نُشرت نتائجها في جريدة الميدان في عام 2002 .
الروائي والأديب خيري شلبي قال : أسوأ ليلة رأس سنة هي ليلة هذا العام التي تبدو فيه قاتمة السواد، في ظل الهبوط الذي نراه والعودة إلى عقلية القرون الوسطى وانهيار القضية الفلسطينية وانفضاض العرب عن مستقبل أولادهم، والضربة الموجعة التي تلقاها المسلمون في شهر رمضان، وفي ظل هذا الكساد الاقتصادي المروع وسطوة العقلية المتخلفة للحاج متولي وأمثاله .. في ظل هذا لا أظن أن هناك ما يصف ليلة هذا العام بأي نوع من البهجة لأنها غطّت على كل الليالي السوداء التي مرت بنا.
الفاجومي قال : ماليش في الاحتفالات يعني ممكن أحتفل بدون مناسبة لمجرد وجود أصدقاء معي، لكن أسوأ ليلة رأس سنة مرت بي كانت الليلة التي أعقبت هزيمة يونيه، كانت ليلة فظيعة وحزينة ومحبطة وأذكر أني ليلتها نمت من المغرب.
أما الخبير الاجتماعي المعروف الدكتور أحمد المجدوب قال : أسوأ ليلة في حياتي كانت ليلة عام 1957 وكنّا قد فرغنا توًا من تحرير الأرض من العدوان الثلاثي 23 ديسمبر .. وأذكر أني توجّهت إلى بورسعيد عقب الإنذار متوقعًا أن يرفضه عبد الناصر وأن يتم الهجوم على مصر، وكان التهديد موجهًا إلى بورسعيد حيث شركة قناة السويس التي أممها عبد الناصر، وبالفعل احتلت بريطانيا بورسعيد وفرنسا بورفؤاد وإسرائيل سيناء .. وبدأنا المقاومة الشرسة حتى تم جلاء هذه القوات عنّا.
وبعد جلاء القوات بأيام قررت السفر إلى القاهرة وقد وافق وصولي يوم الاحتفال برأس السنة، وكنت أتوقع أن أجد القاهرة مثلنا تعاني من الاحتلال ومن وطأته على جزء من الوطن، فإذا بها مليئة بالاحتفالات وأناس لا يعلمون شيئًا، سألتهم عما إذا كانوا يعرفون ما حدث في بورسعيد من معاناة، فقالوا : إن الراديو كان يذيع أنباء انتصاراتنا المتتالية، وتنقلت في هذه الليلة من فندق إلى فندق ومن ملهى ليلي إلى ملهى آخر ومن نادٍ إلى ناد.
أما الأديب إبراهيم أصلان قال : بالرغم من إن رأس السنة تعتبره زوجتي يومًا خاصًا لأنه عيد زواجنا إلا أن هذه الليلة لها شجون كثيرة فهي ذكّرتني بأيام الصبا .. وهي الليلة الوحيدة التي كنت أحتفل بها مع الأصدقاء لأني لم أكن أحتفل بها مع الأصدقاء، لأنني لم أكن أحتفل بأي مناسبة أخرى ولا أعرف مناسبة غيرها، بل إني لم أكن أجد الجرأة على لبس الثياب الجديدة في الأعياد وكان المحيطون بي يستغربون ذلك. وفي فترة الشباب وجدت هذه الليلة مصدرًا للبهجة والفرحة، لذلك فأنا استأجرت بيتًا كاملًا في آخر يوم بشهر ديسمبر بمدينة العمال بامبابة لاستقبال أصدقاء الشباب وهم بعيدون عن العمال الثقافي لكني أشم في كلامهم ذكريلا الصبا والشباب فأجد الليلة مليئة بالشجون على ذكريات الماضي الجميلة.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال