رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
223   مشاهدة  

الكلمة التي تفتح الطريق

الطريق


الفتاة التي تبيع المناديل فى الإشارة وجه متكرر، باتت شخصًا يعرفه كل المارين من هذا الطريق، صرنا نعرف أنها وآخرين موزعون في شبكات تعمل لصالح  كبار يجنون المكاسب، كبرنا وعرفنا أن الولد الصغير الذي يجلس فى الشارع وهو يكتب الواجب وأمامه بعض علب مناديل هي حيلة تسول مبتكرة اخترعها أحدهم، شخص يكمن بعيدًا يُشبه وحيد سيف فى فيلم المتسول، حيث كان يخطط ويوزع المتسولين حسب رؤيته لمواصفات الشخص.

 

حيل التسول عديدة وأغلبها بات مكشوفًا، حتى كبار السن المتورطين فى ذلك بفعل الاحتياج صرنا أيضا نعرفهم، هناك شخص يسعي بدأب لقتل التعاطف بداخلنا تجاه الآخرين، الأطفال والعجائز والنساء ذلك أن كل منا يرغب أن لا يكون فريسة الخداع.

 

مع كل ابتكار فى حيل النصب والتسول والاستنزاف العاطفي نفقد جزء منا، ونخسر إيماننا بأهمية المساعدة والتكافل.

 

أتفق جدًا لن أخضع لهذا الاستنزاف، ولن أتورط فى دعم المتسولين، لكن هناك أمر آخر، فكرة تبدأ من كيف نرد على هؤلاء المتسولين، كيف نبتسم ونشكرهم فى رفق، حتي هؤلاء الملحين بازعاج، هل يمكن أن نبتسم لهم فى حالات الرفض؟.

 

ندعو الله كثيرًا بجبر الخاطر، الكلمة التي تُصبح سندًا ودعمًا، الابتسامة التي تفتح الطريق، وتمنح يد تدعم وتُعين، فى أمثالنا الشعبية يأتي مثل “لاقيني ولا تغديني” كقيمة كبرىوعلامة يرفعها مكسوري الخاطري، هذا المثل الذي أن حُسن اللقاء أهم من تقديم الطعام، ومع قيمة الطعام كطقس اهتمام فى كافة المناسبات وطقس احتفائي، كما أنه دليل كرم وعطاء، فحين يتم تقديم حُسن الاستقبال علي مشاركة الطعام فهو مثل كاشف لأهمية الكلمة والابتسامة.

 

إقرأ أيضًا….حكاية رجل محترم .. بيلم سبارس

 

حين بدأت الكلام عن المتسولين لأنهم فئة مستضعفة، ومهما كانت أمراضهم الاجتماعية ونقائصهم فالحياة لا تمنحنا الاختيار كثيرًا، نتكلم عن أهمية العمل وننسي انعدام الفرص، نتكلم عن صحة البعض، وننسي أن القدرات متفاوتة والصبر متفاوت، نحن سواسية عند الله فقط فى الجزاء ولنا سواسية فى أي شيء آخر.

 

الموت الذي يقابله أحدنا بصبر وقوة، ينهار أمامه آخر، والجوع الذي يُعلم البعض الصبر يقتل آخرين، والعمل المتوفر للبعض قد لا يسد رمق غيرهم.

الحياة ليست عادلة، وظلمها اختبارات كبرى، امتحانات لما نؤمن به ولقناعاتنا، ابتلاء كما يُسميها البعض، لكن كلمة قد تُغير المسار، تمتد حروفها جسرًا ليعبر عليه آخر من حالة لحال.

إقرأ أيضا
طائفة البهرة

هل جربت أن تدخل إلي مكان عمل فيُعاملك مسئول التوظيف بلُطف؟ هل جربت أن تفقد الوظيفة لكن يظل فى ذاكرتك تلك المعاملة؟

كل منا يقف على عتبات أمور لا يُدركها، تصير الكلمة بمثابة بوابة عبور، الابتسامة التي تتحول لكلمة مرور لعوالم الرضا وجبر الخاطر، وبينما نحن معتزون بمكانتنا، ننظر فى تطلع إلي الأعلى، نُعنف ونغضب من الأقل، هناك آخرون يردون لنا ما نفعل، نقابل من يُقلل منا، ولا يقدر ما نفعل، من يشق الروح بوجه قاس وملامح تخلو من البسمة.

لا أُحب برامج من نوعية الكاميرا الخفية، تلك البرامج التي تؤصل للتجاهل، والتعالي عن الفئات الأضعف،  تصنع من الاهانة والتعالي اعتياد، حين يثور أحدهم من أجل نصرة شخص ضعيف، وصون كرامته ثم يكتشف أن الأمر محض خُدعة، وحيلة تليفزيونية، يوم بعد آخر تقسو قلوبنا، وكلما قست القلوب زاد الضعف وتكاثرت النقائص.

 

الكلمة جسر الوصل، ومفتتح الطريق،  فهل وصلنا بين الطرق المقطوعة بكلمة حلوة؟.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان