الله يسامحك يا مفيدة يا شيحة
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
منذ عدة سنوات قدمت المذيعة مفيدة شيحة مع الشيف شربيني فكرة برنامج طبخ على قناة سي بي سي، الفكرة تعتمد على تقديم برنامج طبخ في أجواء هزار وحكي ومبارزة بين المذيعة مفيدة والشيف شربيني أثناء تنفيذه وصفة الطعام التي يقدمها كل يوم فيمن يطبخ أفضل، وكانت الفكرة جديدة، واعتمدت على خفة الدم ودرجة القبول، وكان يحدث أن يكون هناك قفشات، وكأنهما زوجان، وطوال الوقت الفكرة تدور على الصراع بين هو وهي، وأثناء هذا يستقبلان مكالمات الجمهور الذي يسأل ويستفسر وأحيانا يشكر في الفقرة والمذيعة والشيف، وكانت مفيدة ترد هي والشيف شربيني، وكان هو يرد على استفسارات الجمهور وتحيتهم.
ونجحت الفكرة أول عام مما أغرى القناة لإعادتها في الأعوام التي تليها بنفس أبطالها المذيعة مفيدة والشيف شربيني، وهذا النجاح أغرى العديد من القنوات أخذ هذه الفكرة ونحتها، وأصبحت برامج الطهي في العديد من القنوات تعتمد على مذيعة وشيف يتبادلان الحوار والكلام والقفشات حتى وصل الأمر للغناء، نعم أصبح من العادي أن تفتح القناة تجد الشيف يغني، والمذيعة تضحك أو تستغيث على حسب خفة دمها ودرجة الاستظراف واللطافة.
الأمر الصعب في هذه الفكرة أنها تعتمد وبشكل كبير على درجة القبول، ومدى استقبال وترحاب الجمهور لهذين الضيفين، وليس من السهل تقديم هذ الشكل من البرامج لأنك لابد وأن تقدمها من خلال مذيعة خفيفة الظل لبقة وشيف لديه قبول وعلى درجة كبيرة من المحبة أو جديد ولكن لديه القبول.
المزعج في الموضوع أنك أصبحت تفتح التليفزيون تقلب القنوات، تجد أن جميع القنوات في نفس الوقت تقدم نفس البرنامج بنفس الفكرة باختلاف اسم البرنامج والمذيعة والشيف، لايوجد أي ابتكار أو إبداع من أي نوع، الجميع يقدم نفس كل شيء، وأنت وحظك فجرعات الاستظراف واللطافة تزيد، ونجد من يجود ويبدع.
حتى مفيدة شيحة نفسها عندما انتقلت إلى قناة النهار وجاء رمضان فوجئنا أنها تقدم نفس البرنامج مع شيف آخر غير الشيف شربيني.
ربما لو حاول معدوا البرامج وفكروا قليلًا فهناك أفكار من الممكن ابتكارها أو فقرات من الممكن إضافتها، بدلا من هذا الهدر في الطاقة والمال، فليس كل الشيفات لديهم القدرة على ملء الهواء، وليس جميعهم صوته حلو ليغني، أو دمه خفيف ليستظرف، وليس جميعهم لديه القدرة على التمثيل فيندمج في موقف ويحكي ويعيش فيه، ولا كل المذيعات خفيفة الظل، ولديها قدرة على الارتجال على الهواء وترد بخفة ظل على شريكها في الفقرة، وأصبحت وأنت تشاهد تشعر ان هناك أثنان قررا أن يفتحا الكاميرا ويسجلا ما يقولان مهما كان، دون وجود أحد خلف الكاميرا يقود أو يوجه.
ونتيجة لهذا أصبحنا نحن الجمهور نقلب القناة ونفر من كل هذا الهدر والاستخفاف والكاميرا التي تدور دون رقيب أو حسيب خلفها.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال