القول الفصل في فضائل الليالي العشر “ما الفرق بالأفضلية بين ذي الحجة ورمضان”
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
اقتربت ساعة الصفر حيث الليالي العشر من شهر ذي الحجة وبها يوم فيه ساعة، ساعة غفران الذنوب التي ينتظرها المسلمون كل عام وهو يوم عرفة.
الأفضلية الدينية في الأيام
إن أيام الله ليست كلها عند الله سواسية، بل فضل بحكمته بعضها على بعض، واختار بعضها من بعض ، وقد اختار الله من الأيام أياما جعلها مواسم خيرات، وهي بين أيام السنة كالنفحات الطيبات ، سعيد من تعرض لها، ونهل من خيرها، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده].
فضائل الليالي العشر
أيام العشر الأول من ذي الحجة شهر الله الحرام اختارها الله على ما سواها، ورفع شأنها واصطفاها ، بالإضافة إلى ما خصها الله به من أعمال فريضة الحج التي لا تكون في غيرها، وقد أقسم الله تعالى بها في كتابه: والله لا يقسم في كتابه إلا بعظيم حيث قال تعالى: «وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ».
اقرأ أيضًا
“في 2020” هؤلاء حصلوا على لقب حاج مع إيقاف التنفيذ
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله. قال: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله. قال: ثم ماذا؟ قال حج مبرور] (متفق عليه).
كما أن وجود يوم عرفة فيها وهو اليوم الذي يباهي الله بأهل الموقف ملائكته ففي الحديث: [إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول هؤلاء عبادي جاءوني شعثاً غبراً من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي] بالإضافة إلى ما فيه من مغفرة الذنوب للعباد وبسط يد الرحمة والعفو والتوبة وما جعل الله للصائم فيه من مغفرة ذنوب سنتين جميعا .
كما أن الليالي العشر فيها يوم الحج الأكبر الذي هو خير أيام الدنيا على الإطلاق وهو أعظم الأيام حرمة عند الله تعالى فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم النحر: [أيها الناس أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ قالوا: يوم الحج الأكبر، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا…] الحديث.
أما عن فضل العمل في الأيام العشر فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء].
وروي الطبراني في معجمه الكبير بإسناد جيد: [ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير].
ومن الأعمال الصالحة التي يشرع للمسلم العناية بها في هذه العشر المباركة أن يتقرب إلى الله بنحر أضحيته في يوم النحر وهو اليوم العاشر من هذه الأيام تقربًا إلى الله، وطلبًا لثوابه؛ فإن حجاج بيت الله الحرام يتقربون إلى الله في يوم النحر بنحر الهدايا ، والمسلمون في البلدان يتقربون إلى الله سبحانه بنحر وذبح الأضاحي.
وقد جاء في صحيح مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثمَّ يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟».
بين الليالي العشر والعشرة الأواخر
وقد يتبادر إلى الذهن سؤال مهم وهو أيهما أفضل : عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان ؟.
والواضح ما ذكره الإمام ابن القيم زاد المعاد: حيث قال « أن ليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان وبهذا التفضيل يزول الاشتباه، ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار وجود ليلة القدر ، وعشر ذي الحجة إنما فضلت باعتبار أيامها الجليلة إذ فيها يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية».
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال