الليمون واللآلئ وغابات الأمازون.. أشياء طبيعية من صنع الإنسان
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
العديد من الأشياء حولنا نتعامل معها بتلقائية على أنها شيء طبيعي الصُنع، لم يتدخل به البشر، ولكن ستصدمك حقيقة أن تعلم أن هناك العشرات من الأشياء التي نفترض تلقائيًا أنها طبيعية ليست طبيعية على الإطلاق، بل هي نتيجة لتدخلات البشر فيها.
غابات الأمازون
عندما نتحدث عن غابات الأمازون، فإننا نشير إليها على أنها جنة استوائية طبيعية، لم يمسها بشر، بل نحن جميعًا المسؤولون عن تدميرها، قد يكون الجزء الأخير صحيحًا لأننا نفعل ذلك بالضبط، ولكن الجزئية الخاصة بأنها طبيعية، هي الخطأ، فغابات الأمازون هي نتاج للعديد من الحضارات التاريخية، التي غيرت منها على نطاق واسع للتكيف مع أساليب معيشتهم، حيث غيرت هذه الحضارات المناظر الطبيعية تمامًا بطريقة معيشتهم الخاصة، ويمكن رؤية ذلك بوضوح في النباتات الأصلية بمنطقة غابات الأمازون، حيث وجدت العديد من التعديلات على النباتات الأصلية، مثلًا، نخيل الخوخ، كانت الفاكهة الأصلية تزن حوالي 1 جرام فقط، والآن يمكن أن يصل وزن النوع الموجود اليوم إلى 200 جرام، وفي السابق كنا نعتقد أنه نوع طبيعي من الفاكهة، ولكن اكتشف العلماء أن القبائل المختلفة التي عاشت في الأمازون، لعدة قرون، قاموا بتهجين النباتات المحلية مع بعض أنواع النباتات الأخرى، وفي العموم أظهرت الدراسات الحديثة، أن للبشر تأثير كبير في الشكل الذي تتخذه غابات الأمازون حاليًا.
اللآلئ
كان هناك وقت كانت فيه اللآلئ من أندر وأغلى الأشياء التي يمكننا الحصول عليها، قلة من الناس فقط هم من يستطيعون امتلاكها، ويعود السعر المرتفع إلى مظهرها الجيد أولاً، ثم إلى طريقة إحضارها المحفوفة بالمخاطر، والمتمثلة في الاضطرار إلى الغوص في قاع المحيط لجلبها، وعلى الرغم من أن المجوهرات وقطع الزينة المصنوعة من اللؤلؤ لا تزال باهظة الثمن، إلا أنه يمكن الوصول إليها الآن بسهولة، إذن، ما الذي تغير؟ باختصار، توصل البشر إلى كيفية صنعها في المختبر من خلال تكرار العملية الطبيعية، عن طريق حقن الذهب والفضة في الرخويات، وتكرار الظروف الطبيعية في المختبر، وهي عملية تم تقديمها وإتقانها من قبل العلماء اليابانيين في أوائل القرن التاسع عشر، وبالتأكيد لا تزال توجد أقلية صغيرة تعمل على التقاط اللآلئ من المحيط كما في العصور القديمة، ومع ذلك، فإن الغالبية في السوق هي لآلئ مستزرعة.
الليمون
إذا كنت لا تطبخ كثيرًا، فربما لن تدرك مدى أهمية الليمون في حياتنا اليومية، من تتبيل اللحوم إلى إضافة القليل من النكهة إلى معظم مشروبات الصيف، يُعتبر الليمون فاكهة متعددة الاستخدامات تصادف أن تكون محملة بفيتامين سي، وإذا تتبعنا أصوله، سُندرك أن الطبيعة لم تعطنا الليمون في المقام الأول لأنه في الأصل ليس محصولًا طبيعيًا، ولكن القدماء ابتكروا الفاكهة الصفراء التي نراها اليوم، فمن المتفق عليه عمومًا أن الليمون ظهر لأول مرة في سفوح جبال الهيمالايا السفلية في بورما، منذ حوالي 2000 عام، عن طريق تهجين نبات الأترج مع نبات الليم، وتزرع أشجار الليمون عادة، عن طريق تطعيم شتلات الحمضيات الأخرى، مثل البرتقال، اليوسفي.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال