المجد لنا وحدنا نحن جماهير الكرة لأي ناد.. أهلي أو زمالك أو إسماعيلي أو غيرهم
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا يمكنك أن تفاوض مشجعا على انتماءه، الأهلاوي سيبقى منتميا للنادي الأهلي والزملكاوي سيبقى عاشقا للزمالك والإسماعيلاوي لن يقايض ناديه بكل ما يملك، أو كما قال الفيلم الأرجنتيني الفائز بجائزة الأوسكار عام ٢٠١٠ بعنوان “السر في عيونهم” : يمكن للجرل أن يغير اسمه أو زوجته أو حتى دينه لكن لا يمكنه أن يغير شغفه في النادي الذي يشجعه.
ندفع من أعمارنا لأجل نادينا، نبكي ونفرح نتألم ونحلم، نبذل الجهد والعرق والمال من أجل نصرته ومتابعته دون مبرر واحد غير الانتماء، نعود إلى فراشنا ليلا سعداء بما حققه، نخوض معاركنا سويا أهلاوي ضد زملكاوي وإسماعيلاوي ضد المصري البورسعيدي وغيرها من صراعات الكرة بيقين العاشق المؤمن بما يعشق، نحمل أنديتنا في قلوبنا في كل مكان في العمل في السفر عند ممارسة الكرة بل وحتى في لحظات الموت والمرض.
نفعل كل شيء من أجل نصرة نادينا، نصنع حتى من لاعبيه نجوما ونمنحهم التشجيع اللازم ليكونوا نجوما، نلقي الضوء عليهم قدر استطاعتنا كي يمنحونا التوهج والنصر.
لكن النجربة تثبت في النهاية أن الوفاء صفة خاصة بالجمهور وحده، وأن أولئك اللاعبون سيغادرون النادي لآخر بحثا عن المادة، يقول الطيبون أنه من الصعب مواجهة ٢٠ مليون جنيه زيادة في عقدك بينما أنت الموظف “الكحيان” ستغادر وظيفتك مقابل خمسمائه جنيه زيادة في وظيفة أخرى.
عزيزي الطيب متوسط راتب الموظف السنوي في مصر لن يزيد عن ٨٥ ألف جنيه في أحسن تقدير هذا لو كان راتبه الشهري عبارة عن ٨٠٠٠ جنيه، بالتالي زياده لـ ٩١ ألف جنيه بعد زيادة الخمسائة قد تكون مؤثرة، لكن لاعب الكرة في أندية القمة الذين تصل أدنى رواتبهم لحوالي ١٢٠ ألف جنيه في الشهر وما يقرب من مليون ونصف سنويا قد يتحصل دون اعلانات ولا اضافات على ما يزيد عن ٥٠ مليون جنيخ خلال رحلته في الملاعب التي قد تصل إلى ١٥ عاما وهو ما لن يتحصل عليه ١٠٠ موظف خلال رحلتهم في الوظيفة، لهذا يبدو اغراء المادة أو تأمين المستقبل كلمة مبتذلة مع لاعب يستطيع تأمين مستقبلك انت شخصيا بعد عامين من احتراف اللعبة.
المجد للجمهور وحده، المجد لأولئك الذين صنعوا مجد أنديتهم وبذلوا الجهد والعرق من أجلها دون مقابل بل حتى دفعوا من مالهم ومجهودهم وأعصابهم ودموعهم فقط من أجل حبهم لناديهم.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال