المخبولون في الأرض…ناقد على ما تفرج

اهلا بك في سلسلة المخبولون في الأرض، التي اعد فيها كل المخبولين الذين قابلتهم في حياتي. اسمعك جيدا تقول “وانا مالي يا لمبي” ولكن غرضي ان اوعيك وانصحك ان تنفد بجلدك عندما تشم رائحة هؤلاء في اي مكان، ويا سيدي للفضفضة أيضا، فاعتبرني صديقة تحاول التطهر من ذكريات سيئة.

طبعا هناك موضة واضحة ورائجة حول كون المرء يريد أن يصبح ناقدا فنيا، وفي الحقيقة البعض يبحث عن النقد الفني بشكل حقيقي، والبعض الآخر يهمه الشهرة.

فينتظر لايك الفنان الفلاني، وتعليق من الفنان العلاني، وان يفرقع حسابه الشخصي بالتعليقات والمشاركات ويصبح ماجبتهوش ولادة على مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضا…يوميات القلق

وحتى أكون صريحة، أنا أسعد جدا عندما أكتب مقالا نقديا أو بروفايل عن فنان بذل مجهودا كبيرا في حياته واهتم بتطوير نفسه كي يصبح من نجوم هذا العصر، ولكن هناك فرق بين هذا الأمر وبين أن يكون هدف الإنسان الوحيد نيل إعجاب الفنانين بكلمتين.

والنقد الفني يتطلب دراسة أو على الأقل معرفة، والنقد الفني الذي ظلموه الناس يحتمل الإشادة بعمل أو تحليل عمل آخر به الكثير من السلبيات، ولكن الموضة أصبحت أن يخرج علينا أحدهم لا نعرف من أين جاء يمدح في كل الأعمال الفنية لكسب رضا الوسط الفني ومن ثم تحقيق شهرة تجعله نجم برامج النقد الفني.

ومنذ فترة طويلة مر علي أحدهم هنسميه “زعبولة” وجاء هذا الزعبولة ليحاول التقرب لي ومقابلتي فاعتذرت بشياكة عن المقابلة حيث لم أشعر بارتياح تجاهه مطلقا.

تحججت بكثرة انشغالي في العمل أو شيء من هذا القبيل، ولكن كنت أتجاوب على قدر السؤال في رسائل الفيس بوك وفي حدود المعقول.

وقلت لك في أول المقال أنني أصبحت على قدر ما من شم رائحة المخبولين في الأرض، وكان هذا الزعبولة من هؤلاء.

عرفت منين إنه مخبول؟….في البداية لاحظت أنه لا يفقه شيئا في النقد الفني أو التحليل الفني مطلقا، هو فقط يضع صورة لفنان ويكتب على أم رأسها:

فلان الفلاني نجم كبير شاطر جدا عجبني جدا في الدور الفلاني برافو عليه…إلخ.

ولا ينسى أن يمنشن الفنان كي ينال اللايك والشير غرض البوست.

لم يكن هذا سبب حكمي عليه أنه مخبولًا، ولكن المفاجأة أنني اكتشفت أنه يحاول مصادقة كل من له علاقة بأي فنان أو له علاقة بالنقد الفني حتى يدفعه دفعة ما للظهور في البرامج التلفزيونية للتحليل والنقد الفني.

كتبت ناقدة فنية بدون ذكر اسمها موقف عجب العجاب لهذا الزعبولة. وهي خريجة المعهد العالي للنقد الفني ولها إسهامات حقيقية في هذا المقل وليست مدعية مثله.

إقرأ أيضا

الموت يشغل صناع الأفلام القصيرة

والكاتبة تبدو طيبة حسنة النية والأخ دخل لها من مدخل احنا اخوات وأصدقاء وطلب منها مساعدته في أشياء تخص ظهوره على الشاشات وزيادته شهرة فقالت له بأمانة أنها لا تعرف طريقا لمساعدته في هذه السكة، فما كان منه إلا أن فقعها البلوك المتين.

وذهبت الأخوة مع الريح، وكتبت الكاتبة المنشور من صدمتها وتعجبها أن كيف يمكن لإنسان طبيعي أن يتصرف هذا التصرف.

وكان الأخ قد فعل معي نفس الفعلة عندما اعتذرت عن مقابلته، ولم تكن بيننا صداقة وكلام كثير حتى أحزن على ما فعله من بلوك، ولكن فهمت حينها أنه يعيش على هذا الأمر، من لن ينفعه في الوصول للشهرة لا نفع له وبلوك!

لم يصبح الزعبولة ناقدا كبيرًا أو شهيرًا كما يتمنى، ولكن عرفت مصادفة أن بعض البرامج  الضعيفة تستضيفه.

وعجبي على كل مخبول ومخبول واحنا اسفين يا نقد.