المرأة المجهولة ومجنون لبنى .. أدوار أبكت فنانات زمان
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد
التراجيديا هي لون من ألوان الدراما كانت تعرف قديما بـ”المأساة”، ومنذ نشأة فن المسرح في مصر، برع الكثير من الممثلين والممثلات فيها، على رأسهم بالطبع يوسف وهبي وعزيز عيد وجورج أبيض من الرجال، وعزيزة أمير ودولة أبيض وفاطمة رشدي وأمينة رزق من النساء.
ولهذا اللون من الدراما مدرستان، الأولى هي التوحد مع الشخصية والشعور بكل ما تشعر به، والثانية هي الحفاظ على شعرة بين الواقع والحضور الذهني للمثل وبين الشخصية التي يجسدها.
ولأن التراجيديا كانت تحظى باهتمام كبير بين المشاهدين قديما، طرحت مجلة الإثنين والدنيا في عددها الصادر بتاريخ 25 يونيو من عام 1945 سؤالا على أربع ممثلات من جيل العمالقة في هذا اللون عن الدور الذي أبكاهن، وكانت إجابة امينة رزق عليه هي الوحيدة التي حملت اختلافا عن زميلاتها.
دولة أبيض والمرأة المجهولة
قالت دولت أبيض لـ”الإثنين والدنيا” إن الدور الذي جعلها تبكي وهي تجسده على المسرح، هو دور “جاكلين” في مسرحية المرأة المجهولة، حيث اضطرت الظروف تلك السيدة إلى ترك زوجها ابن العائلة المرموقة، والسير في طريق غير شريف، وبعد سنوات يكبر ابنها ويصبح محاميا، ويعيش في ظل والده الغني، ثم يحاول شخص سيء السمعة من معارف “جاكلين” حملها على ابتزاز زوجها السابق والحصول على الأموال منه حتى لا يخبر الجميع أن والدة ابنه الحقيقية هي “جاكلين”، ولحماية ابنها تقتله “جاكلين” وتنتدب لها المحكمة محاميا للدفاع عنها، تكتشف انه ابنها فتروي له قصتها دون ان تخبره أنه ابنها.
وقد جسدت الفنانة الراحلة شادية هذه الشخصية في فيلم سينمائي شهير حمل الاسم نفسه، وجسد دور ابنها فيه الفنان شكري سرحان، بينما كان زوجها هو عماد حمدي، وصديقها المجرم هو كمال الشناوي.
وعن ذلك الدور قالت دولت أبيض” “قد بكيت حقيقة في كل مرة مثلت فيها هذا الدور، وكلما حاولت الامتناع عن البكاء، فشلت محاولاتي وبكيت مرة اخرى”.
عزيزة أمير وليلة الفرح
أما الممثلة الشهيرة عزيزة أمير، والتي لقبت بـ”أم السينما المصرية”، فكان الدور الذي أبكاها هو دور “سلمى” في فيلم “ليلة الفرح”، وهي شخصية فتاة طلق أبوها والدتها ووقع في براثن فتاة لعوب أقنعته بالزواج منها قبل أن تبدأ في خيانته، وفي نهاية العمل يعود الزوج إلى بيته القديم وتجتمع الأسرة.
وعن لقاء الأسرة في نهاية الفيلم، قالت عزيزة أمير: “كان لقاء، كلما ذكرته فاضت دموعي، وتأثر من حولي من الممثلين ففاضت دموعهم أيضا.
فردوس حسن ومجنون لبنى
أما الدور الذي أبكى الممثلة فردوس حسن، فهو دور “لبنى” في مسرحية “قيس ولبنى”، والتي تروي قصة الحب بين قيس بن ذريح ولبنى بنت الحباب، وكيف اضطر إلى تطليقها بعد زواجه منها بسبب والدة ووالدته، ثم تزوج كل منهما بآخر، قبل أن يطلقها زوجها حتى تعود إلى قيس مرة أخرى، لكنها تموت قبل انقضاء عدتها.
وقالت فردوس حسن: “أبكاني دور لبنى … حينما أقف أمام والدي قيس أستجديهما الرحمة والعطف ليعدلا عن الإصرار على طلاق (لبنى)، وهذا المشهد لا يبكيني وحدي، بل يبكي معي المتفرجين أيضا”.
أمينة رزق وإجابة غير متوقعة
وكانت إجابة الفنانة أمينة رزق غير متوقعة بالمرة لقراء مجلة “الإثنين والدنيا”، حيث قالت الفنانة الشهيرة إنها لا تذكر أن أي دور أبكاها في الحقيقة، حيث اعتبرت أن البكاء في أثناء التمثيل يعني أن زمام الأمور قد أفلت منها.
وقالت أمينة رزق: “لعل هذا يرجع إلى كثرة الأدوار التي مثلتها، وهي كلها (بكاء وعويل ونحيب)، فلو بكيت في كل منها لأصبحت أسير على (عكاز)”.
الكاتب
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد