همتك نعدل الكفة
59   مشاهدة  

المسرح الكوميدي الغنائي لأول مرة وصراع القوة بين “الريحاني” و “الكسار”

علي الكسار
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بدأ المسرح الكوميدي مع الأستاذ ” نجيب الريحاني ” من خلال تقديمه شخصية ” كشكش بك ” الذي مثّل الرأس المالية الريفية وكانت في إطار كوميدي لاقت رواجًا وجذبًا للجمهور، لكن المسرح الكوميدي عند ” الريحاني” كان مرتبط بفلسفة الدرام المغرم بها منذ رحلته الأولى مع فن التمثيل عمومًا، وهو ما أثر على مسرحياته قبل انتقاله إلى السينما، هذه الربكة لفتت نظر الجمهور لشخصية جديدة وهي شخصية صانع الكوميديا الغنائية علي الكسار.

استطاع ” علي الكسار ” أن يؤسس مدرسة كوميدية راقية عن طريق شخصية ” عثمان عبد الباسط” وهي شخصية من عمق المجتمع المصري ابتكرها وقدم من خلالها سلسلة من الأعمال الكوميدية الطريفة خفيفة الظل.

ولخفة شخصية ” عثمان عبد الباسط” الذي قدمها ” علي الكسار” اعتبره بعض النقاد ومؤرخي المسرح مؤسس المسرح الكوميدي في مصر رغم أسبقية ” الريحاني” في هذا.

ولعل هذه الشهرة في فترة العشرينيات من القرن الماضي كانت شاهدة على نجم ” علي الكسار” وما جاء هذا من فراغ، فحينما جسد شخصية الطاهي و البواب والسفرجي في أعماله فكأنه يحاكي هذه الفئة فعلًا أو من تعامل معهم، وليس هذا من قبيل الصدفة فقد عمل ” الكسار” في وظيفة الطاهي والسفرجي واختلط بالنوبيين وأتقن لهجتهم واستغلها ليضيفها لشخصية ” عثمان عبد الباسط” صاحب الإفيه المضحك ذا اللكنة المبهجة يا ولد ..يا عفريت !).

بدأ ” الكسار” رحلته مع فن المسرح عن طريق فرقة ” كوميديا السيرك” التي راحت تجوب مصر وتقدم أعمالها الفنية في فكاهة وتندر، وهي مرحلة مهمة في تاريخ ” الكسار” إذ أنه اختلط بالبسطاء وعرف ما يحبونه، وما يجب عليه تقديمه، وقد وعى ذلك بذكاء شديد وطبقه في مسرحياته.

تمتع ” الكسار” بذكاء حاد، فبرغم موهبة ” الريحاني” الفذة إلا أن “علي الكسار” وفرقته الناشئة استطاعت أن تنافس فرقة الريحاني بل يناطحه في الشخصية التي ابتكرها فبينما يقدم ” الريحاني” كشكش بك الفلاح الرأس مالي قدم ” الكسار” “عثمان عبد الباسط “، شخصية الخادم البربري واجتمع الجمهور حوله لذكائه وفلسفته في فن التمثيل والكوميديا الخالصة التي يقدمها دون معاناة في فهم الإفيه، وزاد اللهجة التي يتحدث بها وطريقة نطقه للكلمات

واحتد الصراع الفني وأصبح واضحًا فعندما قدم ” الريحاني” مسرحية ” حمار حلاوة” رد عليه الكسار بمسرحية ” عقبال عندكم” فقدم الريحاني مسرحية ” قولوا له ” رد الكسار بمسرحية ” قلنا له ” فعاود الريحاني بمسرحية ” فُرجت” فداعبه الكسار بمسرحية ” راحت عليك فرد الريحاني بمسرحية ” الدنيا جرى فيها إيه” ليرد الكسار بمسرحية ” الدنيا لسه بخير.

كما أن الهيئة التي ابتكرها ” علي ” لشخصيته ” عثمان” كانت سببًا قويًا في نجاحها فكانت الملابس على سبيل المثال كوميديا بامتياز فاللحية الملفتة الظريفة والطربوش وطاقيته المميزتان في شكلهما وأحيانًا العمامة مع الطاقية إلى جانب اللون الأسود الذي كان يصبغ به وجهه أثناء تأدية الدور على المسرح، ليكمل الشخصية التي رسمها ويسمى هذا تكامل الأزياء مع الحوار والشخصية حتى تتكامل الصورة .
في العام 1924 انضم الشيخ ” زكريا أحمد” لفرقة الكسار وقدم فيها ألحانًا نالت إعجاب الجمهور، وفي تلك الفترة سطع نجم ” الكسار” أكثر حيث كسر البعد الثالث بينه و الجمهور وهو ما جذب الجمهور إلى مسرحياته في مصر والوطن العربي.

واستمرارًا لحالة النجاح التي لاقتها فرقته سافر إلى الشام وأصبحت جماهيريته كاسحة وهو ما برهنت عليه سفريته في العام 1934م حينما ذهب ليقدم بعض من مسرحياته هناك فاندهش من هذه الحفاوة وهذا الاستقبال، وفسر سر هذه الجماهيرية الكاتب ” بديع خيري” فقال أنه ” الفنان المتجاوب مع سواد الشعب ” لكونه قدم واحدة من الطبقات الشعبية البسيطة على خشبة المسرح متمثلة في شخصية ” عثمان عبد الباسط ” .

إقرأ أيضا
التربية الجنسية

أما عن مسرح” الكسار” الغنائي فقد انضم إليه شخصيات من كبار الفنانين ومنهم ؛ عقلية راتب ، ورتيبة رشدي، و عبد العزيز أحمد وكارم محمود ، و انضم إليه كبار الملحنين ومنهم ؛ “كامل الخلعي و زكريا أحمد و سيد درويش الذي لحن 11 مسرحية” ، وقدم في مسرحه الغنائي ألحان جديدة سميت باسم ألحان الطوائف وهي ألحان عبرت عن مختلف طبقات وطوائف الشعب وركزّ على البسطاء والحرفيين
وكانت أولى مسرحيات ” الكسار ” في العام 1916، إذ قدم ” زقزوق وظريفة، واستمر إنتاجه المسرحي ومن أبرز هذه المسرحيات
ـ حسن أبو علي سرق المعزة .
ـ البربري في باريس.
ـ الضرورة لها أحكام .
ـ البربري الفيلسوف .
ـ البربري في مونت كارلو.
ـ البربري في الجيش.
ـ الأمير عبد الباسط .
ـ أم أربعة وأربعين .

اقرأ أيضًا : كيف يعالج المسرح المصري الهيمنة الذكورية في المجتمع ( دراسة ) 

الكاتب

  • علي الكسار مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان