المطاريد ..فيلم لايت كنت أتمنى أن يكون كوميديًا

أحب التجارب السينمائية التي تجمع فريق كبير من الوجوه الشابة، وفيلم المطاريد حقق هذه المعادلة . أحمد حاتم، محمود الليثي، تارا عماد، مصطفى غريب، طه الدسوقي ومعهم كضيوف شرف الفنان الكبير محمود البزاوي والفنان الكبير إياد نصار والفنان الكوميدي المتيز محمد محمود وشباب ومجموعة من الوجوه الشابة.

الفيلم لعب على فكرة ذكية وهي ضم مجموعة كبيرة من الشباب لفريق كرة قدم جميعهم يعانون من مشكلات إجتماعية أو اضطرابات نفسية معقدة، وأكد الفيلم رسالته  عن تقبل الآخر بأغنية بنهاية الفيلم وهي “علو السما” لمحمد فؤاد.

ولكنت كنت أتمنى لو تم استغلال هذه الفكرة بشكل أذكى لتحقق كوميديا حقيقية بالفيلم، فالفيلم يصنف لايت كويميد ولكنه كان لايت و(بس) ولم يكن كوميديا رغم هناك مساحة كبيرة للكوميديا بالفيلم ووجوه تستطيع تقديم الكوميدي  الذي لعبه فقط وحده الفنان محمد محمود حسب قدرته ومساحة الدور.

كما كان هناك تفاوت بين قدرات الممثلين بالفيلم نفسه، فالبعض قدراته شديدة التواضع بجانب شباب قدرتهم أعلى من حيث الأداء التمثيلي.

فكان هناك شخصيات لديها تفاصيل معينة كان من الممكن استغلالها لولا سوء أداء ممثليها، فعلى سبيل المثال دور مصطفى غريب كان يحتاج مجهودا أكبر.

وإصرار المخرج ياسر سامي على وجود مؤثرات صوتية بخليفة المواقف التي كان من المفترض أن تكون كوميدية، لم يساعد ولم يجعلها كوميدية بل ساهم في تشتيت المشاهد.

 هناك أفكار أعجبتني بالفيلم وتم استغلالها بشكل جيد، مثل استغلال الفنان محمود البزاوي وإعادة   تقديم  شخصية طه القناوي التي أداها في فيلم همام بامستردام، واستخدام إفيه (تاويته) الشهير الذي التصق بظاهرة جمهوره.

كذلك تقديم إياد نصار بشكل جديد، وكأنه شحصية خرجت للتو من فيلم كرتوني، وهي شخصية جديدة للغاية على الفنان إياد نصار نفسه.

اقرأ أيضا…للاصرار عنوان اسمه محمود البزاوي

أيضا وجود إبراهيم حمدتو لاعب البينج بونج الأسطورة بمشهد بالفيلم كان لافتا للانتباه، وتسليط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة.

فكرة إهداء الفيلم للفنان الراحل يونس شلبي كانت غاية في اللطف، ولكن محاولة تقليد صوته في الرسائل التي كتبها لابنه صلاح وجدتها فكرة ساذجة، وتمنيت لو اكتفى المخرج فقط بصورته وعالج موضوع الصوت بشكل مختلف.

إقرأ أيضا

أول مسابقة لصحة الأطفال في مصر “كانت دعايةً لافتتاح مستشفى الأنفوشي”

من ناحية تصاعد الأحداث والصارع كان الإيقاع منضبطا فبنهاية الجزء الأول من الفيلم ظهرت العقدة بالتحدي الذي يقابل صلاح حتى يصعد بفريقه للدوري، فيما اشتدت العقدة بالجزء الأخير من الفيلم حتى حلها.

أعجبني التصوير البطيء في نهاية الفيلم والكلوز على بعض الشخصيات أثناء احتدام أحداث المباراة الأخيرة، مما ساعد في زيادة عنصر التشويق لدى المتفرج.

إجمالا الفيلم ظريف يمكنك مشاهدته لو أردت أن تفصل عن العالم بمشاهدة فيلم لايت، ولكن لم يلمع فيه أحد ولم يحقق الكوميديا المرجوة منه.