المناسك يؤديها متمرسين.. عن ” سبوبة ” حج الإنابة ومدى مشروعيتها في الإسلام
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مع اقتراب موسم الحج تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي إعلانات تحت عنوان يوجد لدينا ” حج بالإنابة “، ووتزين تلك الإعلانات بجمل مثل” نحج بدلًا عنك أو عن أقاربك المتوفين”، هذه الظاهرة تزداد مؤخرًا دون ضابط شرعي وبمبالغ كبيرة وهو هدف بعيد كل البعد عن مشروعية وأهداف وثواب الحج .
نوثق لك بالصوت والصورة من جبل عرفات ، المناسك يؤديها متمرسين لأداء الحج مقمين في مكة المكرمة ، مع إرسال وصل مصدق من قبلنا.. مثل تلك الكلمات ما هي إلى تجارة بفريضة إسلامية عظيمة، فحينما شرع الشارع الحج بالإنابة كان فقط للمريض الذي لا يرجى شفاءه، العاجز ببدنه أو عن الميت لكن ما يحدث الآن من قبيل الكسب الموسمي بعيدًا عن طلب الأجر والمثوبة .
مشروعية الحج بالإنابة عن المبت
وردت أحاديث تتعلق بأداء الحج عن الغير منها: ما يتعلق بالحي العاجز في بدنه،ومنها ما يتعلق بالميت، ومنها ما هو مطلق، فأمّا عن مشروعية الإنابة عن الميت وفيه حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ، جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: “إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ فَلَمْ تَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ، أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قَالَ: “نَعَمْ حُجِّي عَنْهَا، أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَةً؟ اقْضُوا اللَّهَ فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالوَفَاءِ”
مشروعية الحج بالإنابة عن الحي العاجز
أما عن مشروعية الحج عن الحي العاجز فقال البخاري في بَابُ الحَجِّ عَمَّنْ لاَ يَسْتَطِيعُ الثُّبُوتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ ” عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: “نَعَم”
مشروعية الحج بالإنابة غير المقيدة
مشروعية الحج بالإنابة ما هو مطلق غير مقيد بحي عاجز، أو ميت، وفيه حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ، عَنْ شُبْرُمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ شُبْرُمَةُ” قَالَ: قَرِيبٌ لِي، قَالَ: “هَلْ حَجَجْتَ قَطُّ؟” قَالَ: لَا، قَالَ: “فَاجْعَلْ هَذِهِ عَنْ نَفْسِكَ، ثُمَّ احْجُجْ عَنْ شُبْرُمَةَ، ففي هذا الحديث لم يبين الرجل حال شبرمة، هل هو حي عاجز عن السعي ببدنه؟ أو هو ميت؟، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يستفسر منه أيضا عن ذلك، وإنما سأله: هل حج عن نفسه قبل أن يحج عن غيره؟، و” ترك الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال”.
وفي ضوء هذه الأحاديث الوارده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أهل العلم جملة من المسائل المتعلقة بحج البدل نوجزها فيما يلي :
لا يصح حج البدل عن القادر الذي يستطيع الحج ببدنه إن كان الحج واجبا، وإنما يصح حج البدل في ذلك، عن المريض الذي لا شفاء له، أو عن العاجز ببدنه عجزًا مزمنا، أو عن الميت، وأما الفقير، والمحبوس، ونحو ذلك من الأعذار التي يمكن زوالها فلا يصح منهم الإنابة في الحج.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال