153 مشاهدة
الموانئ المصرية على خارطة المنافسة العالمية وتحالفات إقليمية لضرب قناة السويس
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نشرت صحيفة ” يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية في يوليو/ تموز 2023 خطة سرية لربط إسرائيل بالإمارات عبر طريق بري يمر بالأردن والسعودية ويصل إلى الموانئ الإسرائيلية على البحر المتوسط.
كما أفادت الصحيفة أن هذه الخطة تهدف إلى العمل على هذا الطريق من أجل تصدير البضائع من دول الشرق الأقصى إلى أوروبا عبر إسرائيل، بدعم من دول الخليج متمثلة في السعودية والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية.
ولتوضيح مسار الطريق، نشرت الصحيفة مسار الطريق البري الذي يربط بين تل أبيب ودبي، ومنها إلى الموانئ الإسرائيلية تحديدًا ميناء ” حيفا” في ظل تعزيز التطبيع بين دول الخليج و إسرائيل .
هذا القرار منذ صدوره، وهو يشكل لغزًا كبيرًا، فإسرائيل ومصر خط بحري واحد، فلماذا تلجأ الإمارات والسعودية لإنشاء هذا الطريق في ظل وجود قناة السويس؟، وفي هذا السياق قد فطنت الدولة المصرية لتلك المساعي، وعملت على تطوير ميناء العين السخنة وميناء شرق بور سعيد.
طورت الدولة ميناء العين السخنة أحد أهم الموانئ المصرية المطلة على البحر الأحمر بتكلفة 50 مليار جنيه، ليكون أكبر ميناء محوري على البحر الأحمر، لخدمة التجارة العالمية بين جنوب شرق آسيا وجنوب غرب أوروبا وشمال أفريقيا، ويظل هذا الميناء عقبة كبيرة أمام الطريق المزعم بين إسرائيل والإمارات.
كما أن تطوير ميناء شرق بور سعيد أيضًا علامة فارقة في تطوير الموانئ المصرية، التي من شأنه شل خطة إسرائيل والإمارات في تحويل مسار التجارة العالمية من قناة السويس إلى ميناء حيفا.
ولعل تصنيف ” البنك الدولي” يؤكد فطنة مصر لما يحدث في المنطقة من تغيرات سياسية ولوجستيه، حيث جاء ميناء شرق بور سعيد طبقا لتقرير البنك الدولي من أفضل 10 موانئ على مستوى العالم.
جاء تصنيف ميناء شرق بورسعيد عام 2022 ضمن أفضل 10 موانئ على مستوى العالم كونه استقبل 1516 سفينة متنوعة بطاقة محققة بلغت 40,191,524 طن وعدد حاويات 3,538,610 مليون حاوية مكافئة، بزيادة 99% عن عام 2021.
وحقق الميناء نموًا ملحوظًا في الأسواق المتعاملة مع الميناء خلال عام 2022في (غانا – كوت ديفوار – الكاميرون – الولايات المتحدة الأمريكية – الجابون)، وارتفع متوسط زمن الإفراج الجمركي بنسبة 9.27 ٪ عن عام 2021، ارتفعت أعداد الحاويات بنظام الترانشيبمنت في عام 2022 بنسبة 7 ٪ عن عام 2021، كما ارتفعت حركة الشاحنات في عام 2022 بنسبة 9.3 ٪ عن عام 2021.
مصر تحمي موانيها بخطط استباقية
تدرك مصر والعالم جيدًا أهمية قناة السويس كمحور اقتصادي عالمي، ومن أجل تلك الأهمية جاء تطوير الموانئ المصرية، ودعم حركة الملامحة وتطوير البنية التحتية الخاصة بها لتصل بها إلى القارة الأفريقية والمنطقة الإقليمية كُلََّها، وتحويل مصر إلى مركز للتجارة العالمية واللوجستيات، بما يحققه ذلك من عوائد كبيرة للاقتصاد الوطني، لذلك فإن تطوير ميناء الإسكندرية، وميناء دمياط، وميناء غرب بورسعيد وميناء العريش وغيرهم ما هي إلا خطوات جادة لتحويل مصر إلى مركز محوري في المنطقة.
وفي المقابل تخطط دول المنطقة لا سيما الإمارات والسعودية والهند لإنشاء طريق يربط بين الهند وأوروبا عبر دول الخليج وعُرف الطريق باسم” الممر الأخضر”، هذا الخط سيمتد من الموانئ الهندية الغربية كميناء مومباي، ويتم ربطه بخط تجاري بحري بالإمارات وموانئها وبعدها خط سكة حديد يقطع السعودية مرورًا بالأردن وبعدها يصل للموانئ الإسرائيلية على البحر المتوسط، ومن ثم الوصول إلى موانئ جنوب وغرب أوروبا.
وبهذه المشاريع التجارية فإننا أمام تغيرات جذرية في الشرق الأوسط، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتجاري، والملاحي، لذلك فإن الدول تبني تحالفات لحجز مكان في الاقتصاد المتغير، ولهذا فإن الدولة المصرية قد فطنت واستبقت تلك التحالفات بخطط واضحة ودراسات عملت على تنفيذها لتطوير الموانئ المصرية منذ 2017 ، لتطوير الاقتصاد ودفع النمو لا سيما في حركة الملاحة والتجارة العالمية.
اقرأ أيضا: كيف أدار “السادات” ملف التحالفات الدولية
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الوسوم
ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide