همتك نعدل الكفة
351   مشاهدة  

الموت والمصير الإنساني في أدب غسان كنفاني

غسان كنفاني
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



رصد أدب غسان كنفاني حالة المأساة الفلسطينة، بالولوج إلى جوهر العمل فهو الباحث دومًا عن المصير الإنساني في شخصياته  سواء في المسرح أو القصة أو الرواية، ورغم رحيله المبكر إلا أن أثره وإرثه الإبداعي كبير، حتى أن نُقاد الأدب وصفوه بالوجدان التراجيدي أو شكسبير القضية الفلسطينية.

المصير الإنساني وحالة الوصف التراجيدي

تناول أدب غسان كنفاني معنى المصير الإنساني بكل ما اخترته ذاته المُدافعة عن الجماعة وعن شروط البقاء الإنساني، تناول صورة مخيمات اللجوء ولشعبه  تحت وطئة الاحتلال، مقدم مثالًا نبيلًا عن التضحية، كما ساهم عبر أعماله الأدبية لاسيما الروائية في  وضع الأساس القوى لأدب المقاومة ، ففي رواية ” عائد إلى حيفاء” و رواية ”  أم سعد ” جاءتا كتعبير عن تصوير المأساة الفلسطينية والتفكير بالمصير المأساوي لأبطالها، ومأساة الهزيمة التي بدأت تتبلور في بعد هزيمة 1967، أمّا في روايته ” ما تبقى لكم” فقد رصدت حالة الصراع المحتدم والمواجهة الشرسة بين الخير والشر المقدس والمدنس.

أثر الموت وشتات الإنسان 

ويوفق “غسان كنفاني”  بجدارة بين أثر الموت والمكان عبر رمز الصحراء  في رواية”ما تبقى لكم”، إلى جانب شتات الإنسان وصرعاته الداخلية كما شتات الفلسطيني عقب الاحتلال، كما رصد فيها دقة السقوط ومعناه في أشكال متعددة، ليصل في النهاية إلى أن  الإنسان بعد السقوط يصل إلى نهايته، ويبقى السؤال الوجودي ما مستقبل القضية الفلسطينية، ومن سيعبر عن القضية الفلسطينية من يدافع عن البلاد المسلوبة في ظل الأشقاء الذي أفلتوا اليد وقت الحاجة إلى بعضهم وتركوا حقوقهم تسلب في يدي جلاديها.

فعل الموت

ويتحدث “كنفاني” في رواياته عن الموت ليصل إلى معنى المصير راصدًا فعل الموت كما جاء في روايته” رجال تحت الشمس “فهي بمنزلة الصراخ الشرعي المفقود وسط غياهب التشرد يقودها الهزيمة التي لحقت بجميع العُرب، إذًا فهذه الرواية و رواية” ما تبقى لكم”، هما ذات دلالة تنم عن وعي و نضوج أدوات الكاتب حتى يكتب هذه النصوص وكأنه في قلب التاريخ ليأصل الموروث النموذجي للمضمون في القص .

واستكمالًا عن بحثه الإنساني فقد رصد ” كنفاني” حالة الحصار التي ما إن انفرج لاقاه عند زمن آخر يرصد حالة الفوضى والتمرد وكأن الزمن دلالة قوية على انغماسه ويحثه المستديم عن مصير الإنسان النهائي، وهكذا ارتبط معنى الموت التراجيدي مع الزمن.

إقرأ أيضا
الأمازيغ

إن تراث غسان کتفاني يندرج ضمن روائع الأدب الخالد الذي ترجمه استشهاده إلى فعل بطولي درامي بلغ حد التفجع فهو الشاهد والشهيد والكاتب والمكتوب، فأثناء بحثه عن المصير، كانت الفاجعة الكبرى بالرحيل المبكر عام ١٩٧٢م ويكون الأدب الفلسطيني قد خسر مبدعًا كبيرًا،  يتصف بالفرادة وبأنه سفير التراجيديا الفلسطينية على كوكب الأرض المتوزع عليها الشتات الفلسطيني كما توزع جسده أشلاء ممزقة في شوارع بيروت، إنه خارطة الجسد الموزع، وبقاء البطل الأسطوري .

الكاتب

  • غسان كنفاني مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان