الموسم الدرامي 2024 .. فرصة لتدريب الجمهور!
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
هناك مؤشر كبير لابد أن نستقي منه بالضبط ما يحدث في المزاج الفني المصري .. أو إذا استطعنا نقُل أنه محاولة لقراءة الخلطة الدرامية المصرية التي يمكن أن تدخل كل بيت –بإذن من أصحابه- لا بطرق الباب بإلحاح عن طريق اللجان الإلكترونية ومحاولات التسويق فقيرة الخيال لبعض الأعمال الدرامية .. وهذا المؤشر تحديدًا هو استمرار الجمهور بالارتباط ببعض الأعمال الدرامية من الموسم السابق .. كأن تستمر “الميمز” و”الكوميكس” على مسلسل “جعفر العمدة” للنجم محمد رمضان والمخرج محمد سامي .. وهو المسلسل الأنجح في رمضان 2023 على مستوى الشارع والسوشيال ميديا وبعض الجوائز .. واستمر تأثير مسلسل “جعفر العمدة” حتى إن كلمات اسم المسلسل قد صعدت إلى مصاف التريندات في الأيام العشرة الأولى في رمضان.
ويتصور البعض أن ما حدث من استمرارية الحديث عن جعفر العمدة نوعًا من أنواع كوميديا السوشيال ميديا .. لكن الحقيقة أن مزاج الجمهور يمكنه صناعته بالضبط كالحفر على الخشب .. أي أن كل عمل جماهيري جيد يفتح الباب لأعمال جماهيري ة جيدة أخرى .. كما يرتفع سقف الطموح الدرامي الجماهيري كلما شاهدوا عمل درامي يحترم العقل والدماغ، وإن شئت يمكنك أن تتخيل أنه كتأثير الفراشة .. أي أن عدوى الذوق الجيد بالضبط تنتشر كعدوى الذوق الردئ، بل ويحبى المزاج خطوة بعد خطوة فيكبر ويمشي على رجلين ثابتتين فتخرج له أجنحة ويطير.
والذوق الجماهيري كمستصغر الشرر الذي يتسبب في معظم النار .. بمعنى أنه “التريند” ربما يدمر صاحبه، وهو أن ينبثق من التريند، تريند آخر مضاد .. ونتائج التريند المضاد هو أن يجرف السيل كل ما هو تريند سابق .. بمعنى أكثر وضوحًا هو سخرية الجماهير حاليًا من كل الأعمال الدرامية التي تصف الحي الشعبي والبطل الشعبي عالي الصوت دائمًا، حتى وإن كان العمل جيد على مستويات : التأليف، والإخراج، والتمثيل، والتسويق .. وما حدث بالضبط أن الشئ زاد عن حدّه فانقلب إلى ضده .. فصعدت أعمال درامية تُناقش في مساحات بسيطة كـ “أعلى نسبة مشاهدة”، وأعمال سينمائية كـ “الحريفة” .. فيما يقول لنا بلا شك أن الشارع الفني تحرّك قبل الحركة الإنتاجية .. وأن الانفتاح الدرامي جعل من الثوابت الدرامية طوال السنوات الأخيرة وهمًا يتحطم يومًا تلك الآخر.
ويعتبر الموسم الدرامي 2024 فرصة كبيرة لتدريب الجمهور على ما سيليه من مواسم، أي أننا نستغل نجاح أعمال كـ “أعلى نسبة مشاهدة”، و”الحشاشين”، و “أعمال شقة” .. في إنتاج أعمال من نفس الأرضية، أي أننا بصدد ضرورة إنتاج عمل تاريخي ضخم وواسع الإمكانات كـ “الحشاشين” في موسم 2025 طالما أننا نجحنا في إعادة الجمهور للالتفاف حول الأعمال التاريخية من جديد، وكذا تجديد الموضوعات الاجتماعية كـ “أعلى نسبة مشاهدة” وجعلها مواكبة للعصر لا باردة روتينية، وكذا نوع الكوميديا الرشيقة كـ “أشغال شاقة” .. باختصار يمكننا أن نعتبر موسم 2024 بداية انطلاقة لتطور كبير يحدث في الشارع الفني.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال