الموسيقار محمد عبد الوهاب ورأيه في صوت فيروز وأغنياتها
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يقول الموسيقار محمد عبد الوهاب عن فيروز في أوراقه السرية التي تركها لزوجنه نهلة القدسي لتنشرها بعد وفاته
فيروز .. سلطة الأغنية القصيرة
عندما أسمع فيروز أشعر في لحظات بالنغمة التي تغني بها .. تشدني إلى جو النغمة بسرعة، لا أحتاج لوقت طويل لأتبين من أي نغمة هي تغني .. وهي لا تحتاج لوقت من أجل أن تنطلق وبالتالي “تسلطن” المستمع.
وهذا هو السر في أنها أقدر المطربات في تأدية الأغاني القصيرة، لأنها تطربك في أقصر وقت تخرج من الأغنية وكأنك استمتعت إليها في ساعات، تشبع روحك في مدة قصيرة، مثل تلك التي تشبعها في مدة طويلة.
والسبب هو أن فيروز أول ما غنت غنت على ألات ثابتة سليمة مثل البيانو، والبيانو عند الرحبانية لا يشارك في ألحانهم على أنه ألة “للسولوهات” أبداً.. إنهم يدخلون البيانو ليثري اللحن دون أن تلمحه أو تتعرف عليه، يكتبون نوتة اللحن الأصلي ويعطونها للبيانست ليملأ الانتقالات على مقامات اللحن الأصلي صعوداً وهبوطاً ليشعر المستمع بالثراء دون أن يعرف المصدر.
والألات الثابتة مثل البيانو والأكورديون والألات الخشبية تصلح عندما يغني معها المطربون والمطربات منذ الصغر فتتعود أصواتهم إخراج المقامات سليمة وصحيحة لأن علاقة تلك الألات بالمقامات ثابتة لا تتغير بمزاج عازف عن عازف أو تتغير لدى العازف الواحد في الأوقات المتفرقة، إنها ألات ثابتة أصواتها لا تتغير، لا يرتفع فيها مقام عن مقام.
لهذا فإن صوت فيروز سليم ودقيق للغاية، يوفر على المستمع وقت طويل ليصل إلى السلطنة لأنه يهبه إياه في ثواني.
رحمة الله على الموسيقار محمد عبد الوهاب
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال