همتك نعدل الكفة
325   مشاهدة  

المومس ذات القلب الذهبي “جوليا بوليت”.. تبرعت بأموال عملها في الدعارة لدعم المحتاجين

جوليا بوليت


العمل في الدعارة والجنس مهنة قديمة للغاية، ولطالما كانت نظرة الناس والمجتمع لعاملات هذا المجال، نظرة دونية حقيرة، ويكن منبوذات من المجتمع بطبقاته كافة، فمن هذا الذي يحب امرأة تستغل جسدها في كسب المال، ثم تصرف تلك الأموال على الملابس والأحذية وأدوات المكياج، ولكن الحقيقة أن التاريخ أظهر لنا عدة نماذج عن سيدات امتهن عمل الدعارة، ولكنهن امتلكن قلوبًا ذهبية، وساهمن في تغيير مسار التاريخ، وقدمن للمجتمع خدمات لم يقدمها أصحاب أكثر المهن شرفًا في العالم، مثل جوليا بوليت، التي كانت تصرف أموالها من مهنة الدعارة، على علاج الجنود المصابين في الحرب الأهلية الأمريكية، وطورت من جهاز وخدمات الإطفاء في البلاد، وغيرها العديد من الأمور العظيمة قدمتها عن طيب خاطر، وعلى الرغم من كونه أمر نادر الحدوث، إلا أن جوليا بوليت نجحت في أن تكون عاهرة وسيدة أعمال خيرية في آن واحد، واستطاعت أن تحوز على تعاطف وإعجاب الناس في مجتمعها، وتغيرت نظرتهم لها لنظرة كلها تقدير واحترام.

جوليا بوليت

كانت جولييت بوليت بريطانية المولد، ولكنها انتقلت للولايات المتحدة الأمريكية في أواخر ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وكانت تعمل في مهنة التمريض، وفي النهاية استقرت في مدينة نيفادا عام 1859م، وكانت جولييت هي المرأة الوحيدة في المنطقة وسط عمال المناجم، وسرعان ما بدأت العمل في الدعارة، وأطلقت على نفسها اسم جوليا، وعاشت في بداية حياتها في كوخ صغير مستأجر، ولكن سرعان ما استقر عملها، وزادت الأموال معها، واشترت قصر فخم كانت تديره في أعمال الدعارة وأسمته “قصر جوليا”.

جوليا بوليت
جوليا بوليت

أعمال جوليا بوليت الخيرية

كانت جوليا تقوم بعمل الكثير من الأعمال الخيرية لأهالي مدينتها، وعملت على تحسين الخدمات الخاصة بالمدينة، وكانت تساند عمال المناجم وتندد بالعمل في التعدين، حيث أنه عمل ليس آمنًا، وذات يوم تعرض عدد كبير من العمال لحادث تسمم بعدما شربوا مياه ملوثة بآثار التعدين، فقامت جوليا على الفور بتحويل قصرها إلى مستشفى علاجي لضم المرضى وعلاجهم، كما أنها ساهمت بنفسها في رعاية وتمريض المرضى نظرًا لخبرتها السابقة في مجال التمريض.

كذلك كانت تقوم جوليا بدعم الجنود المصابين في الحرب الأهلية، فكانت ترسل أموالًا طائلة لجمعية “لجنة لينكولن الصحية”، وأرسلت أموالًا كثيرة للغاية لمركز الإطفاء الرئيسي في البلدة، وحتى أنها في كثير من الأحيان كانت تتطوع للخروج معهم غي حالات الحريق، وكانت تبقى في السيارة وتقوم بتشغيل مكابح المحركات التي كانت تعمل يدويًا آنذاك، كما أنها قدمت أموالًا طائلة لشراء معدات جديدة، وبناء على أعمالها العظيمة، اختارها رجال الإطفاء عضوًا فخريًا معهم في شركة الإطفاء(المحرك 1)، واختاروها ملكة في عيد الاستقلال، وركبت شاحنة الإطفاء وهي ترتدي قبعة رجل إطفاء وتحمل بوق النار النحاسي المليء بالورود المميزة، وكان رجال الإطفاء يسيرون خلفها.

قتل المومس ذات القلب الذهبي

في صباح يوم 20 يناير عام 1867م، عثرت الخادمة على جثة جوليا العارية في غرفتها، وكان هناك آثار خنق على رقبتها، وضرب شديد على رأسها، حزن الجميع على جوليا، وتم إعلان الحداد عليها لمدة اسبوع في المدينة بأكملها، ويوم الجنازة، تم إغلاق جميع المناجم والمحلات، وكانت جنازة ضخمة مهيبة، سار فيها الآلاف، تقدم رجال الإطفاء الموكب، ثم تبعهم عمال المناجم، ثم بقية الأهالي من خلفهم.

إقرأ أيضا
سوق روض الفرج

قبل أن تطلبوا التستر على متحرش المعادي.. حكايات فتيات تعرضن للتحرش وهن في مرحلة الطفولة والألم لم يسقط بالتقادم!

وبعد مرور عام تقريبًا، تم القبض على المتهم جون ميلين، وتمت محاكمته وإدانته بقتل جوليا بوليت، واعترف الفرنسي المختل بجريمته، وأقر أنه غير نادم على ما فعل، وتم الحكم عليه بالإعدام شنقًا، ويوم تنفيذ الحكم، كان الأهالي جميعهم متواجدون لرؤية تنفيذ العقاب على القاتل.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان