همتك نعدل الكفة
310   مشاهدة  

المونديال بالمصري (3) .. عندما بثَّت دور العرض المصرية مباريات المونديال بدلًا من أفلام السينما

مونديال كأس العالم
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كان المونديال منذ أول بطولة في عام 1930 حتى مونديال قطر 2022 – ولم – يزل أعظم أحداث القوى الناعمة التي تجمع العالم من حولها من مختلف الجنسيات .. فهذا الشاب البرازيلي يجلس مع نظيره التونسي لمدة ساعة ونصف وذاك الفرنسي يطير إلى اليابان لمؤازرة فريقه وذلك الكاميروني يتعلم خصيصًا مبادئ اللغة الألمانية لمتابعة مبارة فريقه مع ألمانيا .. إنه وبلا شك الحدث الأكثر رواجًا بدون تدخل الآلة الإعلامية الرياضية .. فالمونديال شعبية حقيقة يصنعها الناس قبل الكاميرا .. وللمونديال حكايات لا حصر لها في مصر بدءًا من تحدي عدم التأهل لسنوات وسنوات متواصلة إلى أن وصلت لإفيهات متجذرة في الوعي المصري الجمعي لنكات في أسباب عدم تأهلنا من التسعينات إلى جيل محمد صلاح .. حتى خارج المستطيل، وفي ذلك كان لدور عرض السينما والمسرح في مصر صراعًا مع مونديال 1998 والذي أقيم في فرنسا وفازت به بعد نهائي شهير مع البرازيل أحرز فيه زين الدين زيدان ثنائية شهيرة وأضاف إيمانويل بوتي هدفًا ثالثًا لتنتهي المبارة 3-0 لفرنسا وتتوج بالكأس الذهبية لأول مرة في تاريخها .. وكذا كانت تكتب الصحافة المصرية وتحديدًا جريدة الجمهورية عن أزمة تواجه دور العرض المصرية لخوف الفنانين والمنتجين من العرض في نفس توقيت المونديال الذي يجذب من حوله الملايين والذي تعتبر مجازفة غالبًا ما ستسفر عن خسارة فادحة إذا قرر منتج عرض فيلمه في نفس التوقيت .. وتلك تفاصيل الأفكار الذي خرج بها صناع السينما المصرية في التسعينات للخروج من هذا المأزق .

 

عندما انطلقت أمس مباريات كأس العالم التي تجذب ملايين المشاهدين من كل أنحاء الدنيا حتى منتصف الشهر القادم وبسبب البث المباشر لما يقرب من ثلاث مباريات يوميًا على الهواء أصبحت كافة الأنشطة الفنية ودور العرض السينمائي والمسرحي مهددة بالإغلاق .. حتى إن بعض الدور السينمائية قررت إذاعة ماتشات الكرة على الهواء مباشرةً على شاشاتها لجذب المشاهدين وعشاق الكرة إليها .. عقدت غرفة صناعة السينما برئاسة منيب شافعي اجتماعًا للتنسيق بين الفنانين وشركات التوزيع والعرض لحل مشكلة دور العرض أثناء المونديال، ورفض منيب شافعي فكرة إغلاق أية دار عرض أثناء المباريات .

فيلم دانتيلا 1998
فيلم دانتيلا 1998

وقد شكا محمد خفاجي رئيس شركة التوزيع من أن كمعظم المنتجين والفنانين رفضوا النزول بأفلامهم الجديدة في هذه الفترة الخطرة –كما يسمونها- وهددوا بسحبها من شركة التوزيع إذا أصرت .. فاستقر الرأي على استمرار عرض الأفلام المعروضة حاليًا وهي (دانتيلا) و(البطل) و(جبر الخواطر) وتغير بعض مواعيد الحفلات حتة تبتعد قدر الإمكان عن المباريات المهمة التي تشارك فيها الدول العربية وكذلك فريق البرازيل الذي يعشقه الجمهور المصري !

 

وتقرر في الاجتماع رفض أية دار عرض في فترة المونديال وبذلك تم تأجيل مجموعة كبيرة من الأفلام المصرية الجديدة للعرض بعد انتهاء مباريات كأس العالم مباشرة ومنها فيلم (جمال عبد الناصر) إخراج أنور قوداري، وفيلم نادية الجندي (الإمبراطور) إخراج علي عبد الخالق، وفيلم (الزعيم) وهو المأخوذ عن مسرحية عادل إمام الشهيرة وإخراج شريف عرفة، والفيلم التليفزيوني (القتل اللذيذ) إخراج أشرف فهمي، وفيلم (هارمونيكا) بطولة محمود عبد العزيز وإخراج فخر الدين نجيدة .. أما بالنسبة لشركات توزيع الأفلام الأجنبية فقد قررت هي الأهرى تأجيل عرض أفلامها الكبيرة إلى ما بعد المونديال ومن هذه الأفلام (جودزيلا) الذي عرض في ختام مهرجان كان السينمائي هذا العام، وفيلم (حليف الشيطان) بعرض آل باتشينو، و(صحوة الوحش المدمر) و(دائرة الفزع) .. والاكتفاء بعرض أفلام ذات الطابع الأسري وأفلام المرأة وبعض الأفلام الكوميدية لمنافسة مباريات كأس العالم .. ومنها الأفلام المعروضة حاليًا بالإضافة إلى أفلام (المخترع المنحوس) و (مطبات ضاحكة) و (من أجمل اللحظات) و (شقاوة بنات) .. وبذلك تبتعد عن الأفلام التي تجذب الشباب الذي سيكون مشغولًا بالكرة .. وحال المسرح لا يختلف عن السينما كثيرًا حيث عقد سامي خشبة رئيس البيت الفني للمسرح اجتماعًا خاصًا بالمونديال قرر فيه استمرار بعض العروض الحالية في القاهرة والاسكندرية حتى لا تعلق دور العرض المسرحي وقال أن الموسم المسرحي بطبيعته يبدأ نشاطه من يوليو ونحن نجهز لعدة عروض مسرحية جديدة وكذلك الحال عند قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية حيث قرر رئيسه عبد الرحمن الشافعي بدء موسمه المسرحي بعد أول يوليو وبذلك يكون قد تفادى العرض أثاء إقامة المونديال وفي الاسكندرية قررت أكثر من فرقة مسرحية خاصة بدء نشاطها في منتصف المونديال أو بالقرب من نهايته ومن هذه الفرق عادل إمام بمسرحيته (الزعيم) وسعيد صالح بمسرحيته (حلو الكلام) وجلال الشرقاوي (قشطة وعسل) مع فيفي عبده، ومحمد نجم ومسحريته (مين مايحبش الفلوس)، وسيد زيان ومسرحيته (بودي جارد)، وعبد المنعم مدبولي (السنيورو) رانيا فريد شوقي ومسرحيتها (مولد سيدي المرعب) أما بقية الفنانين فيصرون على عرض أعمالهم بعد انتهاء مباريات كأس العالم تمامًا .

 

إقرأ أيضا
فيلم غزل البنات

 

الكاتب

  • المونديال محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان