المونديال بالمصري (8) .. متى نتعلم من الشيخة خديجة المغربية؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لما اكبر عايز اطلع زي ياسين بونو !
هذه العبارة البسيطة سمعتها اليوم على لسان طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره عندما سأله أحد المدرسين أمام بوابة إحدى المدارس بالقرب من وسط البلد في القاهرة ! والحقيقة – بعيدًا عن أن الأطفال لا يكذبون غالبًا – فإن الطفل فعلًا لم يكذب .. ومن منّا لا يريد أن يكون مثل ياسين بونو؟ كبيرًا كان أم صغيرًا .. وهو البطل الشعبي (العربي) الذي يحمل آمال كل شاب عربي على كتفيه في مواجهة الرجل الأبيض ذو العيون الخُضر .. والحديث هنا لا يخص كرة القدم كلعبة، بل كتخصص تفوق فيه أحد الذين نعرفهم، وكأنك سمعت أن قريبك من الدرجة الخامسة عشر حصل على جائزة نوبل !
تصدي ياسين بونو أمام منتخب إسبانيا
ورصدًا لحركة إعلامنا الرياضي الذي ظهر أغلب إعلاميوه مرتدين التيشرت المغربي في مؤازرة –واجبة- وأكثر من واجبة من الرأي العام المصري الرياضي، وإنارة برج القاهرة بعَلم المغرب، وتداول صورة سفيان أمرابط بكل الفخر والثناء، وهو أسطى نص الملعب الذي بحث عنه الكابتن فاروق جعفر طيلة عشرات السنوات في التحليل الرياضي .. والمداخلات التليفزيونية مع أقارب وذوي نجوم منتخب المغرب وأبطاله الذين حققوا ما لم يحققه منتخبًا عربيًا بإمكانات ليست خرافية فإن ثمة غيابًا للسؤال الأهم لابد أن نضعه على الطاولة .. لماذا لا نحقق ما حققه منتخب المغرب؟
لماذا لا يسأل الإعلامي الرياضي س أو ص أو ع نفسه أولًا قبل أن يدعم المنتخب المغربي الذي ندعمه جميعًا : أين كان دوري قبل خروج منتخبي من تصفيات كأس العالم؟ .. هذا هو السؤال الذي لابد أن نبدأ بالبناء عليه في القادم من أحداث رياضية تخص منتخبنا القومي .. لأنه – وإن كنّا الآن من ضمن الجماهير المغربية – ليس من الأفضل أن يصبح ياسين بونو أو سفيان أمرابط أو بوفال أو الركراكي مُثلُ عُليا للنشئ المصري وعندنا (جوا) محمد صلاح وزيزو والنني والونش .
ومن المتداول في أوساط المميز المصرية مصطلح “الشيخة خديجة“، وهو مصطلح للتعبير عن بلاد المغرب المشهورة بانتشار السحر .. ولو تتبعنا ما فعلته الشيخة خديجة في الفترة الأخيرة سنجد بدون شك أنها ابتعدت عن السحر، وانهمكت في العمل يومًا بعد الآخر، وصدّقت الإطارات العلمية للأشياء، وتركت التنجيم في جانب وشمّرت ذراعها واتجهت إلى جانب آخر، وتشقق كعب قدميها إلى أن أُدمى، وهدمت أصمنامها بفأس ثقيلة حتى إنه لم يقام لها مرة أخرى قائمة .
حرّك الإنجاز المغربي في كأس العالم داخل المهتمين بالكرة العربية –والغير مهتمين- سؤالًا من كلمتين : لما لا؟ .. وحقًا لما لا وقد فعلها أخيك بنفس إمكانياتك ؟ .. لما لا وقد رسم لك الطريق وترك لك البوصلة منضبطة وشق البحر شقًا لتعبره من بعده؟ .. لما لا وقد صنع منتخب المغرب ومن خلفه الجماهير المغربية معجزة لن تصبح فيما بعد (معجزة) .. هذا هو السؤال ؟ .. لما لا نرى محمد صلاح أو من سيرتدي من بعده شارة المنتخب القومي يرفع كأس العالم ؟
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال