الميكرفونات..اللعنة الوحيدة في رمضان
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الميكروفنات هي اللعنة لتي نعاني منها بشهر رمضان وبغيره، ولكن في رمضان تحديداً تكون الأزمة على أشدها.
أنا واحدة من الناس الذين يعانون من حساسية شديدة في تلقي الأصوات العالية، ولا أعرف كيف أوصل لك إيها القارىء شعوري، ولكن تخيل ذبذات عالية تدخل أذنك بلا توقف وتوجع قلبك.
تخيل نفسك بجوار سماعة أفراح عالية، ستنتفض من مكانك وتشعر بالتوتر المتواصل وتكون شديد العصبية لو لم تستطع تغيير مكانك..
تكون حالتي بهذا الشكل أثناء سماع الأصوات العالية أنا وكل من يعانون من القلق العام، ، وهو ما يجعلك في نوباته الثقيلة تتحسس دائما مسدسك، تنتفض من نومك لو سمعت أي صوت مفاجىء ..
وقد انتباتني وعكة صحية الأيام الماضية من الإجهاد الشديد وزيارة لدور أنفلونزا ثقيل، وشد عضلي نتيجة نوم بشكل خاطىء، فأنتج هذا الكوكتيل ضغطا عصبياً شديدا وهبوط في الضغط وظهور القلق بشكل غبي، والذي كنت ودعته منذ فترة، ولكن يذهب ويجيء مع الضغوطات.
وبدأ شهر رمضان وتعالت الميكروفنات بلا أي مراعاة لمرضى أو أناس طبيعين تضايقهم الأصوات العالية.
أغاني ترحاب بالشهر للساعة الواحدة صباحا، ميكرفونات المساجد تعمل ليل نهار بأصوات متداخلة لصلاة التراويح بميكرفونات شديدة الرداءة.
ووالله لست ضد الصلاة ولا ضد العبادة وهذا السطر ضروريا رغم سخافته، ولكن تتداخل الأصوات فلا تعرف أن تستمع لشيخ واحد يقرأ بصوت عذب
تكون حصيلة الميكروفنات الرديئة لأكثر من مسجد بالمنطقة، أصوات متداخلة بكلمات متداخلة فلا تستطيع سماع آية واحدة بشكل يريح صدرك.
وقبل آذان الفجر تتفاجأ بإمام المسجد يشخط وينطر مذكرا إياك بكوب الماء قبل الفجر وكأنه سيكون آخر كوب ماء لك بحياتك.
وأضف على هذا أننا نعاني من إمام مسجد صوته ابتلاء وبأعلى ميكرفون بالمنطقة يصر على ازعاج الجميع وتحدث معه ومع غيره من المسجد رجال المنطقة الذين يصلون من الأساس جماعة ولم يستجب أحد.
اقرأ أيضا…كيف يرى الناس مذيعة البرامج الدينية
الرجل لا نفس له الى الحد الذي يجعله يكح في الميكرفون ويفقد نفسه أثناء قول الآذان بجانب صوته شديد السوء ، عذاب حقيقي على الأرض أن تستمع خمس مرات لرجل يستقوى على الخلق من باب البلطجة بحنجرته وهو لديه أذنين مثلنا ويعرف مدى قبح صوته.
والأشد إجراما أن بالمسجد يصرون على تركيب أعلى ميكرفون بالمنطقة ليغطي على بقية أصوات المساجد الآخرى، فتسمع رغما عنك أسوأ صوت بين كل المؤذنين.
لن أنسى الصديقة الأجنبية التي فزعت من نومها فجرا وظنت أن هناك حرب ما قامت وهناك غارة على أثر صوت مؤذن مثل أخينا، وهي لا تفهم العربية فتصورت أن الصوت شديد الإزعاج بهذا الشكل ما هو إلا غارة!..وأحلف لك ما تصدقشي أن الموقف ليس تأليفا بل حقيقيا بكل أسف.
أسمع إخواننا المزايدين يقولون وماذا عن أصوات الموتوسكلات وأغاني مهرجاناتها وغيره، فوالله مرة أخرى قد سأمنا كل الأصوات العالية وتحدثت عن الأمر في مقال سابق.
وليت هناك قانونا حازماً يجرم استخدام الأصوات العالية.
والأكثر بؤسا كل سائق ميكروباص تطلب منه أن يخفض صوت القرآن لو كان عاليا فيتهمك بالكفر والمجون، وكأن جملة واغضض من صوتك لم تمر عليهم يالقرآن الذين يسمعونه.
أو أنهم طرش لا يعرفون سماع القران والأغاني سوى بصوت عال!…وكأننا لا نسمع القرآن في بيوتنا بصوت معقول.
رمضان شهر الروحانيات تحولت فيه بلطجة الميكروفنات لوكسة وتكدير لحالة الصفاء النفسي الذي ننتظره كل عام.
وفليحترق المرضى بجاز و الطلبة الذين يذاكرون وعلى المتضرر أن يخبط رأسه بالحائط أو اتهم في دينه وإيمانه.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال