رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
601   مشاهدة  

المُنفّر .. محمد حسين يعقوب وفن ترويج الموت

محمد حسين يعقوب
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أود لو أني أضحك كثيرًا قبل أن نتحدث عن (الشيخ) محمد حسين يعقوب ، ذلك الرجل الذي يصرخ كثيرًا بصدى صوت غريب الأطوار يثير الضحك أكثر منه الدهشة ، ذلك الرجل الذي إن ظهر في أي مكان على صوته وأغمض عينه ، وحدثك بطريقة غرائبية لا تعرف إن كان قصده أن يشرح لك أمر ما ، أم هو بالقصد يريد أن يضحكك . على كل ، وبعيدًا عن مشاعرنا الشخصية التي ممكن أن نختلف فيها واحدًا دون الآخر ، فإننا أمام مجموعة من التلاميذ إن صح القول أنهم (تلاميذ) ، وأنه (أستاذ) ، فإنهم يصدقون كلامه ، بل لأننا سنتحدث عن هذا الرجل لكل من يهمه أمره ، أو حتى لا يختلط عليك ما يقوله بالحقيقة .

 

الشيخ محمد حسين يعقوب وفن ترويج الموت قبل عصر الإنترنت :

هناك شريط ديني ، حدث أن قام هذا الشريط بغزو أغلب الكاسيتات المصرية ، بعد الحملة التي بدأت مع بداية الألفينات ، كانت على محاور عديدة لترويح الفكر المتشدد ، كتيبات صغيرة تباع في القطار مع العسلية ، ومصلقات على حوائط وأبواب غرف المنازل ، تلك الحملة التي صنعت شعبية لمثل هؤلاء .. وكان على رأسهم الشيخ محمد حسين يعقوب ، بشريط كاسيت يحمل عنوان “الموت” .. ويبدأ فيه قائلًا بصدى الصوت : المووووووت .. حيث الغربة .. حيث التربة .. حيث الدوووووود ! ، وهنا أنت أمام خيار من اثنين إما أن تُكمل سماع الشريط وتصاب بالاكتئاب مدى حياتك ، وإما أن تغلق الشريط ، لأن حتى الموت كمعنى أفسده الشيح بتلك الطريقة التي هي أقرب لأفلام الرعب .. بدلًا من أن يحدثك عن الموت والحكمة والتأمل والفلسفة منه ، فإنه قرر أن يحدثك عن التراب والدود والعذاب . أي كلام هذا !

 

الشيخ محمد حسين يعقوب وترويج الموت على الإنترنت

“بنفس صدى الصوت : موقع الربانية .. الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب .. من ذا يصلي عنك بعد الموووووت .. من ذا يصوم عنك بعد الموووووت ”   .. هذه هي النغمة الرسمية التي سوف تسمعها عندما تدخل الموقع الرسمي للشيخ .. وفي إحدى خطبه عن (الإستعداد للموت) ، قال أن هناك أخ فاضل قريب منه قد مات ، مات بعد سنة طارده فيها أهله جميعًا بعد أن قرر أن يعفي لحيته من الحلاقة ! ! ! ، تخيل يا مؤمن .. طارده أهله خلال عام كي يحلق لحيته فقط ، ثم أكرمه الله بالموووت بعد سنة كاملة من المطاردة ! .. فقال الشيخ : تخيل لو أنه ارتضى لكلام أهله وحلق لحيته ماذا سيكون مصيره اليوم !! ..

تخيل أن أهل هذا الشخص يا مؤمن تركوا (اللي وراهم واللي قدامهم) .. وتفرغوا لمطاردة إبنهم فقط ليرغموه على حلق لحيته .. أي عقل يصدق هذا الكلام الفارغ ؟ .. وكأننا أمام سكتش كوميدي كتبه أحمد عبدالله أو بهجت قمر .. لكنه يغلف كلامه بـ (إن شاء الرحمن) ، ويصرخ في نهاية كل جملة (سبحان الملك) .. كي يلجّم عقلك عن التفكير في كلامه الهزلي !

 

إقرأ أيضا
قبر النبي إبراهيم

الشيخ محمد حسين يعقوب وفن ترويج الموت عمومًا

يتلذذ الشيخ بوصف الجسد بعد الموت ، كما يحكي لك عن غرفتك وكلام أهلك وكيف سينساك الناس ، يتمتع الشيخ ببث القبضة داخل قلبك وإحساسك بالخوف ، وهذا الشيخ – تحديدًا – عنهم جميعًا أكثر من تحدث عن الموت وفي حياته الشخصية فهو دائم الترفيه عن نفسه وكأنها سيخلد في الحياة ! .. أي إزدواجية ، يأمرك بالتقشف والاستعداد للموت ، وهو يفعل ما بوسعه ليعيش غدًا ، وبعد غدًا ، وبعد بعد غدًا !  . ونحن لن نخبرك كم أن كلامه منافيًا لكل عقل ، وقلب ، وإنسان .. لكننا سنخبرك أن : إبحث وراء ما يقوله ولا تسلّم به .. ولا تمنع نفسك من الضحك أحيانًا !!

الكاتب

  • محمد حسين يعقوب محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
2
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان