رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
114   مشاهدة  

الناس مش بخلاجاتها !!

الناس


في يوم قائظ من شهر يوليو كنت أقف عند بوابة حديدية بجوار الجمعية  الإستهلاكية التي أجلب منها التموين شهريًا، فهنالك مدخل بناية ببوابة حديدية تكون غالبًا مغلقة، ولكنها كانت في ذلك اليوم مفتوحة الأبواب.

كنت عائدة من عملي للتو، غارقة في شلالات من العرق ولفيح هواء ساخن يهب على جسدي من آن لاخر، ولهيب الشمس يكاد يحرق وجهي وأوجه الطابورين الطويلين من الرجال والنساء الذين يقفون اجمعهم في تزاحم شديد في انتظار أدوارهم، انتظرت دوري أنا أيضا، حيث لا مظلة تظلني وتظلهم.

أخبرت آخر سيدة في الطابور إنني أقف خلفها حتى تحفظ دوري، فقلت : أنا بس حقعد شوية في العمارة دي عشان الحر !

دخلت البناية وافترشت كيسًا على درجات السلم وأنخت ساقيّ المتعبتين وجلست، وبجواري ربضت سيدة عجوز تمسك بعكاز، وشيخ مسن ينتظران دورهما أيضًا.

دلف العديد من سكان البناية عبر بوباتها، ورأونا جالسين، وشاهدت في عيونهم نظرات الإشفاق تكاد تتحول لدعوات لدخول منازلهم لكي نستريح قليلًا، إلى ان مرت علينا سيدة في أواخر العشرينات، قصيرة وضئيلة الحجم، ترتدي ملابس فخمة وراقية، بدا أنها من سكان البناية، فقد كانت تحمل اكياسًا بلاستيكية ممتلئة بالخضروات والفاكهة، صعدت بضعة درجات من السلم ثم نزلت مرة أخرى وقالت بمنتهي العوج والاستنكار : “معلش يا جماعة الباب ده لازم يتقفل” كانت تهم باغلاق البوابة وتقف منتظرة

فردت العجوز  : لا متقفليش احنا طالعين…

استندت العجوز على ذراعي لتنهض، وانتفض الشيخ من مكانه، وما أن خرجنا حتى وجدنا البوابة قد دُفعت بقوة، وصوت السيدة من خلفها يبرطم ويسب ويلعن.

جلست على الرصيف مع العجوز التي كانت تدعو عليها وتحسبن، إلى ان مر على كلتينا شاب بدا في أوائل العشرينات من عمره، يبدو كصبي ميكانيكي، يرتدي ثيابًا مرقعة تمتلئ بالشحم والزيوت، قال لصاحب دكان يجاور الجمعية : هات كرسين من فضلك معلش يا عم جلال…عندي أنا الكرسين دول..

ثم وجه حديثه لنا وقال : مينفعش تقعدوا كده على الرصيف !

ثم وضع الكرسيين في مكان ظليل، ومضي في طريقه بدون كلمة أخرى.

قالها خلف الدهشوري كلمة حكمة :

إقرأ أيضا
كائنات فضائية

 الناس مش بخلاجاتها، ياما ناس كاتير لابسة بس جليلة الرباية !

إقرأ أيضاً

محمد عبد الشافي .. الناس بتاكل بعض؟ .. مش واكل

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان