الناس ينادون بأسماء أمهاتهم يوم القيامة “حقيقة أشهر مقولة خاطئة عن الآخرة”

ساد عند أغلب المسلمين رواية عن أحوال الآخرة تقول أن الناس ينادون بأسماء أمهاتهم يوم القيامة، ولعل هذا الاعتقاد طرأ في المرويات الشعبية وتكلمت عنه الأعمال الفنية مثل مشهد محمد أبو دياب وجمال ولد مرزوقة في مسلسل الرحايا.

حقيقة جملة الناس ينادون بأسماء أمهاتهم يوم القيامة

كافة الأحاديث الصحيحة تؤكد أن الناس ينادون بأسماء آباءهم لا من أسماء أمهاتهم يوم القيامة مثل حديث ابن عمر رَضيَ اللهُ عَنْهُمَا عن النبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْغَادِرَ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ».

اقرأ أيضًا 
حين سمع المصريون أن يوم القيامة قد اقترب فارتفعت أسعار المصاحف

وفند قال القرطبي في كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة ما يقال عن النداء بالأمهات حيث قال «قوله: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ دليلٌ على أن الناس يدعون في الآخرة بأسمائهم وأسماء آبائهم، وقد تقدم هذا في غير موضع، وفي هذا رد على من قال: إنما يدعون بأسماء أمهاتهم؛ لأن في ذلك سترًا على آبائهم، وهذا الحديث خلاف قولهم».

مصدر القول وحقيقته

أما مصدر مقولة الناس ينادون بأسماء أمهاتهم فمن كتاب الفردوس للديلمي عن عائشة رضي الله عنها وابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «إن الله يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترًا منه على عباده»، وبسببه قال البيضاوي في كتاب أنوار التنزيل وأسرار التأويل «وقيل: بأمهاتهم” جمع أم كخف وخفاف، والحكمة في ذلك: إجلال عيسى عليه السلام، وإظهار شرف الحسن والحسين رضي الله عنهما، وأن لا يفتضح أولاد الزنا».

من حيث الحديث فقد قال بن حجر العسقلاني أن سنده ضعيف جدًا ومنكر أيضًا وهو نفس رأي السخاوي في كتاب المقاصد الحسنة إذ قال «وكلها ضعاف، وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات.. نعم حديث التلقين بعد الدفن: وإنه يقال له: يا ابن فلانة، فإن لم يعرف اسمها، فيا ابن حواء، ويا ابن أمة الله؛ مما يستأنس به لهذا».

إقرأ أيضا

هل تحسم قوائم بيلبورد عربية لقب صوت مصر؟

وقد سبب تفسير البيضاوي وغيره غضبًا للإمام الزمخشري عبر عنه في كتاب الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل حيث قال «ومن بدع التفاسير: أن الإمام جمع أمٍّ، وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم، وأن الحكمة في الدعاء بالأمهات دون الآباء رعاية حق عيسى عليه السلام، وإظهار شرف الحسن والحسين، وأن لا يفتضح أولاد الزنا. وليت شعري أيهما أبدع؟ أصحة لفظه أم بهاء حكمته؟».