همتك نعدل الكفة
138   مشاهدة  

النجاح سعي متواصل .. “الأخوين شاهين” قصة ملهمة لكل شاب مصري مُحبط

الأخوين شاهين
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تعيش مصر أزمات اقتصادية متلاحقة، ولا وجود مكان فيها إلى استثمار أو نجاح أيًا كان هو،  هكذا يقول معظم الشباب المصريون، ودائمًا ما تظهر القصص التي تكذب تلك الرويات فمن أراد النجاح لا بد أن يعمل ويجتهد مهمها كانت الأسباب والمعوقات.

ومن بين هذه الحكايات، حكاية رجل مصري في الأربعينيات من عمره من مصارين الريف كما يقولون، أراد أن يُبت لنفسه أولا وكل من حوله أن النجاح سعي متلاحق، واجتهاد طوال الوقت وعقل يقظ لمعالجة أي مستجد وطارئ.

كيان واحد وقصة نجاح واحدة

الأخوين شاهين، بداية لم يحبذ كل منهما الحديث عن نفسه منفصلًا دون أخيه، هما كيان واحد وقصة نجاح واحدة، وهذه كان الدرس الأول النجاح والقوة تنبع من تلاحم الإخوة مع بعضهما البعض.

الأخوين بشير وخالد شاهين، رجلين من قرية شبشير الحصة إحدى قرى محافظة الغربية، بدأ حياتهما في القرية من خلال 20 وحدة نحل ليصبحا أقوى شركات العسل في مصر كافة، ورغم نجاح ” خالد” إلا أن حكاية ” بشير كانت  الأكثر إلهامًا لتأتي بعدها ” حكاية “خالد”  فتكتمل الصورة الأكثر إثارة.

في مدخل القرية هناك محل كبير مختلف عن الآخرين، المحل ملئ بصور لا عبي الكرة، لا سيما لا عبو نادي الزمالك، فالانطباع الأول عند دخولك المكان أنك في أحد المراكز التابعة للقلعة البيضاء لا مكان خاص ببيع العسل وتصنيعه.

المكا أبيض في خطين حُمر، ويتوسط مكتب كبير رجل في بداية العقد الرابع يرتدي زيًا أبيضًا، ومن الوهلة الأولى ترى فيه ” الرجل ابن البلد الأصلي”، يرحب بالجميع ويبتسم في وجوهم  ويمازح  هذا ويداعب ذاك، وكأنه عامل بسيط بين عماله.

لم يتخلى بشير عن طباعه الريفية التي تربى عليها، فوالده كان عاملًا بسيطًا في شركة الغزل والنسيج في المحلى الكبرى، وهو وأخوته كانوا يسكنون في بيت بسيط في القرية لا يمتلكون سواه.

لم يفضل ” بشير” التعليم ولم يحبذه إطلاقًا، واكتفى بحصوله على شهادة التعليم المتوسط وفقط، بدأ حياته عاملًا بسيطًا عند أصحاب منحل كبير في القرية، واستمر معهم إلى أن انفصل بعمله الخاص في تربية النحل وصناعة العسل.

الأخوين شاهين
الأخوين شاهين

يقول :” بشير” أنا أحب العمل ، وأحب الحركة الكثيرة، فلا يمكن أن أجلس يومًا دون عمل، وكانت هذه نظرتي للعمل وللحياة ، أن أعمل كثيرًا وبإخلاص وبأمانة سأصل يومًا لما أريد.

بدأ “بشير شاهين” بعمله الخاص بعشرين وحدة نحل فوق منزله، فيقول: لم أدفع ثمن هذه الوحدات إلا بعد إنتاج العسل، وبعد الإنتاج لم يكن مكسبي أنا وأخي سوا جنيهات معدودة، صبرت أنا وأخي واجتهدنا كثيرًا إلى أن أصبح لدينا وحدات أكثر وإنتاج أكثر.

حق الله دائمًا محفوظ، فبرغم المكسب الضعيف، إلا أحق الله في الصدقات والذكاة كان مهمًا لنا، لذلك نشعر وكأن الله قد أعطانا كل هذا الرزق لحفاظنا على حق الفقراء، واجتهادنا في العمل.

أصبح” بشير” و” خالد” الشابين مثالًا لأهل القرية، فلم يورثوا جنيهًا عن والدهما، لكنها بدأ الحياة معًا كعمال عاديون في منحل ما، والآن هم أصحاب شركات آل شاهين لإنتاج العسل.

ولم يكتفي الأخوين بعملهما الخاص، فكل شبر في القرية يشهد على بصمتهم، فمدخل القرية من حيث النظافة والإنشاءات يحمل اسمهم كونهم أنفقوا عليه من مالهم الخاص لتطوير، الشوارع تحمل الأشجار الكثيفة التي زرعوها من أجل بيئة نظيفة لهم وللنحل التي يتكسبون منه.

وإلى جانب نشاطهم الاقتصادي الذي أصبح حاضرا في السوق المصري والعالمي للعسل النحل، قررا الأخوين أن يُسعدوا أطفال القرية وشبابها، فكانوا على موعد مع عدد من الأنشطة التي يقومون بها  لرفاهية هؤلاء الأطفال والشباب.

إقرأ أيضا
الاستثمار الأجنبي
الأخوين شاهين
الأخوين شاهين

مارس” بشير” سلطته القوية ـ بمزح ـ  وأجبر الأطفال على تشجيع وحب نادي الزمالك ليشاركوه في حب هذا الكيان الكبير، فصنع الكراسات والأقلام والتيشرتات التي تحمل اسم الزمالك، فأصبح الطفل يرى الزمالك في كل أدواته، بالتي أصبحوا ينتمون إلى نادي الزمالك.

ولم يكتفي ” بشير” بهذا بل يقيم الدورات الكروية ويجبر الفرق على ارتداء نادي فريق نادي الزمالك حتى وإن كان الاعب أهلاويًا، هو يريد أن يصبحوا زملكاوية، بالتأكيد كل هذا حقيقيةً لكن ليس على سبيل التجبر بل المزح ومداعبة أهل القرية.

أما “خالد”، فلم يختلف عن أخيه بل كان عونًا له، إذ كانت نقطة الانطلاق من عقله أولًا، فقال جملة واحدة:” أنا لا أحب أن أعمل لدى أحد”، بهذه الكلمة وبعزيمة الرجال قرر أن يتخلى عن عمل الغير وأسس لنفسه مشروع مع أخيه بعشرون وحدة خليه، كما أصبح حاليًا هو العقل المدبر والمسوق الفعلي للشركة خارج القرية.

الأخوين شاهين
الأخوين شاهين

ورغم الشهرة الواسعة للأخوين، واسمهما في هذه الاقتصاد لم يتخلى عن القرية، فكما يقولان، نستطع أن نشتري في أي مكان بيوتًا وعقارات، لكن القرية التي بدأنا فيها وازدهرنا من خلالها لا نتخلى عنها ولا نعيش في سواها، ولم نستسلم أبدًا لأي ظرف اقتصادي طارئ نعلم كيف ندبر مشاريعنا ومنتجنا.

اقرأ أيضًا: عن شركة سبيتو سباتس أقدم شركة مياه غازية في مصر

الكاتب

  • الأخوين شاهين مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان