شركة التأمين القرآنية .. بين النساء وجدار الأب الصالح
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
من الأشياء التي تؤرق الآباء وخصوصًا في هذه الأيام مشكلة تأمين مستقبل أولادهم ولكن هذه المشكلة تم حلها في القرآن الكريم في سورة النساء بالآية التاسعة حيث يقول المولى عز وجل “وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً”.
التفسير الميسر للآية الواردة في سورة النساء يقول ولْيَخَفِ الذين لو ماتوا وتركوا من خلفهم أبناء صغارًا ضعافًا خافوا عليهم الظلم والضياع, فليراقبوا الله فيمن تحت أيديهم من اليتامى وغيرهم، وذلك بحفظ أموالهم وحسن تربيتهم ودَفْع الأذى عنهم, وليقولوا لهم قولا موافقا للعدل والمعروف.
قصة موسى والخضر وفلسفة صلاح الأب
صلاح الآباء المشار له في سورة النساء يتبعه حياة طيبة للأبناء بعد وفاة والدهم فقد جاء في الآية 82 من سورة الكهف حيث قصة النبي موسى والخضر إذ قال تعالى “وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ”.
اقرأ أيضًا
هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى؟!..الباحث إسلام جمال يرد
والتفسير للآية يقول : وأما الحائط الذي عدَّلتُ مَيْلَه حتى استوى فإنه كان لغلامين يتيمين في القرية التي فيها الجدار، وكان تحته كنز لهما من الذهب والفضة، وكان أبوهما رجلا صالحًا، فأراد ربك أن يكبَرا ويبلغا قوتهما، ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك بهما.
قال ابن كثير : وقوله: “وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا” فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة، بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم، وقد كان الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما يصلي من الليل، وابنه الصغير نائم بجواره، ينظر إليه قائلاً: “من أجلك يا بني”، ويتلو وهو يبكي قوله تعالى: وكان أبوهما صالحًا”.
وحُكِي أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود باع دارًا بثمانين ألف درهم فقيل له: اتخذ لولدك من هذا المال ذخرًا. فقال: أنا أجعل هذا المال ذخرًا لي عند الله عز وجل، وأجعل الله ذخرًا لولدي، وتصدق بها، وفي الآية إشارة إلى إرشاد الآباء ، الذي يخشون ترك ذرية ضعاف ، بالتقوى في سائر شؤونهم حتى تحفظ أبناؤهم وتغاث بالعناية منه تعالى ، ويكون في إشعارها تهديد بضياع أولادهم إن فقدوا تقوى الله تعالى، وإشارة إلى أن تقوى الأصول تحفظ الفروع ، وأن الرجال الصالحين يحفظون في ذريتهم الضعفاء.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال