النساء في الإسكندرية أخطر من البنادق
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“المكتبة” ؟ .. سألت سائق الميكروباص أو يقولون في الإسكندرية “مشروع” ثم صعدت .. وكأي رجل ريفي اعتاد على شكل معين للمرأة الجميلة ، كانت تلك المرأة السكندرية أخطر من البندقية كما قيل لألباتيشنو في الجزء الأول من فيلم “الأب الروحي” ، حين فتنته شابه نفّاذة النظرة في صقليّة .. لفحة الشمس التي جعلتها تبدو أكثر “جدعنة” ، تقاسيم الوجه الذي غزا الملح تجاعيده ، حدة الحركة التي تجعلك ترتبك ، الكلام بلا خباثة النسوان المعروفة ، بلا بلاهة المراهقات المدعيّة ، بلا (مرقعة) الدواجن التي يحاول السخفاء ترويجها عن المرأة السكندرية ، وبلا انطفاء ، وبلا بَهَتان … وهذا يفسر الاستفزاز التي تمارسه المرأة السكندرية على نظيرتها من نساء ورجال البلد لمجرد أنها عفوية ! .. أنا هنا لا أتحدث عن المقاييس المعروفة للجمال المصري، تلك البضّة خضراء اللون وتمتلك سهوكة الدنيا في صوتها .. لكني أحدثك عن صديقتك الجدعة صاحبة النوايا السالكة ، الصريحة أكثر من اللازم .. التي قال عنها أمير عيد عن شعرها ” مربوط بأستك .. وسط ناس بلاستيك ” .. تلك المرأة التي يمثل وجودها توتر ما للرجل نص لبّة ، أو صاحب نعرات سي السيد الفارغة .. وهي في الحقيقة إنسان جيد قبل أن تكون مرأة جيدة !
وعن فضل أداء تلك المرأة وإسلوب حياتها تغيرت الثقافة المصرية الروتينية في مسألة الحب والزواج ، وحكى الكاتب مصطفى نصر في كتابه ” الإسكندرية مدينة الفن والعشق والدم ” عن ذلك ، حين قال :
كانت العادة في الصعيد : إذا أراد شابًا أن يخطب فتاة : أن يذهب لزيارة أهلها مع أبيه وأقاربه (أو ولي أمره إذا لم يكن والده حاضرًا) ويكون الحديث للوالد – أو ولي الأمر – ولا يسمح للعريس بالتحدث طالما أن أقاربه – الأكبر سنًا- حاضرين ، فإذا أعجبتهم العروس ، يضع الوالد مبلغًا كبيرًا من المال في صينية الشاي الذي تقدمه العروس (يختلف المبلغ من وقت لآخر حسب الحالة الاقتصادية للبلدة) ثم يقوم ولي الأمر بعد ذلك بتقديم أقمشة تكفي لصناعة ثوب أو ثوبين للعروس وأمها وأخواتها ، ويعتبر هذا شبكة للعروس . لكن عندما وفد أهلي إلى الإسكندرية ، تغيرت عاداتهم تمامًا ، ةصارت وسطًا بين ما كانوا عليه في الصعيد ، وما هو مُتّبع في أحياؤ الإسكندرسة ، ويتم الاتفاق على موعد الخطبة ، ويقام حفل لهذا في بيت العروس ، ولابد أن يكون في بيت العروس ، وإذا كان البيت لا يصلح لهذا – لأي سبب من الأسباب ، يقام في بيت أحد أقاربها ، وتكون تكاليف الحفل على حساب العريس ، بما فيها فستان عروسته وحذاؤها واكسسواراتها أيضًا . ثم يقوم العريس بتقديم الهدايا للعروس في المواسم الإسلامية ( ليلة رأس السنة الهجرية ، وعاشوراء ، ومولد النبي ، والإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان ، والعيدين) وتكون الهدايا نوعين:
الأول : هدية للعروس ، إما أن تكون شخصية ، كالملابس والحلي .. إلخ .. أو من مستلزمات البيت ، كأدوات المائدة ولوازم السفرة والمطبخ والمفروشات .. إلخ ، والثاني : هدية لأهلها كالحلوى والفاكهة . ويتم الاتفاق على المهر ونوع الجهاز ، لكن هناك أساسيات لا تستلزم اتفاقًا ، ولا تقبل جدلاً ، فمن المسلَم به أن الجهاز (حجرة النوم والسفرة .. إلخ) على حساب أهل العروس ، وأدوات المطبخ والنجف على العريس . وفستان زفاف العروس على العريس ، أو يدفع ثمنه (ولأن تكاليف الأثاث تزداد يومًا عن يوم، ووالد العريس يتحمل العبء الأكبر منها ، بدأت هذه العادات في التراجع شيئًا فشيئًا ، فيتحمل العريس الآن بعض الأعباء ، فتلزمه بعض الأسر بدفع ثمن المفروشات من أقمشة . وقطن وأجرة المنجد ، وشراء بعض أدوات المطبخ ، وبمرو الوقت ستتحول إلى عادة)
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال